ترامب يهدف إلى إعادة هيكلة الشرق الأوسط من خلال المحادثات مع حماس وتوترات مع نتنياهو!

ترامب يهدف إلى إعادة هيكلة الشرق الأوسط من خلال المحادثات مع حماس وتوترات مع نتنياهو!

 

 

د. بسام روبين

 

لم يعد مفاجئا أن يحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب زلزالا سياسيا يحول الإقليم إلى مسرح لتحركاته غير التقليدية، خصوصا مع إقتراب موعد زيارته إلى دول الخليج، وتأتي هذه التحركات على ثلاث جبهات: الأولى مفاوضات غير مباشرة مع حماس، والثانية تباعد تدريجي في العلاقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وأخيرا سعيه لإعادة تشكيل التحالفات الإقليمية تحت شعار “الصفقة الكبرى”.

ففي خطوة غير مسبوقة، أرسلت إدارة ترامب مبعوثين إلى الدوحة للتفاوض مع حماس، ما أثار إستياء الحكومة الإسرائيلية، ورغم إعتراض نتنياهو على تلك المفاوضات، أصر ترامب على تحقيق نتائج ملموسة، متجاوزا الأطر التقليدية للدبلوماسية، وهو ما أسفر عن إفراج حماس عن الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر.

لم يعد نتنياهو الحليف المفضل لترامب، إذ أظهرت مصادر إسرائيلية أن الرئيس الأميركي مستاءا من تعنت نتنياهو في ملف غزة ورفضه أي حلول قد تمنح حماس شرعية دولية، ويبدو أن ترامب بدأ يرى في نتنياهو عبئا على إستراتيجياته الإقليمية.

ومن الواضح أن ترامب يسعى خلال زيارته المرتقبة إلى الخليج لتقديم نفسه كوسيط لا غنى عنه في المنطقة، حتى لو تطلب الأمر التفاوض مع خصوم أميركا، إنه تحرك أشبه بمحاولة لإعادة رسم خريطة التحالفات، مستفيدا من أسلوبه غير التقليدي في السياسة.

وتبقى هذه التحركات محفوفة بالمخاطر، في ظل التوترات مع بعض حلفاء أميركا التقليديين. وستكشف الأيام المقبلة ما إذا كانت هذه التحركات ستفضي إلى نتائج ملموسة أم أنها مجرد أوراق ضغط وتكهنات فاشلة، خصوصا أن حماس ترفض نزع سلاحها تدريجيا، إذ تعتبر ذلك موتا سريريا لها بعد أن أصبحت حاضرة على الساحة الإقليمية بفعل صمودها وإيقاعها خسائر غير مسبوقة في صفوف الإسرائيليين.

فترامب، ووفقا للنظرية البراغماتية، لا يؤمن بحلفاء دائمين، بل يسعى خلف مصالح دائمة، وقد يعمل على كسب ود حماس وإعادة ترتيب البيت العربي لصالحه كوسيط لا يمكن الإستغناء عنه. فهل ينجح في إعادة رسم التحالفات، ويجمع الفلسطينيين والإسرائيليين، أم أنها مجرد فقاعات سياسية لتحقيق مصالح أميركا الاقتصادية؟

فالشرق الأوسط لا يفاجئ ترامب، بل ترامب هو من يفاجئ الشرق الأوسط في كل مرة، هذا ما ستكشفه الأيام القليلة القادمة بعد إجتماعه مع بعض الزعماء العرب.

 

عميد اردني متقاعد