كيف أجبر بوتين الجيش الأمريكي على استقبالهم بحرارة، بينما بدا ترامب مبتسمًا على الرغم من عدم رضاه؟! “القيصر” اعتلى “الوحش” وتحدث أولًا، فما دلالة تحليق “الشبح” فوقه؟ وهل سيتوجه ترامب إلى موسكو؟

عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
نجحت روسيا فيما يبدو بتسجيل أهداف عديدة في مرمى شباك الحارس الأمريكي، حيث لقاء تاريخي، جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنظيره الروسي فلاديمير بوتين “القيصر” في ألاسكا، فيما يُفترض أن الرئيس بوتين يعيش العُزلة الغربية جرّاء “حربه” على أوكرانيا.
الجيش الأمريكي بذاته، ظهر (أفراد منه) وهم يفرشون السجاد الأحمر أمام سلالم طائرة الرئيس الروسي قبل نزوله، وهي لقطة لافتة، دفعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا لتوثيقها، والتعليق عليها بالقول: وسائل الإعلام الغربية تتحدّث مُنذ ثلاث سنوات عن أن روسيا في عزلة، واليوم شاهدوا السجادة الحمراء التي تم فرشها لاستقبال الرئيس الروسي في الولايات المتحدة”.
الرئيس الروسي أيضًا كسر البروتوكول الأمريكي بإلقاء أول كلمة، في حين عادةً ما يبدأ المؤتمر الصحفي المشترك، عندما يستضيف رئيس أمريكي نظيره الأجنبي، بكلمة من الرئيس الأمريكي، يليها كلمة من ضيفه، لكن في أنكوريج بولاية ألاسكا الأمريكية، افتتح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المؤتمر الصحفي بحضور نظيره ترامب.
ولم تُعقد أي قمم بين روسيا والولايات المتحدة منذ أربع سنوات.
وعقد الرئيسان مؤتمرا صحفيًّا مُشتركًا بعد القمة، مع أن ترامب كان رجّح سابقًا أن يَعقِد مُؤتمرًا منفردًا في حال فشل القمة – وهو سيناريو رجّح حدوثه بنسبة 25%.
وعلى عكس ما يفعله ترامب من مُحاولات تسجيل “إهانات” علنية” بحق القادة الزائرين له، كان ترامب يُصفّق مُبتسمًا في استقبال الرئيس الروسي، بينما سار بوتين نحوه.
وبعد مُصافحة ودية، صعد الاثنان إلى سيارة الليموزين الرئاسية – الملقبة بـ”الوحش” وانطلقا معًا إلى مكان الاجتماع.
ولم ينجح ترامب في الحصول على وقف إطلاق نار في أوكرانيا، بالرغم أنه قال بأنه “لن يكون سعيدًا” إذا لم يتم الاتفاق على هدنة. وتوعد بعواقب وخيمة إذا لم يُظهر بوتين جديته في السلام.
ولاحقًا أعطى ترامب علامة 10/10 للقاء الذي وصفه بالجيّد جدًّا، بعد انتهاء اللقاء الذي دام قرابة 3 ساعات.
وكسر بوتين البروتوكول حيث استقل سيارة الرئيس الأميركي المصفحة من طراز “كاديلاك وان” المعروفة باسم “ذا بيست” (الوحش)، وذلك بدعوة شخصية من ترامب، وفق ما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أنه على الرغم من عدم الإعلان عن أي اتفاق عقب قمة ألاسكا أمس بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، فإن الزعيم الروسي حصد بعض المكاسب وغادر وهو على علاقة ودية مع نظيره الأميركي.
وتُطرح تساؤلات فيما إذا كان سيذهب ترامب إلى موسكو، لرد الزيارة، حيث اقترح بوتين في اللحظات الأخيرة أن يعقدا اجتماعهما القادم في العاصمة الروسية.
وبدا ترامب مُتقبّلًا للموضوع، وقال مبتسما ورافعا حاجبيه: “هذه فكرة مثيرة، لا أدري، سأتعرض لبعض الضغوط بسببها. لكن أعتقد أنها قد تحدث”.
وذكرت وسائل إعلام أميركية، أن الطائرات التي حلقت خلال استقبال بوتين هي من نوع “بي-2″ المعروفة بـ”الشبح” و”إف-35″، وهي من أكثر الطائرات الأميركية تطورا.
وقالت أسوشيتد برس إن تحليق هذه المقاتلات فوق مكان الاستقبال جاء تحية للرئيس الروسي، فيما تساءلت صحف أمريكية أخرى إذا كان ذلك التحليق الأمريكي فوق رأس بوتين، بمثابة تحية، أم تهديد؟
ووضع الرئيس الروسي قبل صُعوده إلى طائرته، الزهور على قبور الجنود السوفييت في مقبرة فورت ريتشاردسون التذكارية، وأظهر مقطع فيديو نشره الكرملين بوتين راكعًا ويضع باقة من الزهور على قبر قبل أن يشير بعلامة الصليب.
السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين قال من جهته “يبدو أن بوتين تلاعب بترامب مرة أخرى، فلا وقف لإطلاق النار ولا يبدو أي لقاء وشيك بين بوتين وزيلينسكي، ولا توجد احتمالات قريبة لتطبيق ترامب العقوبات التي هدّد بها”.
في الخلاصة، يبدو أن الرئيس بوتين نجح باعتراف أعدائه بجر نظيره الأمريكي لهذا اللقاء، دون أن يُعطيه حتى لقطة إعلامية واحدة للاستعراض، فكيف هو الحال بحُصوله على وقف إطلاق النار في أوكرانيا، ودون حُضور رئيسها فولوديمير زيلنسكي الذي شاهد اللقاء عبر الشاشات، وسمع تسريباته من الصحف، وضاع بين الحقيقة، والكِذبات!