ترامب يفرض رسومًا جمركية بنسبة 25% على الهند ويعاقبها بسبب علاقاتها مع روسيا

واشنطن-(أ ف ب) – أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء فرض تعرفات جمركية بنسبة 25 % على الهند، فضلا عن “غرامة” لم تحدّد قيمتها بسبب شراء نيودلهي الأسلحة والنفط من روسيا.
ومن المقرّر أن يدخل هذا التدبير حيّز التنفيذ الجمعة، بحسب ما كشف ترامب على شبكته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشال”، بالإضافة إلى زيادات جمركية أخرى قد يصل بعضها إلى 50 % يبدأ العمل بها في اليوم عينه.
وفي منشور منفصل، قال ترامب إن المهلة القصوى المحدّدة في الأوّل من آب/أغسطس “تبقى ثابتة ولن تمدّد”.
وسبق له أن مدّد هذا الموعد مرّات عدّة منذ الإعلان بداية عما يسمّيه رسوما جمركية “متبادلة” لمطلع نيسان/أبريل، مع فرض تعرفات أساسية بقيمة 10 %.
وتعدّ التعرفة الجمركية الجديدة المفروضة على الهند بنسبة 25 % أدنى بقليل من تلك التي أعلنت في نيسان/أبريل، لكنها أعلى من الرسوم المحدّدة لدول آسيوية أخرى سبق أن أبرمت صفقات تجارية مع واشنطن.
وكانت الهند، وهي أكثر بلدان العالم تعدادا للسكان، من أوّل الاقتصادات الكبرى التي خاضت مفاوضات تجارية مع إدارة ترامب.
لكن بعد ستة أشهر، حالت طلبات ترامب الشديدة وتحفّظات الهند عن فتح مجال الزراعة وميادين أخرى بالكامل دون التوصّل إلى اتفاق مع نيودلهي.
وقال ترامب الأربعاء “تذكّروا أنه صحيح أن الهند صديقتنا لكننا أجرينا على مرّ السنين مبادلات تجارية قليلة نسبيا معهم لأن تعرفاتهم شديدة الارتفاع، وهي من الأعلى في العالم ولديهم حواجز غير نقدية هي أكثر شدّة وبغضا من أيّ بلد آخر”.
وأشار إلى أن الهند “لطالما اشترت السواد الأعظم من عتادها العسكري من روسيا وهي أكبر زبائن الطاقة من روسيا، إلى جانب الصين، في وقت يريد الجميع من روسيا وقف القتل في أوكرانيا”.
وبالإضافة إلى الرسوم الجمركية بقيمة 25 %، ستواجه الهند “غرامة على ما ورد سابقا”، بحسب ما كتب ترامب من دون أيّ توضيحات.
وتأتي هذه التدابير فيما أعلن الرئيس الجمهوري البالغ 79 عاما نيّته تشديد الضغط الأميركي على موسكو لوقف المعارك في أوكرانيا والتفاوض على اتفاق سلام.
والثلاثاء، قال الرئيس الأميركي إنه سيمهل نظيره الروسي فلاديمير بوتين عشرة أيّام، ما قد يعني بحلول نهاية الأسبوع المقبل، لتغيير المسار في أوكرانيا أو مواجهة تعرفات جديدة.
وسبق أن هدّد بفرض “تعرفات ثانوية” تستهدف شركاء روسيا التجاريين، من قبيل الصين والهند، في مسعى إلى تقويض قدرة موسكو على الصمود في وجه العقوبات الأوروبية الشديدة الوطأة.
وبالرغم من الزيادات الجمركية الوشيكة على المنتجات الهندية، أكّدت نيودلهي الأربعاء نيّتها مواصلة التفاوض على “اتفاق تجاري منصف ومتوازن يعود بالنفع على الطرفين”.
– زعزعة الاقتصاد العالمي –
وأدّت المقاربة التجارية التي ينتهجها دونالد ترامب إلى زعزعة الاقتصادي العالمي من خلال سعيه إلى تعزيز القوّة الاقتصادية لبلده عبر سحق الشركاء التجاريين برسوم عالية ودفع الشركات الأجنبية إلى الانتقال إلى الولايات المتحدة.
وأعلن الخطوط العريضة لاتفاقات تجارية مع خمسة بلدان، هي بريطانيا وفيتنام واليابان وإندونيسيا والفيليبين، فضلا عن صفقة مع الاتحاد الأوروبي بدوله الأعضاء السبع والعشرين.
وأجرى مسؤولون أميركيون وصينيون محادثات هذا الأسبوع في ستوكهولم بشأن تمديد الهدنة التجارية بين الطرفين والتي سمحت بخفض رسوم جمركية باهظة بشكل موقت.
ويرجّح أن يتّفق الطرفان على تمديد مهلة التفاوض إلى ما بعد 12 آب/أغسطس.
وهدّد ترامب البرازيل بتعرفات جمركية نسبتها 50 % اعتبارا من الجمعة، في مسعى إلى الضغط على سلطات البلد لوقف إجراءات محاكمة الرئيس السابق جايير بولسونارو المتّهم بتدبير محاولة انقلاب.
وأقرّ أيضا رسوما منفصلة تستهدف مجالات خاصة، مثل الفولاذ والنحاس والسيّارات.