قمة تاريخية بين الخليج والولايات المتحدة في الرياض: رفع العقوبات عن سوريا وتغيرات اقتصادية في المنطقة الشرق أوسطية

لندن-راي اليوم
في مشهد سياسي واقتصادي لافت، شهدت العاصمة السعودية الرياض انطلاق أعمال القمة الخليجية الأميركية الخامسة، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، في خطوة تؤكد عمق العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والمنطقة الخليجية، وسط تحولات غير مسبوقة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
ترامب
وفي كلمته أمام القمة، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن دول الخليج تأتي في مقدمة الدول المستقرة والمزدهرة، مشيرًا إلى أن “العالم بأسره يراقب الفرص الهائلة المتاحة في هذه المنطقة”. وأضاف أن ما تشهده منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما السعودية، هو “تحول تاريخي” بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، واصفًا تلك التحولات بأنها “معجزة حديثة على الطريقة العربية”.
إعلان مفاجئ: رفع العقوبات الأميركية عن سوريا
في خطوة أثارت الكثير من الجدل، أعلن ترامب خلال منتدى الاستثمار السعودي الأميركي عن قرار رفع العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، قائلاً: “من قلب الشرق الأوسط، الولايات المتحدة تمنح الشعب السوري فرصة حقيقية”، في إشارة إلى مرحلة جديدة من الانفتاح الأميركي على الملف السوري.
القمة تبحث التغيرات الاقتصادية والأمن الإقليمي
تنعقد القمة بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في مركز الملك عبد العزيز للمؤتمرات، وتتناول ملفات استراتيجية على رأسها التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة أكثر من 180 مليار دولار في عام 2024.
كما تركز القمة على عدد من القضايا الساخنة في المنطقة، من أبرزها:
الحرب الإسرائيلية على غزة وسبل التهدئة وإدخال المساعدات الإنسانية.
بحث إمكانية آلية جديدة لإيصال المعونات إلى القطاع الفلسطيني.
المفاوضات النووية الأميركية مع إيران والتطورات المتعلقة بها.
جهود إحلال السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
ولي العهد: شراكة اقتصادية متجددة مع واشنطن
من جهته، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أن دول مجلس التعاون الخليجي حريصة على تعزيز الشراكة الاقتصادية مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن هذه العلاقة الاستراتيجية تمثل ركيزة أساسية لاستقرار المنطقة ونموها المستدام.
استثمار في المستقبل
يأتي هذا اللقاء في ظل اهتمام مشترك بتحقيق التكامل الاقتصادي والتكنولوجي، وتعزيز التحولات الرقمية والاستثمار في الطاقة المتجددة، فضلًا عن تنسيق الجهود لمواجهة التحديات الإقليمية.
نحو شرق أوسط جديد؟
تعكس التصريحات الأميركية والخليجية في هذه القمة نية جادة لإعادة رسم ملامح المنطقة، سواء من حيث العلاقات الدولية أو الأجندات الاقتصادية والأمنية، في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط ديناميكيات متسارعة وتحديات معقدة، قد تفضي إلى واقع إقليمي جديد.