الدكتور منجد فريد القطب: الوضع في غزة مأساة هائلة لا يمكن للكلمات أن تعبر عنها.

الدكتور منجد فريد القطب
لا أحد يستثنى من لهيب هذه الحرب المسعورة التي يستهدف فيها الأبرياء بشكل متعمد بهدف القضاء على الشعب الفلسطيني و سحق مقاومته الشرعية و العادلة للاحتلال الإسرائيلي البغيض و تغيير التركيبة الجينية لأهل غزة بسحق عائلات كاملة تحت انقاض المنازل و حرقهم أحياء
لا أحد يستثنى في هذه الحرب، المدنيين من النساء و الأطفال و المرضى و الأطباء الذين كرسوا حياتهم لانقاذ أرواح الآخرين و الصحفيين الذين نذروا كل شيء ليكونوا شهداء على أعظم مأساة إنسانية شهدتها الذاكرة العالمية تفوق بمراحل المحرقة اليهودية في قلب أوروبا
من أكثر مشاهد الحرب ألما مشهد طبيبة الأطفال آلاء النجار و هي تحتضن جثامين أطفالها التسعة و هي تحتضن زوجها الطبيب في العناية المركزة
من أكثر المشاهد ايلاما أن يشاهد الأب أو الأم أطفالهم في اكفان بيضاء تحضيرا للدفن
الحرب على غزة أعطت الإنسانية دروسا عظيمة في الصبر و رباطة الجاش و التضحية و الايثار و مواساة المكلومين و مد اليد للمحتاجين و الانتصار على العوز و الفقر و الجوع و العطش و الحرمان و المرض من أجل أهداف نبيلة و أولها الدفاع عن الأقصى و المقدسات الإسلامية و المسيحية و محاربة المشروع الصهيوني نيابة عن الأمة العربية و الإسلامية جمعاء
هذه الحرب أظهرت بشاعة ازدواجية المعايير و كذب المبادىء الغربية كالعدالة الاجتماعية و الحريات و الديمقراطية و حقوق الإنسان و حقوق الاقليات العرقية و الدينية و نصرة المظلومين و المهمشين في هذا العالم
قصص الرعب و مشاهد التقتيل و الدمار الممنهج باتت تختزل في غزة و مشاهد الاشلاء المتفحمة للأطفال تتكرر كل يوم على شاشات التلفاز دون تحرك الضمير الإنساني العالمي و حتى العربي
18 الف طفل شهيد و يبدو أن مثلهم تحت الانقاض و آلاف من اليتامى و الثكالى و الجرحى و مبتوري الأطراف في غزة
لا أستطيع أن أتفهم هذه الدول التي تسعى إلى التطبيع مع إسرائيل تحت مسميات عديدة كالتسامح و الإخاء بين الأديان و أتباع الديانة الابراهيمية
الكلمات تعجز عن وصف ما يجري
كاتب من الاردن