نتنياهو يعلن زيادة العمليات العسكرية في غزة خلال الأيام القادمة للوصول إلى “هزيمة حماس” على الرغم من استمرار المفاوضات في الدوحة.

القدس ـ (أ ف ب) – أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء أن الجيش سيدخل قطاع غزة “بكل قوته” في الأيام المقبلة، على الرغم من الجهود المستمرة للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح جندي إسرائيلي-أميركي كان رهينة في القطاع المدمر.
وقال نتنياهو في بيان “سندخل غزة بكل قوتنا خلال الأيام المقبلة لإكمال العملية. إكمال العملية يعني هزيمة حماس، ويعني تدمير حماس”.
وأضاف “لن يدفعنا أي وضع على وقف الحرب. قد تحصل هدنة موقتة لكننا سنمضي” حتى النهاية.
وجاءت تصريحات نتنياهو غداة إفراج حماس الإثنين عن عيدان ألكسندر الذي كان محتجزا في قطاع غزة عشية جولة خليجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وألكسندر البالغ 21 عاما، بقي محتجزا لأكثر من 19 شهرا، وهو آخر الرهائن الأحياء ممن يحملون الجنسية الأميركية.
وكان نتنياهو قال الإثنين إن الإفراج عن الرهينة جاء نتيجة الضغط العسكري للدولة العبرية و”الضغط السياسي” من دونالد ترامب.
في المقابل، نفت حركة حماس ذلك الثلاثاء مؤكدة أن إطلاق سراحه جاء نتيجة “اتصالات جادة” مع واشنطن وليس الضغوط العسكرية الإسرائيلية، خلافا لما قاله نتنياهو.
استأنفت إسرائيل هجومها العسكري على قطاع غزة في 18 آذار/مارس منهية هدنة هشة استمرت شهرين.
وتشن إسرائيل حربا هي الأعنف على حماس في قطاع غزة ردا على هجوم الحركة غير المسبوق على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وافق المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر على خطة توسيع العمليات التي تشمل “السيطرة” على القطاع وتعزز فكرة الهجرة الطوعية ونقل السكان إلى الجنوب، مرة أخرى.
وقال نتنياهو لمجموعة من الجنود المصابين في المعارك خلال اجتماع عقد الاثنين في مكتبه “لقد أنشأنا إدارة تسمح لهم (سكان غزة) بالمغادرة، لكننا بحاجة إلى دول مستعدة لاستقبالهم. هذا ما نعمل عليه حاليا”، مضيفا أنه يقدر أن “أكثر من 50% منهم سيغادرون” إذا ما أُتيحت لهم الفرصة.
– الجوع “سلاح حرب”-
اتهمت منظمة “أطباء العالم” الثلاثاء إسرائيل باستخدام الجوع كـ”سلاح حرب” محذرة من أن الحصار المستمر على غزة يفاقم من سوء التغذية الحاد في القطاع.
وكانت إسرائيل منعت منذ الثاني من آذار/مارس الماضي، دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، قبل أيام من استئناف عملياتها العسكرية في الحرب المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
ولطالما حذرت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من كارثة إنسانية متفاقمة يتعرض لها 2,4 مليون نسمة وسط تناقص في الامدادات المتوافرة من وقود وأدوية وطعام ومياه صالحة للشرب.
وتعتبر المعابر الإسرائيلية راهنا السبيل الوحيد لدخول المساعدات إلى قطاع غزة، خصوصا مع إغلاق معبر رفح عند الحدود بين غزة ومصر والذي سيطرت عليه القوات الإسرائيلية في ربيع 2024.
ومع مرور حوالي 19 شهرا على بدء الحرب، قالت “أطباء العالم” إن سوء التغذية الحاد في غزة “وصل إلى مستويات مشابهة لتلك التي نراها في البلدان التي تواجه أزمات إنسانية طويلة الأمد وتستمر لعدة عقود”.
كذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أنّه قصف “مركز قيادة وسيطرة” لحماس داخل مستشفى في غزة حيث أكدت الحركة مقتل صحافي كان يتلقى العلاج، غداة توقف العملية العسكرية الإسرائيلية لمدة وجيزة للإفراج عن الرهينة الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر.
وقال الجيش في منشور عبر تطبيق تلغرام إنّه قصف “مركز قيادة وسيطرة يقع داخل مستشفى ناصر في خان يونس” في جنوب القطاع الفلسطيني.
وأضاف أنّ “كبار مسؤولي حماس يواصلون استخدام المستشفى للقيام بأنشطة إرهابية، ويستغلّون السكّان المدنيين داخل المستشفى وحوله بشكل سافر ووحشي”.
من جانبها، قالت حماس في بيان إن “الاستهداف المباشر” للمستشفى أدى إلى استشهاد الصحافي حسن إصليح الذي قضى في “جريمة حرب جديدة”.
وأشارت أن إصليح استشهد “أثناء تلقيه العلاج في مستشفى ناصر … من إصابة سابقة تعرض لها جراء قصف صهيوني استهدف خيمة الصحافيين في خان يونس” وأدى إلى استشهاد اثنين منهم على الأقل.
اندلعت الحرب المدمرة والأكثر حصدا للأرواح في قطاع غزة عقب هجوم غير مسبوق على إسرائيل شنّته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 وأسفر عن مقتل 1218 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ من بين 251 رهينة احتجزوا إبان الهجوم، لا يزال 57 محتجزين في غزة، بينهم 34 لقوا حتفهم. كذلك، تحتفظ حماس منذ العام 2014، برفات جندي إسرائيلي.
واستشهد في قطاع غزة ما لا يقلّ عن 52908 فلسطينيين منذ اندلاع الحرب معظمهم من المدنيين، بحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة التابعة لحماس.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من اليمن الثلاثاء، موضحا “بعد سماع صافرات الإنذار قبل قليل في عدة مناطق في إسرائيل، اعترض صاروخ أطلق من اليمن”.