كيف يمكنك كسب 1000 دولار في الساعة من خلال العمل عن بُعد؟

كيف يمكنك كسب 1000 دولار في الساعة من خلال العمل عن بُعد؟

لندن-راي اليوم
في عام 2014، كان ستيفن مينكينغ يعمل متداولًا للأسهم في وول ستريت، يعيش تحت ضغط ساعات العمل الطويلة والإيقاع السريع لعالم المال. ومع مرور الوقت، أدرك أن هذا المسار لا يمنحه الشعور بالرضا أو المعنى الحقيقي الذي يبحث عنه في حياته المهنية. قرر حينها ترك المجال المالي والانطلاق في رحلة جديدة تلامس شغفه الحقيقي: التعليم.
ستيفن لم يبدأ من الصفر تمامًا، فقد سبق له أن عمل مدرسًا خصوصيًا ومساعد تدريس، وهو ما منحه الثقة في أنه قادر على تحويل هذا الاهتمام إلى مهنة دائمة. ومع هذا التحول، أسس شركته الخاصة “Menking Tutoring”، ليصبح اليوم أحد أبرز المدرسين الخصوصيين في نيويورك. يعمل من منزله ويكتفي بنحو 20 إلى 25 ساعة أسبوعيًا، لكنه يتقاضى ما يصل إلى 1000 دولار في الساعة، نتيجة سنوات من التخصص وبناء السمعة والخبرة.
يعتمد ستيفن في عمله على مبدأ واضح: كل خطوة تبدأ بالبحث الجاد. فهو يشجع طلابه ومن يسألونه عن كيفية تأسيس مشاريعهم الخاصة على التواصل مع أشخاص يعملون في نفس المجال الذي يرغبون الدخول إليه، لفهم تفاصيل العمل، ما يحبونه فيه، وما يواجهونه من صعوبات. كما يوصيهم بالتحدث إلى من يعرفونهم جيدًا للحصول على تقييم حقيقي لمدى ملاءمتهم لهذا الطريق.
في بداياته كمدرس خصوصي، لجأ ستيفن إلى توزيع سيرته الذاتية على نطاق واسع بصفته متعاقدًا مستقلاً، وكان محظوظًا بالحصول على عدد كبير من الفرص. لكنه يعترف اليوم بأنه لو عاد بالزمن، لاختار أولًا أن يتواصل مع مدرسين آخرين ويتعلم من تجاربهم وخبراتهم.
كان تطور ستيفن يعتمد أيضًا على وعيه بقيمته السوقية. بدأ بأسعار بسيطة، بين 50 و100 دولار للساعة، لكنه اختار التعاون مع منصات ووكالات تساعده في رفع أسعاره تدريجيًا، مع نمو سمعته وقاعدة عملائه. ويشدد على أهمية عدم تقييد النفس بالتفكير المحدود، بل يجب الطموح والتوسع بثقة.
رغم شغفه بالتعليم، لم يكن مينكينغ مهتمًا بالمسارات الأكاديمية التقليدية مثل أن يصبح أستاذًا جامعيًا، بسبب الأعباء الإدارية التي ترافق هذا الدور. وجد أن التدريس الخصوصي يتيح له التفاعل المباشر مع الطلاب، وهو ما كان يبحث عنه منذ البداية. كما اختار البقاء مستقلاً بدلًا من فتح وكالة تعليمية، لأنه لا يرغب في أن يقضي أيامه في الإدارة بدلًا من التعليم الفعلي.
تجربته في هذا المجال لم تكن دائمًا سهلة. فقد اضطر أحيانًا إلى تقديم تنازلات والتخصص في مواد لم يكن شغوفًا بها بنفس الدرجة مثل الرياضيات والفلسفة، لكنه تقبّل هذه التغييرات لأنها كانت ضمن شروطه واختياراته الخاصة، وضمن شراكات مدروسة مثل تلك التي عقدها مع وكالة Forum التعليمية.
أحد أهم الدروس التي مر بها ستيفن هو التحرر من محاولة إرضاء الآخرين عبر خياراته المهنية. لم يعد يهتم بما إذا كان الآخرون ينظرون إليه كرجل مالي أو كمدرس. تخلى عن القوالب الجاهزة التي حصر نفسه فيها سابقًا، وبدأ يصنع طريقه بنفسه، وفق رؤيته الخاصة. يؤمن أن إعادة بناء مسار مهني من الصفر يتطلب شجاعة، لكنه في المقابل يمنحك حرية تحقيق الذات وإيجاد عمل يمنحك الرضا الحقيقي.
مينكينغ اليوم لا يكتفي بتقديم الدعم الأكاديمي للطلاب، بل يعمل أيضًا على تصميم دورات تحضيرية للاختبارات، ويُدرّب محللي ومساعدي الخدمات المصرفية الاستثمارية ضمن منصة Wall Street Oasis، ويقدم استشارات مالية للشركات عبر R Sigma. لقد تمكن من دمج خلفيته المالية مع شغفه بالتعليم، وصنع لنفسه مسارًا مهنيًا فريدًا، يمنحه الحرية والمعنى والدخل العالي في آنٍ واحد.