الجيش الإسرائيلي الإجرامي: حاخام إسرائيلي يتباهى بتدمير منازل غزة لمنع عودة الفلسطينيين.. (قوة أوريا) مجموعة متطرفة تهدف إلى هدم أكبر عدد من المباني في القطاع.

الناصرة – “رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
في عمق العمليات العسكريّة الإسرائيليّة داخل قطاع غزة، تنشط قوة صغيرة تُعرف باسم (قوّة أوريا)، تتكّون من مجموعةٍ من الإسرائيليين المتطرفين، ومهمتهم الأساسيّة هدم أكبر عددٍ ممكنٍ من المنازل والأبنية داخل قطاع غزة، تنفيذًا لسياسةٍ إسرائيليّةٍ ممنهجةٍ تهدف إلى حرمان الغزيين من العودة إلى منازلهم.
هذه القوّة التي تدخل إلى غزة برفقة جرافاتٍ ضخمةٍ، تحظى بحماية من جيش الاحتلال الإسرائيليّ، وفي الوقت ذاته، يعتمد الاحتلال على مدنيين في تنفيذ عمليات الهدم، مقابل الحصول على مبالغ ماليةٍ، ويتم استقدامهم من خلال إعلانات تُنشر على وسائل التواصل.
برز اسم (قوة أوريا) مجددًا خلال الأيام القليلة الماضية، بعد أنْ كشف موقع (هماكوم هاحي حام)، أيْ المكان الأكثر حرارةً، العبريّ، أنّ أفراد القوة الإسرائيليّة دمّروا مئات المباني في غزة خلال أسبوع، انتقامًا لمقتل زميل لهم في عملية نفذتها كتائب (القسام) في غزة.
وبحسب التقرير العبريّ، عندما تدخل (قوة أوريا) إلى عمق قطاع غزة، تحظى بحمايةٍ من قبل جنود الاحتلال الإسرائيليّ، وتعمل القوة في مناطق لا تخلو من الخطورة، فيما تستهدف عمليات لـ “كتائب القسام” سائقي الجرافات وهم يهدمون المنازل.
في التاسع من تموز (يوليو) الجاري، نفذت كتائب (القسام) هجومًا ناجحًا على جرافةٍ وهي تهدم المنازل في خان يونس، وقتلت أبراهام أزولاي أثناء تنفيذه لمهمة هدم، كان ينفذها برفقة مقاتلين من (لواء غولاني).
صوّرت (القسام) عملية الهجوم، ووثّقت لحظة قتلها للجنديّ الذي حاول الفرار من الجرافة، وكان يعمل ضمن (قوة أوريا)
ردّت (قوة أوريا) بفعل انتقاميٍّ واسعٍ، وأعلن زملاء الجندي أزولاي أنّهم هدموا 409 مبانٍ في غزة انتقامًا لمقتله، وأثارت عملية مقتله دعوات من متطرفين إسرائيليين لتنفيذ المزيد من عمليات هدم المباني والمنازل في القطاع.
علاوة على ذلك، فإنّه في مجموعات (واتساب) تابعة لمروّجي الاستيطان، تمّ الربط بشكلٍ صريحٍ بين عمليات الهدم التي تلت مقتل أزولاي وبين التمهيد للاستيطان الإسرائيليّ في قطاع غزة.
وجاء في إحدى الرسائل، بحسب صحفٍ إسرائيليّةٍ: “تُهدي (قوة أوريا) المباني الـ 409 التي دُمّرت خلال فترة الشيفعا، أيْ فترة الحداد على القتيل، لذكراه. تمهيدًا للاستيطان اليهودي في قطاع غزة”.
وأكّد الإعلام العبريّ أنّ أزولاي كان يتفاخر علنًا بمشاركته في هدم منازل الفلسطينيين في القطاع، وروى صديق له أنّ أزولاي، عندما كان يعود منتهيًا من تنفيذ مهمته في التدمير في غزة، كان يقول: “200 عربي آخر لن يعودوا إلى غزة، 500 آخرون، 1000 آخرون”، ونقلت صحيفة (هآرتس) العبريّة عن صديقٍ آخر لأزولاي قوله: “لن ننسى ولن نغفر أبدًا. ليتنا نحظى بالانتقام لروحك”.
ولكنّ الأمور لا تتوقّف عند هذا الحدّ، فإلى جانب (قوة أوريا)، يبرز دور حاخامٌ إسرائيليٌّ في تنفيذ عمليات هدمٍ ممنهجةٍ للمنازل والأبنية في غزة، وهو الحاخام أبراهام زربيف، الضابط في لواء (جفعاتي)، الذي ينشر على شبكات التواصل باستمرار مقاطع فيديو له وهو يشارك في هدم المنازل.
ويُروّج الحاخام، إلى جانب قنواتٍ إخباريّةٍ إسرائيليّةٍ على (تلغرام)، لعمليات الهدم التي ينفذها بنفسه، ويرفق ذلك بعبارة (تدمير غزة)، وأصبح الحاخام يظهر في صورٍ وفيديوهات وهو يضع ملصقات، عليها صورته إلى جانب جرافة مخصصة لهدم المنازل والأبنية في غزة.
ولاقَت هذه الملصقات رواجًا واسعًا داخل إسرائيل، وبدأت تُستخدم كأداة للتحريض على هدم المزيد من المساكن في القطاع، وفي صورة تداولها حسابٌ إسرائيليٌّ على موقع (إكس)، ظهر طفلان إسرائيليان يحملان ملصق (تدمير غزة)، الذي يحمل صورة الحاخام زربيف، في مشهد يُجسّد كيفية تطبيع ثقافة الهدم بين الأجيال الناشئة.
يقود عملية الهدم الممنهج للأحياء في غزة الحاخام الإسرائيلي المتطرّف، أبراهام زربيف، وهو ضابط في لواء (جفعاتي)، ينشر على شبكات التواصل باستمرار مقاطع فيديو له، وهو يشارك في هدم المنازل برفح وغيرها من المناطق داخل القطاع
يُصوّر الحاخام المتطرّف نفسه وهو يقود جرافات D9، ويتفاخر بهدمه للمنازل. ويُظهر مقطع فيديو لحظة هدم بناء في غزة من خلال جرافة يقودها الحاخام زربيف بنفسه، وفي نهاية المقطع يحتفي بنجاح مهمّته في تحويل المبنى إلى ركام.
وفي مقابلة أجراها الحاخام المتطرّف بداية عام 2025، مع القناة الـ 14 بالتلفزيون العبريّ، أقرّ فيها بدوره في تدمير ما لا يقل عن 50 مبنى أسبوعيًا في غزّة، إذ يشارك في تدمير منازل ومدارس ومستشفيات ومنشآت إغاثية، ويرى بأنّ تدمير الأحياء السكنيّة لسكان غزة يُعدّ وسيلة ناجحة لمنعهم من العودة إلى مناطقهم.
هذا وتُشير تقديرات لمنظمة الأمم المتحدة إلى تضرر أوْ تدمير حوالي 92 بالمائة من المنازل في قطاع غزة، أيْ ما يقارب 436,000 منزل، وذلك جرّاء الحرب الإسرائيليّة المستمرة على القطاع. كذلك تُقدّر الأمم المتحدة أنّ إجمالي الأنقاض في غزة يبلغ نحو 50 مليون طن، فيما يُتوقّع أن تستغرق عملية إزالتها 21 عامًا على الأقل.
تُقدّم صور الأقمار الصناعية دليلاً على كيف مسح الاحتلال أجزاءً واسعة من المباني السكنية في محافظات القطاع الخمس، منذ بدء الحرب وحتى شهر تموز (يوليو) الجاري، ويبرز الدمار الأكبر في محافظتي خان يونس ورفح جنوب القطاع، وتُظهر صور الأقمار أنّ كلتا المحافظتين تعرّضتا لتدميرٍ شبه كامل.
في يناير 2025، تقدّمت مؤسسة “هند رجب” ومقرها في بروكسل، بشكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية ضد الحاخام زربيف، وذلك بسبب دوره في الهدم الممنهج للأحياء في غزة. وتُعدّ المؤسسة جزءًا من حركة (30 مارس)، التي تعمل على محاكمة وملاحقة الجنود الإسرائيليين المتهمين بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين.