ميلاد عمر المزوغي: اعتذار لأبي مازن… أوسلو انهارت

ميلاد عمر المزوغي: اعتذار لأبي مازن… أوسلو انهارت

 

 

ميلاد عمر المزوغي

اعلان العدو الصهيوني الاخير بإنشاء 22 مستعمرة جديدة بالضفة يأتي في وقت تشه فيه الاراضي المحتلة بكل من الضفة والقطاع اعمال اجرامية من قبل العدو المدعوم امريكيا وغربيا بمختلف انواع الاسلحة  منها المحرمة دوليا ,بالإضافة الى دعم القوى الاستعمارية للصهاينة سياسيا في المحافل الدولية, منها اربعة  في رام الله حيث يقيم الرئيس محمود عباس سلطته ليدير منها سلطته في قمع المقاومين والوشاية بهم لدى الكيان المحتل ,بل نجد سيادة الرئيس يحرس الكيان مقابل حفنة من الدولارات, يقتات عليها وزمرته ,بينما يصف المقاومين بانهم ابناء كلب, هل رأيتم رئيسا يصف المقاومين الشرفاء الغيورين على الوطن بهذا الوصف الذي يدل على ان ابي مازن قد تجاوز الخطوط الحمر من خلال  السير في ركب الخنوع لأجل الابقاء عليه في السلطة.
قلنا سابقا بان اتفاق اسلو هو بين تنظيمين ليس الا, حيث ان الاتفاق لم يحظى بموافقة الامم المتحدة وبالتالي فان ما تم الاتفاق عليه بينهما المجتمع الدولي غير معني به,منذ اتفاق اسلو العام 1993 وبناء المستوطنات في الضفة لم يتوقف, بمعنى اراضي الضفة كل يوم اخذة في الاندثار, على مرأى ومسمع السلطة, وكأنما الامر لا يعنيها, ربما في الامد القريب سيتم هدم مقر السلطة لبناء مستوطنة عليه, عندها قد ينقل سيادة الرئيس مقر حكومته الى المنفى ان وجد من يقبله.
تهدف عملية الاستيطان الجديدة الى توطين ما يقارب من المليون وربع مليون صهيوني, واستحداث 13 مدينة جديدة بشمال الضفة, وتشير مصادر صهيونية الى انه تم شق طرق التفافية عنكبوتية هدفها التضييق على الفلسطينيين المقيمين بالمناطق المستهدفة وبالتالي طرد الآلاف منهم.
تحركات الرئيس الفلسطيني المقيم في جيب رام الله الخارجية لا تتم الا بموافقة الصهاينة, فأي نوع من الاذلال والاستخفاف يطال الرئيس ابي مازن؟,حكومة الاحتلال قررت مؤخرا عدم السماح لوزراء خارجية اربع دول مطبّعة بالكامل مع الصهاينة اضافة الى وزير خارجية السعودية من الوصول الى مبنى المقاطعة في رام الله والاجتماع برئيس السلطة, ما يعني ان الصهاينة لم يعودوا يعترفون بالأراضي التي يحتلونها منذ العام 1967 على انها اراض فلسطينية وفق قرار التقسيم ,بل يعكس نية مبيته لدى الصهاينة بانهم يسعون الى ضم الضفة او اجزاء منها مرحليا الى الكيان المغتصب.
ما نلاحظه يعتبر انعكاسا على النهج المذل للقيادة الفلسطينية والتوجه نحو الاتفاقيات الثنائية والنتيجة ان ما يسمى بحل الدولتين وفق القرارات الاممية لم يعد ممكنا, ولكنه ليس مستحيلا.
حرب غزة القذرة (وصواريخها العبثية على قول ابي مازن) ربما نفضت الغبار عن قضية يراد وأدها, وللأسف على ايدي ابنائها من المتعاونين مع الصهاينة لآجل مصالح شخصية.
ان الدماء التي اريقت على مذبح الحرية, ستثمر يوما اعترافا دوليا بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره, فما ضاع حق وراءه مطالب, ندرك ان الثمن باهظ جدا شهداء غزة جاوزوا الخمسون الفا وضعفهم من الجرحى وتدمير البنى التحتية بالقطاع ,ولكن عندما نشاهد حجم المؤامرة الداخلية والخارجية نقول فلسطين بأمان طالما بقي هناك مناضلون, تحية لمن يصنعون الحياة لينيروا الدرب لغيرهم.
كاتب ليبي