ترامب يشيد بجاذبية القادة العرب ويثني على حفاوتهم بعد جولة اتسمت بتودد ملحوظ وعقد صفقات بمليارات الدولارات.

ترامب يشيد بجاذبية القادة العرب ويثني على حفاوتهم بعد جولة اتسمت بتودد ملحوظ وعقد صفقات بمليارات الدولارات.

 

 

ابوظبي ـ (أ ف ب) – قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن القادة العرب يأنسون إلى المديح، فما كان منه إلا أن أغدق عليهم بعبارات الثناء، في جولةٍ طبعتها مظاهر الودّ المبالغ فيه ووُقعت خلالها صفقات بمليارات الدولارات.
بعيدا عن إثارة مسائل خلافية مثل حقوق الإنسان، عبّر ترامب أمام الكاميرات عن إعجابه الكبير بقادة السعودية وقطر والإمارات خلال جولته التي أحيط خلالها بحفاوة بالغة.
وفي كلمة ألقاها خلال مؤتمر حول الاستثمار في الرياض الثلاثاء، قال لولي العهد السعودي محمد بن سلمان وقد ارتسمت على محياه ابتسامة عريضة “أنا معجب بك كثيرا… كثيرا جدا”.
وأثنى ترامب على الأمير محمد بن سلمان، القائد الفعلي للمملكة، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قائلاً إنهما “ممشوقا القامة، وسيما المحيّا، يطبع الذكاء قسماتهما”.
أما في أبوظبي، فقال عن الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات إنه “رجل فذّ … ومحارب عظيم بكل ما للكلمة من معنى”.
ولكن، ما لفت الانتباه حقا، هي إشادته بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، زعيم هيئة تحرير الشام التي قادت الهجوم للإطاحة بالأسد والذي أُدرج سابقا على قائمة المطلوبين في الولايات المتحدة.
وبعد إعلانه المفاجئ في الرياض أنه سيرفع العقوبات المفروضة على سوريا منذ عقود عدة، وصف الرئيس الجمهوري الشرع، عقب اللقاء التاريخي الأول بين قادة البلدين منذ خمسةٍ وعشرين عاما، بأنه ‘شاب بهيّ الطلعة”. ثم أردف ضاحكا، على وقع تصفيقٍ صاخب، “آه، هل هناك شيء لا أراني أفعله من أجل وليّ العهد؟’، وهو يعلن عن التحوّل الدبلوماسي الذي سعت إليه الرياض.
.- “لا تشوبه شائبة” –
ما إن وطئت قدم ترامب أرض الخليج حتى التقت شهيتُه للبذخ بميل الأسر الحاكمة لكل ما هو فاخر وأنيق.
وفي السعودية كما في قطر والإمارات، أبدى الملياردير ترامب إعجابه بكل مظاهر الفخامة، من دون أن يخفي رغبته في تقليدها، وإن في جزء منها.
وترامب الذي اقتنى للمكتب البيضاوي تحفا مذهّبة وأقراصا حاملة للأكواب وُسمت باسمه وطُليت بالذهب، لم يُخفِ إعجابه برفاه الديوان الأميري في الدوحة والذي أذهله رخامه الذي قال عنه “كأنما صُقل بالكمال، لا تشوبه شائبة ولا تخدشه عين”.
ولم يُخف ترامب سعادته بالعروض العسكرية التي أقيمت على شرفه، وإرسال طائرات مقاتلة لمواكبة طائرته “إير فورس وان” لدى دخولها أجواء كل بلد من البلدان التي زارها.
ولا شك أن مثل هذه الحفاوة تروق للرئيس الأميركي الذي أعلن عن تنظيم استعراض عسكري في 14 حزيران/يونيو احتفالا بذكرى مرور 250 عاما على إنشاء الجيش الأميركي، وهو تاريخ يتزامن مع عيد ميلاده التاسع والسبعين.
– هدية –
وقارن ترامب بين طائرته التي يقترب عمرها من أربعين عاما وطائرات قادة الخليج الجديدة والفاخرة، خلال مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأميركية، وقال متحسّرا إن طائرته “تبدو باهتة أمام تألقها”.
و دافع ترامب عن قبوله الطائرة التي أهدتها له قطر، غبر مبال بالانتقادات الموجهة له من داخل حزبه ولا بتكلفة التعديلات الضرورية عليها، وبأصوات المعارضة الديموقراطية المنددة بالفساد.
وفي مقابلة مع فوكس نيوز، قال السيناتور الجمهوري راند بول “أتساءل عما إذا كانت قدرتنا على الحكم على سجل حقوق الإنسان ( في قطر) ستتأثر بحجم هذه الهدية الضخمة”.
وخلال رحلته، وهي أول جولة رسمية خارجية في ولايته الثانية، لم يشر نهائيا لملف حقوق الإنسان في البلدان المتهمة بارتكاب انتهاكات.
– مصافحة بدل القبضة –
وقال ترامب الخميس إن الولايات المتحدة لم تتعامل بودٍ مع قادة الخليج، وبدلا من مصافحتهم شهرت في وجههم “قبضتها”.
وكان يتحدث عن مصافحة بايدن “بقبضة اليد” بن سلمان عندما زار السعودية في العام 2022.
وانتقد ترامب الثلاثاء في الرياض التدخل في شؤون الدول الأخرى وأن يُملى عليها كيف تعيش أو كيف تدير شؤونها.
وقال أمام الحضور في منتدى الاستثمار السعودي-الأميركي “الله هو الذي يحكم، أما مهمتي فهي الدفاع عن الولايات المتحدة والعمل من أجل الاستقرار والازدهار والسلام”.
ويتناقض تعامل ترامب بإزاء قادة الخليج تماما مع البرودة التي سادت العلاقات بين سلفه الديموقراطي جو بايدن وبن سلمان على سبيل المثال، بعد أن تعهد بايدن في حملته الانتخابية بجعل ولي العهد السعودي “منبوذا”، عقب تقارير أفادت بأنه أمر في العام 2018 بقتل الصحافي والكاتب السعودي المعارض جمال خاشقجي الذي كان يعيش في الولايات المتحدة.