ترامب قد يقوم بزيارة للكيان في يوليو ويتطلب استعادة الأسرى.. عباس يستجيب للضغوط الفرنسية ويتعهد بعدم إشراك (حماس) في الحكم وإجبارها على نزع السلاح.. باريس: تعهدات رام الله غير مسبوقة.. إسرائيل: ماكرون يُطلق علينا حربًا صليبية.

ترامب قد يقوم بزيارة للكيان في يوليو ويتطلب استعادة الأسرى.. عباس يستجيب للضغوط الفرنسية ويتعهد بعدم إشراك (حماس) في الحكم وإجبارها على نزع السلاح.. باريس: تعهدات رام الله غير مسبوقة.. إسرائيل: ماكرون يُطلق علينا حربًا صليبية.

الناصرة – “رأي اليوم” – من زهير أندراوس:

تواصل سلطة رام الله مساعيها لإيجاد شركاءٍ غربيين لفكرة حلّ الدولتيْن التي ترفضها دولة الاحتلال جملةً وتفصيلاً، وفي كلّ يومٍ تقريبًا يصدر عن السلطة موقفًا جديدًا يحمل في طيّاته الكثير من التنازلات عن الثوابت، الذي لم يتبقَ منها أيّ شيءٍ، منذ توقيع اتفاق أوسلو مع الدولة العبريّة في العام 1993 وحتى يومنا هذا، فيما تُشير كافة التوقعات إلى أنّ القادم أعظم وأخطر على القضية الفلسطينيّة، أوْ ممّا تبقّى منها.

واليوم كُشِفَ النقاب عن أنّه في رسالة وجهها رئيس السلطة محمود عبّاس إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين، أعرب عن تأييده قيام حماس بإلقاء السلاح والتوقف عن حكم غزة كجزءٍ من دولةٍ فلسطينيّةٍ مستقبليّةٍ.

بالإضافة إلى ذلك، أكّد عبّاس في رسالته للرئيس الفرنسيّ أنّه “مستعد لدعوة قواتٍ عربية ودولية للانتشار كجزء من مهمة الاستقرار/الحماية بتفويض من مجلس الأمن“. وكتب “ما فعلته حماس في تشرين الأول/أكتوبر 2023 من قتل وأسر مدنيين أمر غير مقبول”، داعيا الحركة إلى “الإفراج الفوري عن جميع الرهائن”.

وأضاف عباس، أن دولة فلسطينية مستقبلية “لن تكون لديها نية بأن تكون دولة عسكرية وهي مستعدة للعمل نحو ترتيبات أمنية تعود بالنفع على جميع الأطراف طالما أنها تستفيد من حماية دولية”.

وفي رسالته، أكد عباس التزامه مواصلة إصلاح السلطة الفلسطينية، مشيرا إلى أنه يريد تنظيم “انتخابات رئاسية وتشريعية خلال عام”، تحت “إشراف” دولي.

وتابع “نحن مستعدون للقيام بدورنا الكامل للترويج لمسار موثوق ولا عودة فيه نحو إنهاء الاحتلال، والتحرك نحو إنشاء دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة وتنفيذ حل الدولتين، في إطار جدول زمني واضح ومع ضمانات دولية قوية”.

“التزامات ملموسة وغير مسبوقة”

ورحب الإليزيه “بالتزامات ملموسة وغير مسبوقة، تظهر رغبة حقيقية في التحرك نحو تنفيذ حل الدولتين”.

وتأمل فرنسا أنْ تجعل من المؤتمر الدولي الذي سيعقد في الأمم المتحدة لحظة محورية لإعادة إطلاق حل الدولتين، وهو ما لا تريده الحكومة الإسرائيلية.

وقال ماكرون إنه عازم على الاعتراف بدولة فلسطينية، لكن بشروط بما فيها “نزع سلاح” حماس و”عدم مشاركتها” في الحكم.

ووجه الرئيس الفلسطيني رسالته إلى ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي سيشارك في رئاسة المؤتمر حول حل الدولتين من 17 إلى 21 حزيران (يونيو) الجاري في نيويورك.

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة (هآرتس) العبريّة النقاب عن أنّ مسؤولًا مقربًا من نتنياهو حذر وزير الخارجية الفرنسي جان-نوال بارو من أنّ إسرائيل قد ترد على أيّ اعتراف أوروبي بدولة فلسطينية بضمّ أجزاء جديدة من الضفة الغربية، رغم أنّ هذا الضم، كما يرى محللون، يجري فعليًا على الأرض.
من جانبه، أكّد الوزير الفرنسي بارو عبر منصة (إكس) أنّ بلاده تدعم إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، في إطار ترتيبات أمنية إقليمية تضمن أمن إسرائيل، معتبرًا أنّ هذا هو “الخيار الوحيد لتفادي حالة الحرب الدائمة”، طبقًا لأقواله.

وكانت إسرائيل قد اتهمّت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أواخر الشهر الفائت بشنّ “حرب صليبية على الدولة اليهودية”، بعدما دعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف أكثر حزمًا حيال إسرائيل ما لم يتحسن الوضع الإنساني في قطاع غزة.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيانٍ تمّ نشره على منصة إكس “تستمر الحملة الصليبية التي يشنها الرئيس ماكرون ضد الدولة اليهودية”، وأضافت “الحقائق لا تهم ماكرون. لا يوجد حصار إنساني. هذا كذب فاضح”، مذكرة بأنها عاودت السماح بإدخال المساعدات الإنسانيّة الى قطاع غزة.

في سياقٍ ذي صلةٍ، ذكرت صحيفة (معاريف) العبريّة اليوم الثلاثاء أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد يقوم بزيارة إلى تل أبيب في شهر تموز (يوليو) المقبل، للمشاركة في افتتاح دورة الألعاب المكابية لعام 2025، وذلك في حال تمّ التوصل إلى اتفاقٍ لوقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيليّ وحركة المقاومة الإسلامية ( حماس)، يشمل إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في قطاع غزة.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أنّ الزيارة المحتملة مرتبطة بشكلٍ مباشرٍ بتحقيق تقدم في الملف الإنساني، وعلى رأسه إنهاء أزمة الأسرى، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنّ ترامب لم يحسم بعد قراره النهائي بشأن الحضور، لكنه أبقى الباب مفتوحًا أمام إمكانية المشاركة، على حدّ تعبير المصادر المطلعة التي اعتمدت عليها الصحيفة العبريّة.