الأردن: هل التعديلات الحكومية المتكررة تعد إصلاحات سياسية أم مجرد تغييرات صورية؟

الأردن: هل التعديلات الحكومية المتكررة تعد إصلاحات سياسية أم مجرد تغييرات صورية؟

د. بسام روبين

 

لقد إعتاد المواطن الأردني بين فترة وأخرى على الإنشغال بتغييرات شكلية في بعض الحكومات، حيث يتم تغيير الوجوه مع بقاء النهج ذاته، وتقدم التبريرات ذاتها في كل مرة، دون أن يلمس الشارع أي تحول جوهري في السياسات أو في أسلوب إدارة الدولة. وهذا ما يجعلنا اليوم أمام مفترق طرق حقيقي، فإما أن تكون هذه التعديلات جزءاً من رؤية إصلاحية حقيقية تتجاوز حدود المناورة السياسية، وإما أن تكون مجرد فصل جديد من مسرحية ترقيع سياسي بات الجمهور يحفظ حواراتها عن ظهر قلب.

ولكن الخطير في هذه المرحلة أن المواطن فقد ثقته في بعض مؤسسات الدولة، ولم يعد يأبه بمن يقال أو يعين من بورصة اسماء كرتونية الإنجاز لم يترك بعضها أي قيمه أو أثر إيجابي  فالمواطن لم يلمس بوجودها فرقا في لقمة عيشه أو أمنه الوظيفي أو حتى كرامته الإنسانية. والحكومة، إن أرادت فعلاً أن تستعيد هذه الثقة، فعليها أن تتوقف عن التلاعب بالمناصب،  بذات الطريقه وعليها البدء بتقديم رؤية شفافة وحازمة تتضمن محاسبة حقيقية للفاسدين، ومن أضاعوا المال العام وأرهقوا المديونيه ،

  والبحث الحقيقي عن تحفيز للإقتصاد، وإعادة توزيع مكتسبات الدولة بعدالة ونزاهه .

أما على الصعيد السياسي، فإن ما يشاع الآن عبر ماكينات إعلاميه مأجوره قد يحمل بين طياته مؤشرات على صراع أجنحة داخل الدولة، أو على محاولات لإعادة التموضع إستعداداً لمرحلة ما بعد الضغوط الدولية المتصاعدة، خصوصاً في ظل  التغيرات الجيوسياسية السريعة التي قد تنجم عن زيارة ترمب وما سيصدر عن القمة الطارئة المقبلة ،

في النهاية، أقولها بكل صراحة إن الإستمرار في تدوير الوجوه نفسها دون إصلاح حقيقي لن يؤدي إلا إلى مزيد من الإحتقان الشعبي والإنفجار الصامت، لن تستطيع الحكومة ولا غيرها كتمه والسيطرة عليه ، فهل تدرك مراكز القرار ذلك؟ أم أننا ما زلنا نعيش في حالة إنكار باتت مزمنة ويصعب الشفاء منها؟!

 

حفظ الله الأردن وقيادته وجيشه وأجهزته الأمنية.

 

عميد اردني متقاعد