رندا عطية: أين تختبئين؟

رندا عطية: أين تختبئين؟

 

 

رندا عطية

كانت جالسة تتجاذب معي أطراف الحديث وهي مطرقة، ويبدو أنها بعد فترة أحست بنفسها تتحدث إلى نفسها فرفعت راسها لترى ماذا دهاني فراتني انظر في الفراغ فدهشت وسألتني جزعة:
هيه . . . . . . . ماذا دهاك؟ ما بال عيناك مسمرتان في الفراغ؟
فإقتلعت عيناي بصعوبة من الفراغ الممتد أمامي ورددت عليها بصوت خافت وانا ساهمة النظر:
                            آه
            لا شيء . . . . . . . لا تقلقي
فعادت لمجاذبة الحديث معي
فتمتمت لنفسي سرا:
              أنظر في الفراغ !!
   لا . . . . . أنا لا أنظر في الفراغ
ولكني أقوم بلملمة جزيئات صورته في ذهني لعله يتجسد أمامي في هذا الهواء الذي كنا نتنفسه سويا …
     يا ويحي
          يبدو إنني في شوق إليه
                              …

عنقاء النيل
السبرانية

جمهورية السودان  🇸🇩  ولاية الخرطوم / ام درمان – كرري
[email protected]