د. فياض العبد قازان: لبنان: هذا جنون وغباوة مطلقة يا فخامة الرئيس

د. فياض العبد قازان
إن تجريد حزب الله من سلاحه قبل تمكن الحكومة اللبنانية من تحقيق الأمن والسيادة اللبنانية الكاملة في مواجهة الإعتداءات والتهديدات الإسرائيلية هو غباوة سياسية مطلقة ترقى إلى درجة ارتكاب جريمة الخيانة العظمى! كلا وتريليون كلا يا فخامة الرئيس لأن إسرائيل تواصل اعتداءاتها العسكرية على لبنان، وتلقي بالدبلوماسية، التي تتوسلون بها لتحقيق السيادة اللبنانية، في سلة المهملات! ليست هناك دولة في التاريخ حصلت على امنها، وسيادتها، واستقلالها عبر الاستجداء الدبلوماسي!
إن السيادة تؤخذ بالقوة العسكرية في الميدان ولا تعطى بدبلوماسية فنادق الخمس نجوم! بكل احترام لفخامتكم، ولكن بصراحتي كمواطن لبناني مغترب حريص على مصير وطني الأم لبنان، وحريص على مستقبله فوق اي اعتبار برتوكولي في مخاطبتي لفخامتكم!
يبدو أنكم عاجزون عن تحقيق خطاب القسم في توفير الأمن والسيادة لوطني الأم لبنان! لهذا، إني من لبنان المهجر، وبكل احترام لفخامتكم أدعوكم بإسم الملايين من المغتربين اللبنانيين في الولايات المتحدة، وعبر العالم للإستقالة، وإتاحة الفرصة لرئيس لبناني تتساوى، او تتوافق سياساته، ومواقفه مع الكفاح الأسطوري لمواطنيه المجاهدون في الجنوب اللبناني الذين جسدوا الأساطير في البذل والفداء في سبيل وطنهم لبنان فأجبروا إسرائيل على وقف إطلاق النار في 29 من تشرين2 سنة 2024!
نعم إن لبنان بالنسبة إلينا، ملايين المغتربين اللبنانيين عبر العالم، يحتاج إلى رئيس لبناني وطني، ذكي، وشجاع يفضل صيانة الوحدة الوطنية اللبنانية بتجنب حرب اهلية لبنانية على الإستسلام لإرهاب الدولة الإسرائيلية والإملاءات الامريكية العدوانية والاستفزازية. ألا زلتم تصرون يا فخامة الرئيس على تجريد هؤلاء اللبنانيين الأبطال من سلاحهم وفق ما تريد أمريكا، امبراطورية الشر والعدوان، ووفق ما تريد إسرائيل السرطان الاستعماري الإستيطاني الذي يواصل إبادته الجماعية للمدنيين الفلسطينيين في غزه، ويواصل انتهاك سيادة الشقيقة سوريا، وتهديد امنها، ووحدتها الوطنية على مرأى ومسمع العالم برعاية أمريكية كاملة وجائرة؟
حبذا لو تعرفون أبجدية الاستراتيجية الدفاعية التي يحتاجها لبنان لتوفير أمنه وسيادته، وحبذا لو تتذكرون وتحترمون إرث شهداء لبنان الأبطال الذين استشهدوا ضد الأمبراطورية العثمانية، وضد الأمبراطوريتين الفرنسية والأمريكية، وضد الكيان الإسرائيلي لتوفير الأمن والسيادة لوطنهم لبنان إلى أن حققوا النصر! تذكروا يا فخامة الرئيس إن لبنان، اي فينيقيا، وطننا عمره اكثر من 6000 سنة لم يبخل شعبه أبدا في تقديم الشهداء الأبرار دفاعا عن استقلاله، وعن سيادته، وكرامته عبر التاريخ، اجل إن فينيقيا منذ زمن هنيبعل الفينيقي، او اللبناني لم تحني إلا لباريها الجبينا!
إن لبنان وطن الشهداء الأبطال اللذين قدموا حياتهم قربانا في سبيل سيادة وامن لبنان: أنطوان سعاده، معروف سعد، كمال جنبلاط، رفيق الحريري، والسيد حسن نصر الله تاكيدا لمبدا: “إن لبنان وطنا عربيا حرا مستقلا لن يكون للإستعمار مقرا ولا ممرا!”
هل تحول لبنان في عهدكم “الميمون” إلى دولة انتداب ومقر لاستعمار امريكي عدواني غاشم لا يعنيكم التطاول على أشرف وأنبل الأبطال اللبنانيين من على منبر قصركم الجمهوري من مندوبة الإمبريالية الأمريكية المنحطة والقذره؟
خبير ومؤلف في الاتصال الدولي والتنمية المستدامة
واشنطن العاصمة