هل تعهد ترامب للأمير بن سلمان بوقف القتال في غزة قبل العيد؟… “ألغاز” النشاط وكثرة الحديث، ويتكوف: “السعودية” ترغب في “مساعدة بصمت” لتأمين تمويل الشركة الأمريكية، وأصل الهدنة مرتبط بالخلافات بين إيران ونتنياهو.

واشنطن- رأي اليوم – خاص
واضح تماما للخبراء الدبلوماسيين والمراقبين السياسيين أن المحور الأساسي الذي يدفع المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف للإكثار من الكلام عن آمال للتوصل الى هدنة جزئية بخصوص العدوان على قطاع غزة لا يقف فقط عند حدود رغبة ويتكوف في الحفاظ على حلقات إتصال وتشاور وفي تثبيت دور الدول الوسيطة.
بل يذهب ايضا بإتجاه ما رشح من إلتزامات قدمها الرئيس دونالد ترامب لعدة دول عربية أهمها السعودية التي طالبت خلف الستائر عند إستقبال ترامب بوقف التصعيد العسكري ضد غزة مع حلول عيد الأضحى المبارك .
العامل السعودي في المشهد خلف الستائر عنصر أساسي ليس فقط في تقدم المفاوضات بل في الحديث عنها فقط.
والسعودية أظهرت إهتمام شديد بان تقلب الصفحة عشية عطلة عيد الاضحى المبارك مقابل إمكانية المساعدة في تمويل عمليات الإغاثة التي فرضها النمط الأمريكي مؤخرا اذا ما تمكنت مؤسسة أمريكية وليدة التأسيس من تحقيق إشتراطات نجاح ميدانية معقولة .
تلك ملامح ترتيبات إتفق عليها بين الرئيس ترامب والأمير محمد بن سلمان.
ربط السعوديون دعمهم المالي والسياسي لنمط الإغاثة الأمريكي بتحقيق إختراقات تقلل من الضجيج المرافق للعملية الإغاثية مؤخرا وربط السعوديون ايضا موقفهم بوقف إطلاق النار والتخفيف من التصعيد العسكري المرهق والدموي .
لكن الحراك التنشيطي خلف الستائر مؤخرا على الاقل مرتبط بأكثر من عنصر وعامل حتى وان إنتهى بنشاط إعلامي لا يكسر حالة الجمود في الواقع الميداني بعدما إلتزم ترامب وويتكوف حصرا للسعوديين بالعمل الدؤوب على”كسر الجمود”.
يحصل ذلك وسط تزايد الانطباع في واشنطن بان التوصل الى هدنة حقيقية في غزة قبل عيد الأضحى لا يرتبط لا بحركة حماس ولا بنشاط الوسطاء بقدر ما يرتبط بألغاز المعادلة في الملف الايراني حيث معركة شديدة وخلافات وصلت ذروتها بين الرئيسي دونالد ترامب وبين بنيامين نتنياهو .
الخلافات مع نتنياهو على الملف الإيراني وإهتمام ترامب بضبط إيقاع الأخير هو الأساس في الصيغ التي يحاول التحرك من أجلها المبعوث ويتكوف وهو يعمل على سيناريو”كسر الجمود”.
لذلك ووفقا لأوساط سياسية في العاصمة الأمريكية المفاوضات الحقيقية تجري مع تل أبيب على الموقف من طهران وما سيحصل في غزة مجرد عارض للملف الأصلي حيث يواجه ترامب وطاقمه صعوبات بالغة في التأكيد على ضبط سلوك نتنياهو ومغامراته المحتملة للخروج من أزمة تمسكه بالسلطة والإئتلاف.