إسرائيل تدعي إجلاء مواطنين درزيين من سوريا لتلقي العلاج

القدس / سعيد عموري / الأناضول
ادعت إسرائيل، الخميس، إجلاء مواطنين درزيين من سوريا للعلاج في مستشفياتها، بزعم “حرصها على الأقليات” في البلد العربي الذي تستهدفه تل أبيب بغارات شبه يومية مخلفة ضحايا من جميع مكونات الشعب.
وبذلك يرتفع عدد السوريين الدروز الذين أعلنت إسرائيل إجلاءهم للعلاج إلى 5، بزعم تعرضهم للإصابة بأحداث منطقة أشرفية صحنايا في محافظة ريف دمشق الأربعاء، في انتهاك متواصل لسيادة دمشق.
يأتي ذلك غداة شن الطيران الإسرائيلي غارات على منطقة أشرفية صحنايا، الأربعاء، ما تسبب بإصابة مدنيين سوريين بينهم دروز.
وزعم الجيش الإسرائيلي في بيان الخميس: “في وقت سابق اليوم، تم إخلاء مواطنَين سوريين-دروز (اثنين) لتلقّي العلاج الطبي داخل الأراضي الإسرائيلية”.
وأضاف: “نُقل الجريحان إلى مركز “زيف” الطبي في صفد، بعد أن أُصيبا داخل الأراضي السورية”.
وزعم أيضا أن “قوات الجيش تنتشر في منطقة جنوب سوريا ومستعدة لمنع دخول قوات معادية إلى المنطقة وإلى القرى الدرزية”.
بدورها، أشارت القناة “12” الخاصة في وقت سابق الخميس، إلى أن الجيش أجلى سوريا درزيا واحدا، قبل صدور بيان الجيش.
وليلة الثلاثاء الأربعاء، شهدت أشرفية صحنايا، حيث يتمركز سكان دروز، اشتباكات بين الأمن السوري و”مجموعات خارجة عن القانون”، على خلفية تسجيل صوتي منسوب لدرزي “يسيء” فيه للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ما أودى بحياة 5 أشخاص.
بينما أعلنت وزارة الداخلية السورية، الأربعاء، مقتل 11 من عناصر الأمن، في هجمات شنتها تلك المجموعات صباحا على “نقاط وحواجز أمنية على أطراف” المنطقة، التي تحركت قوات الأمن لضبط الأوضاع فيها.
فيما قصفت طائرة إسرائيلية ما ادعت تل أبيب أنها 3 “أهداف أمنية” داخل أشرفية صحنايا، بزعم “الدفاع” عن الدروز، وذلك ضمن محاولات إسرائيل استغلال الدروز لترسيخ انتهاكاتها للسيادة السورية، بينما تؤكد دمشق أن لجميع الطوائف في البلاد حقوقا متساوية دون أي تمييز.
وبعد ساعات من توترات أمنية، أعلنت مديرية الأمن العام بريف دمشق، مساء الأربعاء، انتهاء العملية الأمنية في جميع أحياء صحنايا، وانتشار القوات الأمنية لاستعادة الأمن والاستقرار بالمنطقة.
وجاءت هذه الأحداث غداة اشتباكات مماثلة في حي جرمانا بدمشق، حيث يتركز أيضا سكان دروز، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
ولاحقا، جرى مساء الأربعاء التوصل إلى “اتفاق مبدئي” لوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا، وتشكيل لجنة مشتركة لحل أزمة التوترات الأمنية بالمنطقتين.
وتحتل إسرائيل منذ 1967 معظم مساحة هضبة الجولان السورية، واستغلت الوضع الجديد في البلاد بعد إسقاط نظام بشار الأسد، واحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
كما احتلت “جبل الشيخ” الاستراتيجي، الذي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى بنحو 35 كلم، ويقع بين سوريا ولبنان ويطل على إسرائيل، كما يمكن رؤيته من الأردن، وله أربع قمم أعلاها يبلغ طولها 2814 مترا.
ورغم أن الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع، لم تهدد إسرائيل بأي شكل، تشن تل أبيب بوتيرة شبه يومية منذ أشهر غارات جوية على سوريا، ما أدى لمقتل مدنيين، وتدمير مواقع عسكرية وآليات وذخائر للجيش السوري.