هل تنجح القمة المصرية الفرنسية الأردنية فيما فشلت فيه القمة العربية وتوقف حرب الإبادة الإسرائيلية الإجرامية؟ القضاء على المقاومة الإسلامية في غزة هدف أوروبي صهيوني أمريكي.. فما رأي السيسي وعبد الله الثاني؟

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر
القاهرة – “رأي اليوم” – محمود القيعي:
هل تنجح القمة المصرية الفرنسية الأردنية فيما فشلت فيه القمة العربية وتوقف حرب الإبادة الإسرائيلية الإجرامية؟
سؤال بات مطروحا بقوة اليوم وسط تفاؤل البعض، وتشاؤم الكثيرين.
القمة الثلاثية أصدرت بيانا جاء فيه أن قادة مصر وفرنسا والأردن عقدوا قمة ثلاثية في القاهرة اليوم الاثنين الموافق السابع من أبريل عام 2025 حول الوضع الخطير في غزة.
وفي سياق استئناف الضربات العسكرية الإسرائيلية على غزة، دعا القادة إلى عودة فورية لوقف إطلاق النار، لحماية الفلسطينيين وضمان تلقيهم المساعدات الطارئة الإنسانية بشكل فوري وكامل. ودعا القادة لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 19 يناير الذي نص على ضمان إطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين، وضمان أمن الجميع. وأكد القادة أن حماية المدنيين وعمال الإغاثة الإنسانية، وضمان إمكانية إيصال المساعدات بالكامل، التزامات يجب تنفيذها بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وعبر القادة الثلاث عن قلقهم البالغ بشأن تردي الوضع الإنساني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، ودعا القادة إلى وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض إمكانية تحقيق حل الدولتين وتزيد التوترات. كما شددوا على ضرورة احترام الوضع التاريخي القائم للأماكن المقدسة في القدس.
وأعرب القادة عن رفضهم لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وأية محاولة لضم الأراضي الفلسطينية.
وفي هذا الصدد، دعا القادة إلى الدعم الدولي لخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية التي عقدت في القاهرة في الرابع من مارس، واعتمدتها منظمة التعاون الإسلامي في السابع من مارس، وناقشوا آليات التنفيذ الفاعل لها فيما يتعلق بالأمن والحوكمة.
وأكد القادة أن الحوكمة والحفاظ على النظام والأمن في غزة، وكذلك في جميع الأراضي الفلسطينية، يجب أن يكونا بشكل حصري تحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية الممكّنة، بدعم إقليمي ودولي قوي. وأعرب القادة أيضا عن استعدادهم للمساعدة في هذا الاتجاه بالتنسيق مع الشركاء.
وأعاد القادة التأكيد على ضرورة بلورة هذه الجهود في مؤتمر يونيو الذي ستترأسه فرنسا والمملكة العربية السعودية من أجل بناء أفق سياسي واضح لتنفيذ حل الدولتين.
وأعرب القادة عن دعمهم لمؤتمر إعادة إعمار غزة الذي سيعقد بالقاهرة في المستقبل القريب، وشكر الملك عبدالله الثاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على عقد هذه القمة.
فكيف كانت الردود على بيان القمة وزيارة ماكرون لاسيما تأكيده رفضه أي دور لحماس في غزة؟
المسرحي المصري المقيم في الريف الفرنسي هشام جاد يرى أن الهدف من زيارة ماكرون هو تأكيد الموقف الاوروبي بقيادة ماكرو ” بضرورة خروج حماس والجهاد الإسلامي وكل المجاهدين المسلمين من غزة قبل أن يصرف يورو واحد لتعمير غزة.
ويضيف لـ”رأي اليوم” أن أوروبا تخسر يوميا من مقاومة الحوثيين للأعداء في البحر الاحمر وماكرو يقود تيارا يطالب بترحيل رجال المقاومة من غزة وتسليم سلاحهم ، كما فعلوا من قبل في جنوب لبنان ” بترحيل عرفات ورجاله إلي تونس بعد أن سلموا سلاحهم، لافتا إلى أن الملايين التي تبرع بها ماكرون الهدف منها ( ضمان ضبط النفس في سيناء من جانب بعض قيادات الجيش المصري التي قد تكون ساءتها إهانات إعلام العدو اليومي لجيشنا).
وبحسب جاد فإن ماكرو وأوروبا يبحثان عن بطولة ولو زائفة لتلميع صورتهم أمام شعوبهم بعد أن اهانهم ترامب وهددهم وتعامل معهم كموظفين صغار يأتمرون بأمره، مذكّرا بوجود عشرات الجنود الفرنسيين يقاتلون الآن من الأعداء بعد السابع من أكتوبر – بشهادة الإعلام الفرنسي.
وخلص إلى أن القضاء علي المقاومة الإسلامية في غزة “هدف فرنسي وأوروبي” معلن ( كونهم يخشون من أي انتصار لأي مقاوم مسلم بشكل خاص وعربي بشكل عام قد يكون صحوة للمسلمين في العالم بشكل عام ” ولملايين المسلمين الفرنسيين بشكل خاص الذين يعانون من التهميش والاضطهاد والعنصرية والإهانة والسخرية.
واختتم مؤكدا أن حماس أحيت روح الجهاد والنضال والرحمة والعدل في عالم غربي أمريكي نسي هذه المعاني منذ الحرب العالمية الثانية.
من جهته قال السفير فوزي العشماوي مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق إن تصريحات الرئيس ماكرون في مؤتمره الصحفي صباح اليوم مع الرئيس كانت واضحة وقاطعة وجيدة تماما من وجهة النظر المصرية والفلسطينية والعربية، مشيرا إلى أن الرجل أكد وأشاد بأمن واستقرار مصر في محيط مضطرب، وأشاد وأيد دورها وسياساتها تجاه غزة والقضية الفلسطيني، وأيد خطتها لإعادة تعمير القطاع، وأدان عودة إسرائيل للقتل والقتال وطالب بالعودة لوقف إطلاق النار واستئناف المساعدات وإطلاق سراح الأسري، وأكد رفض بلاده لأي اقتطاع لأراض من الصفة أو غزة أو الفصل بينها ، كما أكد رفض بلاده للتهجير القسري، وتحدث عن الإعداد لمؤتمر دولي في يونيو القادم برئاسة السعودية وفرنسا لإحياء حل الدولتين، واعتبر أن لا دور لحماس في مستقبل القطاع.
ويوضح أن هذا كان متوقعا منه لأنه محل إجماع أمريكي غربي حتي ولو كان تنفيذه صعبا أو لم يلق هوي لدي الكثيرين.
واختتم مؤكدا أن زيارة ماكرون توضح بجلاء الفارق الواضح بين فرنسا التي مازالت لحد كبير وفية لسياسات ديجول المستقلة في مواجهة أمريكا ترامب المنحازة انحيازا سافرا وإجراميا لصالح إسرائيل .
في ذات السياق عبر الخبير العسكري والاستراتيجي د. سمير فرج عن آماله أن يمارس الرئيس الفرنسي ماكرون الضغوط على إسرائيل لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة ووقف الحرب عليه، كما فعل في لبنان، حيث نجح في إقناع إسرائيل بوقف الحرب مع حزب الله، مؤكدا أن زيارة ماكرون إلى العريش غدا تعد رسالة مهمة على هذا الصعيد.
الجدير بالذكر أن اللواء د.سمير فرج “مدير الشؤون المعنوية الأسبق للجيش المصري” أشاد أخيرا في تصريحات إعلامية بحركة حماس، مؤكدا أنها أحيت القضية الفلسطينية برغم الخسائر، مذكّرا بالمقاومة الجزائرية التي قدمت مليون شهيد كي تنتزع استقلالها.
تصريحات فرج أشاد بها الكثيرون، فيما هاجمه آخرون ممن لا يكنون لحماس ولا للمقاومة أي مشاعر طيبة.