ناصر الخذري: الجرائم الصهيونية من قتل وتهويد تهدف إلى محو الهوية العربية

ناصر الخذري: الجرائم الصهيونية من قتل وتهويد تهدف إلى محو الهوية العربية

 

ناصر الخذري

الحرب الصهيونية الشاملة ضد العرب تأتي بصور وأساليب شتى منها حرب الإبادة والتطهير العرقي للشعب الفلسطيني التي تنتهجها  منذ ان زرعت بريطانيا كيان العدو الإسرائيلي في خاصرة العرب (فلسطين) وفق سياسة استيطانية توسعية رسمتها الصهيونية وتتواصل خطوات تنفيذها بواسطة القتل والحصار والتدمير للبني التحتية والى جانب حرب من نوع آخر تتمثل في التهويد للمقدسات وطمس الهوية العربية الفلسطينية ومحاولة التغيير الديموغرافي للسكان الأصليين الى جانب التعمد في تغيير الأسماء التاريخية للمدن الفلسطينية والعربية المحتلة .

ناصر الخذري

القدس و منطقة “يافا ” ومدينة “أم الرشراش” ومدينة “اللد “نماذج لأسماء كثير من المدن والموانئ الفلسطينية والعربية التي احتلها كيان العدو الصهيوني الغاصب منذ العام 1948 م وعبث بتاريخها العريق وسفك دماء سكانها الأصليين وانتهج سياسة القتل الجماعي والتشريد للفلسطينيين بالقوة  من أراضيهم ومدنهم  ليستوطنها ويطلق عليها مسميات جديدة فبدلا من اسم مدينة “يافا” اطلق عليها اسم (تل ابيب) وبدلا من ” ام الرشراش ” (إيلات ) وعن منطقة ” اللد ” تم اطلاق  اسم اللود ثم اسم  “بن غوريون” زعيم الوكالة اليهودية ورئيس اول وزراء لحكومة للاحتلال الإسرائيلي ..
ومن اهم أسماء المدن والقرى التي قام الاحتلال بتغيير اسمائها ما يلي :
– القدس
تعتبر القدس أكبر المدن الفلسطينية من حيث المساحة وله أهمية كبيرة من الناحتين الدينية والاقتصادية وبعد أن احتلها العدوان الإسرائيلي أطلق عليها “أورشليم” وتعني في اللغة اليهودية السلام، ويعتبرونها العاصمة الدينية والوطنية لهم
 – “يافا” تم تغيير اسمها إلى “تل أبيب”
–  مدينة “أم الرشاش”تم تغير اسمها الى “إيلات”
– بئر السبع” اطلق عليها “بير شيفاع”.
– قرية “أم خالد” أطلق عليها اسم “نتانيا”.
– “عكا” غير اسمها الاحتلال “عكو”.
– “الخالصة” دمرها الاحتلال وبنى على انقاضها  “كريات شمونة”.
– “صرفند” قام الاحتلال بتدمير القرية وتهجير سكانها قسريا وبناء على انقاضها مدينة “تسيروفا” عام 1949.
– “زرعين” قام الاحتلال بتغيير اسمها “يزراعيل” بعد تشريد اهل القرية البالغ عددهم 1464 وتدمير مبانيها في عام 1948.
-بلدة  “صفورية” غير اسمها الى “تسيبوري”.
–  قرية “البروة”  اطلق عليها “أحيهود”.
– قرية ” المسمية”  اطلق عليها “مفترق شوكت”.
14 – مدينة “ عسقلان” اطلق عليها الاحتلال “أشكلون” بعد هدمها ونقل اهلها الى غزة.
– ” الخليل” تعد من أكبر مدن الضفة الغربية بفلسطين تبتعد عن القدس بحوالي 35 كيلومتر، وتعد من اهم المراكز الاقتصادية ولها أهمية دينية كبيرة إذ يتوسط المدينة المسجد الإبراهيمي الذي يضم مقامات للأنبياء إبراهيم وإسحق ويعقوب وزوجاتهم. وسّميت مدينة “الخليل” بهذا الاسم نسبةً إلى نبي الله إبراهيم الخليل، واطلق عليها العدوان الاسرائيلي “كريات جات” بعد احتلالها في عام 1967.
– قرية ” زكريا” اطلق عيها اسم “زخاريا”.
–  مدينة ” اللد” أقدم مدن فلسطين تقع علي بعد 38 كيلو متر شمال غرب القدس وعلي بعد 16 كيلومتر جنوب شرق مدينة يافا، اسسها الكنعايون في الألف الخامسة قبل الميلاد وفقا للعديد من المصادر التاريخية.
احتلها العدوان الاسرائيلي عام 1948 وغير اسمها الى  “اللود” وفي العام 1973 تم إعادة تسمية ” اللد ” بـ بن غوريون نسبة الى   اول رئيس وزراء للاحتلال .
حرب صليبية
وفي اطار الحرب الصليبية يعمل الاحتلال على الترويج لكل ما يقوم به من قتل وتشريد و تهويد للاماكن المقدسة وتغيير للأسماء التاريخية للمدن  المحتلة  وينسب كل ذلك الى التوراة في اطار ترسيخ إفكار تمسخ وتدمر  الشعوب العربية لتنفذ مخططات الصهيونية ولذلك فان مسمى”  إسرائيل ” تعني بالعبرية ( اسير الله او عبيد الله ) ومن هذا المسمى الباطل والانتماء الكاذب للساميين يواصل الاحتلال الصهيوني وفق استراتيجية واسعة بث سمومه الفكرية الى جانب حرب التدمير الشامل لاقتلاع الشعب الفلسطيني في اطار خطة الصهيونية للتوسع في انشاء ما يسمى “بإسرائيل الكبرى ” في منطقة الشرق الأوسط .
شعار زائف
فمن ضمن سياسة العدو في الحرب الثقافية في تغيير الأسماء التاريخية للمدن الفلسطينية أيضا الترويج لما يسميه اتفاقية “إبراهيم ” الذي يرفعه شعارا زائفا بهدف التطبيع مع الأنظمة والشعوب العربية التي هرولت للأسف للتطبيع مع الاحتلال متناسية قول الله تعالى :” ما كان  إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما “
وبادعاء توراتي نشأت ( إسرائيل ) وعلى هذا الاساس تواصل الصهيونية نشر خرافاتها واحقيتها بالحياة على حساب ملايين البشر الذين لا تقيم لهم أي اعتبار بل تجيز أيضا قتلهم وتشريدهم
وبالقوة والافتراء على الله وعلى التاريخ تواصل الصهيونية والاعلام الاستعماري والإعلام التابع له العمل على تدجين الشعوب العربية بهدف سلخهم عن هويتهم الدينية والحضارية الاصيلة
“هيكل سليمان” أيضا واحدة من الأكاذيب الصهيونية الهادفة الى تهويد القدس وتدمير المسجد الأقصى المبارك بحثا عن الهيكل المزعوم بحفر الانفاق تحت المسجد الأقصى.
جرس انذار
نحن حينما نتطرق لكشف بعض من خطط وأساليب وجرائم الحرب الصهيونية بشقيها العسكري والثقافي إنما ندق جرس انذار عن الخطر الداهم على مستقبل الشعوب العربية في ظل التبلد والتدجين الذي جعل اغلبها  مشغولا بالترفيه والحفلات الصاخبة فيما شعب فلسطين يواجه الاحتلال ويتعرض لحرب إبادة غير مسبوقة في قطاع غزة منذ اكثر من 18 شهرا مما أدى الى استشهاد وجرح  اكثر 150 الف من الفلسطينيين معظمهم أطفال ونساء .
مأساة وظلم كبير لم يشهد له التاريخ مثيلا مدن فلسطينية تدمر واكثر من 2 مليون فلسطيني محاصر في عزة لا يجدون ما يسد الرمق يفترشون الأرض ويلتحفون السماء بعد ان تحولت بيوت اغلبهم الى ركام فيما لا تزال غارات الاحتلال الصهيوني تواصل مجازرها المروعة بحق المدنيين في المخيمات ومقرات النزوح في كامل القطاع .
مذابح فظيعة
وامام ما يحدث من بشاعة في جرائم الإبادة الجماعية هناك من يرى ان عملية السابع من أكتوبر تسببت بتدمير قطاع غزة وبررت للاحتلال شن كل هذه الغارات على القطاع ولكن يغيب عن بال كل من يروجون لمثل هذه الاقاويل ان الاحتلال الصهيوني قد ارتكب مجازر فظيعة في الأراضي العربية المحتلة .
وبحسب الإحصائية التي تضمنها كتاب (المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل) للكاتب محمد حسنين هيكل فإنه :”ما بين بداية المقاومة على ارض فلسطين ذاتها وحتى عام 1993 فدم الشعب الفلسطيني  :
261000 شهيد و186000جريح و 161000معوق كما خرج 2 مليون فلسطيني من وطنهم لاجئين وقد اصبحوا اكثر من 6 مليون بحسب إحصائية تعود للعام 1993 .
وفي لبنان بلغ عدد ضحايا العدوان الصهيوني ما بين 48 – 1993م :
9000 شهيد و115000جريح و9627 معوق و875000 هاجروا
كما قدم الشعب المصري خلال الفترة ما بين 48 – 93 م :
39000 شهيد و 73000 شهيد و 61000 معوق فيما هاجر 2 مليون مصري داخليا من قناة السويس .
هذه الأرقام لأعداد الضحايا في كل من فلسطين ومصر ولبنان خلال الفترة الموضحة أعلاه جواب على من يدعي ان عملية السابع من أكتوبر كانت مبررا لشن العدوان الصهيوني على قطاع غزة ..
ويضيف هيكل في كتابه : ” لم تبدأ الأمة بالقتال سنة 48 م وانما تقدمت جيوشها بما لا يتعدى خطوط التقسيم الذي طلبته الأمم المتحدة لفلسطين سنة 1947 م ولم تبدا الأمة بالقتال سنة 1956 و 67 وانما كانت حربها دفاعية وفي المرتين نجحت مرة ولم تنجح في الأخرى وطلت حرب الاستنزاف على الجبهة المصرية خلال الفترة 67 – 1970 ) حق الدفاع عن النفس حتى ذروة 1973 م “
صحيح ان فترة المواجهة مع الاحتلال بعد عملية الطوفان هي الأطول في تاريخ لصراع العربي الإسرائيلي وخلفت دمارا كبيرا في قطاع غزة لكن واقع الحال يؤكد ان العدو مستمر في عملية التوسع والاحتلال للأراضي  العربية حتى وان لم تنفذ المقاومة الفلسطينية علمية السابع من أكتوبر .
فمشروع العدو الصهيوني اكبر من ان يحصر في قطاع غزة والضفة الغربية فها هو اليوم يتوسع في الشمال السوري تحت مبررات واهية على الرغم انه لم تطلق عليه طلقه واحدة من الأراضي السورية .
وعلى الرغم من فداحة ثمن الحرية فإن القضية الفلسطينية لن تموت ولن يخمد الاحتلال جذوة المقاومة بل ستتصاعد وتتواصل عمليات المقاومة جيلا بعد جيل حتى يندحر الاحتلال الصهيوني .
ولذلك فإن من إيجابيات عمليات السابع من أكتوبر انها اعادت مظلومية الشعب الفلسطيني المحتل الى الواجهة واضاءت دروب الحرية في أوساط الشعوب الحرة على مستوى العالم وكشفت الوجه القبيح مجددا للاحتلال وداعمه الأمريكي الى جانب ان طوفان الأقصى الحق بجيش الاحتلال خسائر كبير وكسر مقولة ” الجيش الذي لايقهر “
ومثلما كان “لطوفان الأقصى” اثره الكبير  في كسر غطرسة المحتل  كان لمعركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”  التي تخوض غمارها القوات المسلحة اليمنية  اثرها الفاعل أيضا  على الاحتلال الصهيوني عسكريا وماديا ونفسيا فكان ولايزال  للصواريخ اليمنية التي حملت اسم “فلسطين” والطائرات المسيرة التي حملت اسم “يافا ” واستهدفت  مناطق “يافا”  وام “الرشراش” و منطقة ” اللد” وغيرها من المناطق الفلسطينية المحتلة وقعها التدميري واثرها النفسي الكبير  على العدو مما جعل الارعن  نتنياهو  يظهر مرتكبا ومنزعجا  حتى من  اسم  ” يافا” الطائرة اليمنية المسيرة و “يافا” المنطقة الفلسطينية  المحتلة وغيرها من المناطق المحتلة مثل “ام الرشراش “و”اللد” التي تكتب بأسمائها التاريخية في بيانات القوات المسلحة اليمنية عقب كل عملية تطال هدفا في المناطق الفلسطينية المحتلة  . مما جعل هذا الأسماء التاريخية للمدن الفلسطينية تستعيد القها في اوساط الشعوب العربية وشعوب العالم  وفي أوساط المثقفين العرب الذين غابت عن كثير منهم وعن كثير من مراكز الدراسات والأبحاث ووسائل الإعلام العربية القضية الفلسطينية ورموز الجهاد والنضال الفلسطيني ابتداء من ثورة  1936 م  التي اشعلها مفتي فلسطين امين  الحسيني والشيخ عز الدين القسام وحتى الوقت الحاضر  الذي يعاد فيه تدوين التاريخ العربي من جديد على ايدي ابطال المقاومة الفلسطينية الصامدين في قطاع غزة
فمعركة الدفاع عن فلسطين والمسجد الأقصى المبارك مسؤولية دينية وقومية واخلاقية وإنسانية توجب على الجميع ان يشارك فيها وعلى المستويات المختلفة عسكريا وماديا وسياسيا وثقافيا وإعلاميا حتى تتكامل الجهود في التصدي لخطر الصهيونية.

 اليمن