أردوغان يجيب عن اتهامه بالتقصير تجاه غزة من خلال الحديث عن مقتل المدنيين على يد “النظام السوري”!. لماذا كان موقفه ضد خطة لاهاي لعقاب إسرائيل؟ هل تعتبر تركيا “دولة معادية” للكيان وما سر كونها خامس أكبر مصدر له؟

أردوغان يجيب عن اتهامه بالتقصير تجاه غزة من خلال الحديث عن مقتل المدنيين على يد “النظام السوري”!. لماذا كان موقفه ضد خطة لاهاي لعقاب إسرائيل؟ هل تعتبر تركيا “دولة معادية” للكيان وما سر كونها خامس أكبر مصدر له؟

 

عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:

يشعر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأن سهام النقد الحادّة موجهة له بخصوص ردود فعل بلاده “الكلامية” على ما يحصل من إبادة ومجاعة في غزة، وهو ما يُفسّر تطرّقه لهذا بشكل مباشر بكلمة له في حفل ختام الأنشطة الصيفية لمدارس “TÜGVA”.

وقال أردوغان:  “يتّهمنا البعض بأننا لا نفعل شيئًا لمُساعدة إخوتنا في غزة”، وردًّا على هذه الاتهامات، ذهب أردوغان لاستعراض أفعاله في سورية، واستعرضها بالقول لماذا لم تُحرّكوا ساكنًا عندما كان النظام السوري يستهدف المدنيين في حلب وباقي المدن السورية.

أو كما قال عندما احتاجت أذربيجان للدعم، أو عندما احتاج الشعب الليبي أيضًا للدعم”.

تُطرح تساؤلات حول ما علاقة نصرة تركيا للدول التي ذكرها الرئيس التركي، بنصرة غزة، وهل أوقف التحرك التركي لإسقاط سورية، حرب غزة، وهل منع تقسيم ليبيا، وما علاقة الشعب الفلسطيني بأذربيجان، وحاجتها للدعم، وهي حليفة إسرائيل، يسأل سائل.

وتابع أردوغان: “غزة تعيش الآن أكبر إبادة جماعية في العصر الحديث، يتم محو الإنسانية في قطاع غزة، الإنسانية كلها مستهدفة هناك من قبل العصابات الصهيونية ومن يدعمونها”.

ومن دون أن يشرح كيف سيحدث هذا، صرّح الرئيس أردوغان، الجمعة، بأنه يومًا ما سيحتفل في غزة وفلسطين بإنهاء صفحات الظلم والاحتلال.

وخاطب أردوغان، الشباب قائلًا: “أود أن تعلموا أنتم وعائلاتكم بشكل خاص، أننا لم نتخلَّ قط عن إخواننا وأخواتنا في غزة، ولو للحظة”.

وذهب لأبعد من ذلك، حين قال يومًا ما سنصلي “صلاة الشكر” لانتهاء الظلم في غزة، نقف في تركيا ثابتين أمام دولة الإرهاب إسرائيل”.

ورفضت تركيا في الأيام الأخيرة من الشهر الماضي، التوقيع على خطة العمل المكوّنة من ست نقاط التي أعدّتها “مجموعة لاهاي” لفرض عقوبات على إسرائيل.

وبرّرت تركيا ذلك بالقول على لسان وزارة خارجيتها، إن ما يُشاع غير دقيق، وإن تركيا اتخذت إجراءات ضد إسرائيل تتجاوز بكثير ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الطوارئ الذي عُقد في العاصمة الكولومبية بوغوتا.

المعارضة التركية اتهمت حكومة بلادها بأنها امتنعت عن الإضرار بإسرائيل، خشية إثارة غضب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتضمنت الخطة التي لم توقع عليها أنقرة، الإجراءات التالية ضد إسرائيل:

– حظر تام على إرسال الأسلحة والذخيرة والوقود المستخدم عسكرياً والمواد ذات الاستخدام المزدوج (يمكن استخدامها مدنياً أو عسكرياً) إلى إسرائيل.

– منع دخول أي سفن تحمل أسلحة أو ذخائر إلى الموانئ، مهما كانت رايتها، وعدم تزويدها بالوقود أو أي خدمات.

– التزام الدول الموقعة بعدم السماح لسفنها بنقل مواد عسكرية أو وقود أو مواد مزدوجة الاستخدام إلى إسرائيل، مع إلغاء علم أي سفينة تخالف ذلك.

– مراجعة جميع الاتفاقيات الحكومية السارية مع إسرائيل، وإلغاؤها عند الضرورة.

– الامتثال التام لقرارات العقوبات والإجراءات المتخذة بحق إسرائيل من قبل الهيئات القانونية الدولية.

– تعديل الأنظمة القضائية الوطنية للدول الموقعة بحيث تسمح بمحاكمة مرتكبي الجرائم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ومن بين الدول الثلاثين المشاركة، لم توقّع سوى 12 دولة على الخطة، وهي: بوليفيا، كولومبيا، كوبا، إندونيسيا، العراق، ليبيا، ماليزيا، نامبيا، نيكاراغوا، عُمان، سانت فنسنت والغرينادين، وجنوب إفريقيا.

في المُقابل، تُسلّط الصحافة التركية بإصرار على احتمالية اندلاع حرب بين إسرائيل وتركيا، استنادًا إلى تقرير لجنة ناجل، الذي قُدّم إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في يناير/كانون الثاني، بضرورة أن تكون إسرائيل مستعدة لاحتمال اندلاع حرب مع تركيا.

وقد صنّفت إسرائيل تركيا رسميًا على أنها “دولة عدوة”، وجرى نشر ذلك علنًا في وسائل إعلامها كما نقل موقع “ترك برس”.

وبالتزامن جدّد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان رفض بلاده لمساعي اسرائيل في تهجير الفلسطينيين من غزة وضم الضفة الغربية .

وقال فيدان خلال لقائه الجمعة وفدًا من حركة حماس يترأسه محمد درويش، رئيس مجلس الشورى في إسطنبول بحسب بيان لوزارة الخارجية التركية: لا يمكن القبول إطلاقًا بخطوات إسرائيل الرامية إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة وضم الضفة الغربية.

وفيما تؤكد الحكومة التركية استمرار حظر التبادل التجاري مع إسرائيل على خلفية حرب الإبادة في غزة، كانت أظهرت بيانات أن تركيا صارت خامس أكبر دولة مصدرة للبضائع إلى إسرائيل عام 2024، حيث بلغت صادراتها 2.86 مليار دولار، متأخرةً فقط عن الصين والولايات المتحدة وألمانيا وإيطاليا.

ونشر الصحفي التركي “متين جيهان” على منصة “X” (تويتر سابقًا) جدولًا يوضح البيانات، مع تعليق جاء فيه: “نحن خامس أكبر دولة مصدرة إلى إسرائيل. المصدر: الجزيرة – قاعدة بيانات الأمم المتحدة التجارية.”

وأصدرت وزارة التجارة التركية بيانًا نفت فيه أي علاقة تجارية مع إسرائيل منذ 2 مايو 2024، مؤكدة أن تركيا هي “من بين أكثر الدول جرأةً في مواجهة إسرائيل دبلوماسيًا وتجاريًا وقانونيًا وإنسانيًا”.