مسؤول فلسطيني: مجتمعنا يمر بأزمة جديدة في غزة والضفة والهدف هو تهجيره.

مسؤول فلسطيني: مجتمعنا يمر بأزمة جديدة في غزة والضفة والهدف هو تهجيره.

رام الله/ قيس أبو سمرة/ الأناضول
قال مدير الإدارة العامة للمخيمات في منظمة التحرير الفلسطينية محمد عليان، إن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية يعيش نكبة جديدة في العام الحالي، تهدف من خلالها إسرائيل إلى تهجيره خارج أرضه.
عليان المكلف بتنسيق أعمال “اللجنة الوطنية العليا لإحياء ذكرى النكبة” ذكر في مقابلة مع الأناضول، أن “الشعب الفلسطيني يحيي اليوم الذكرى الـ77 للنكبة تحت شعار: لن نرحل وفلسطين للفلسطينيين”.
و”النكبة” مصطلح يطلقه الفلسطينيون على ما حدث في يوم 15 مايو/ أيار 1948، الذي أُعلن فيه إقامة إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة، إثر تهجير نحو 750 ألف فلسطيني.
ووفق جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني (رسمي)، فإن إسرائيل قتلت 154 ألف فلسطيني وعربي في فلسطين منذ “النكبة” عام 1948.
وذكر الجهاز في بيان الأحد، إن إسرائيل اعتقلت نحو مليون فلسطيني منذ نكسة عام 1967، حين احتلت قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية.
وفي 15 مايو سنويا، يحيي الفلسطينيون ذكرى النكبة عبر مسيرات وفعاليات ومعارض داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها في الشتات بأرجاء العالم.
** نكبات
قال عليان إن “الشعب الفلسطيني يعيش ذكرى النكبة وهو يعي أن فصولها تتكرر، هناك خسائر كبيرة ألمت به منذ ذلك الوقت وما زلنا ندفع التضحيات وسط عدوان إسرائيلي متواصل خاصة في قطاع غزة”.
وأضاف: “نحو 200 ألف شهيد ومفقود بالقطاع، وتعطيش وتجويع، وقتل وتجريف للأرض وحصار وقصف مستمر”.
ومشيرا إلى امتداد عدوان إسرائيل ومستوطنيها إلى أزقة مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة شمالي الضفة، أوضح أن “الهدف الإسرائيلي الحالي واحد وهو تهجير شعبنا من أرضه”.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت نحو 173 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 962 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.
** فعاليات
وبشأن ذكرى “النكبة” هذا العام، قال عليان: “أطلقنا الفعاليات إحياء لهذه الذكرى منذ ’يوم الأرض’ في 30 مارس/ آذار الماضي، تحت شعار ’لن نرحل.. فلسطين للفلسطينيين’، ورسالتنا أن الشعب الفلسطيني لن يكرر اللجوء وسنبقى متمسكين بأرضنا وبحقوقنا”.
وأردف: “هذه الحقوق تمتد من الكبير إلى الصغير، نحن اليوم نعول على الفئات العمرية الصغيرة عبر زرع ثقافة التمسك بحق العودة في ذاكرتها واهتماماتها”.
وأوضح أن “إحياء ذكرى النكبة ليست مقصورا على مسيرات هنا وهناك، بل ببرامج تهدف إلى إبقاء حق العودة حيا في ذاكرة الشعب”.
ومضى بالقول: “الاحتلال الذي قال إن الكبار سيموتون والصغار سينسون، ها هو شعبنا وصغاره يتمسكون بعودتهم ويقولون إننا لن نرحل من هذه الأرض رغم الخسائر والتضحيات، باقون من أجل ترسيخ وتعزيز صمود شعبنا الفلسطيني”.
** إبادات
ومقارنا الحال الفلسطيني قديما وحديثا، قال عليان: “المفارقة كبيرة جدا، عام 1948 هجّر نحو مليون فلسطيني وأعلن قيام دولة الكيان فوق أرضنا وجماجمنا كانت هناك، تهجير ومعاناة ومجازر عديدة لكنها لم تصل إلى الدموية والإجرام الذي تنفذه دولتهم اليوم”.
وأضاف: “منذ 7 أكتوبر 2023 ظهر الاحتلال على حقيقته أمام كل العالم، كنا نعلم أنه مجرم لكن العالم أصبح يشاهد الإجرام والتمرد الإسرائيلي وكانت دولتهم فوق القانون”.
ومحمّلا المجتمع الدولي المسؤولية تجاه هذه الجرائم المستمرة، دعا المسؤول الفلسطيني العالم إلى العمل على “وقف المجازر الإسرائيلية المرعبة والانتهاكات التي تنتقص حقوق الإنسان”.
وتابع: “نحن الآن بعام 2025 وشعبنا لا يجد ما يأكله ويموت جوعا أمام عدسات الإعلام وكل ذلك لم يحرك العالم، المطلوب اليوم وقفة حقيقية لوقف المجازر اليومية التي تسيل فيها دماء أطفالنا في كل أنحاء الوطن”.
وأشار إلى أن حرب الإبادة الإسرائيلية “تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه تحت الضغوط العسكرية والحصار والتدمير”.
** مخيمات
وقال عليان إن مخيمات اللاجئين سواء في قطاع غزة أو الضفة الغربية “أصبحت في عين الاحتلال، كونها الشاهد على نكبة 1948 وهي العنوان الرئيسي للقضية الفلسطينية ولبها”.
وأوضح أن إسرائيل “تسعى إلى جعل المخيمات بيئة طاردة لسكانها الفلسطينيين كما يجري ذلك حاليا في مخيمات شمالي الضفة”.
ولفت إلى أن عدوان إسرائيل امتد إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” التي نشأت بقرار أممي، قائلا إن ذلك “استهداف لقرارات ومعاهدات دولية، بجانب قضية اللاجئين نفسها”.
ووصف عليان استهداف الأونروا بأنه “تهديد كبير لمجتمع اللاجئين الفلسطينيين في الأقاليم العاملة فيها بالضفة وقطاع غزة، والأردن، وسوريا، ولبنان، وخاصة في القطاع الذي هو بأمس الحاجة للمساعدات في ظل حرب الإبادة”.
وفي 28 أكتوبر 2024، صدّق الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي على قانونين يمنعان الأونروا من ممارسة أي أنشطة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، كما يقضي بسحب الامتيازات والتسهيلات المقدمة لها ومنع أي اتصال رسمي بها، ودخلا حيّز التنفيذ في 30 يناير/ كانون الثاني 2025.
وتزعم إسرائيل أن موظفين لدى الأونروا شاركوا في هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، وهو ما نفته الوكالة، وأكدت الأمم المتحدة التزام الأونروا الحياد، وتمسكها بمواصلة عملها، ورفضها الحظر الإسرائيلي.