فرنسا: “لا خيار آخر” لحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي سوى حل الدولتين، ويجب تطوير خطة لإنهاء حرب غزة.. انتقادات واشنطن الحادة.

فرنسا: “لا خيار آخر” لحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي سوى حل الدولتين، ويجب تطوير خطة لإنهاء حرب غزة.. انتقادات واشنطن الحادة.

الامم المتحدة-(أ ف ب) – اعتبرت فرنسا الإثنين أن “لا بديل” من حل (قيام) دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بسلام وأمان لتسوية النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، وذلك في افتتاح مؤتمر دولي في الأمم المتحدة قاطعته إسرائيل والولايات المتحدة .
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو إن “حلا سياسيا يقضي بقيام دولتين هو وحده القادر على الاستجابة للتطلعات المشروعة للإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش بسلام وأمان. لا بديل من ذلك”.
وتابع بارو “من الوهم أن نتخيل إمكان التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار (في غزة) بدون رسم ملامح مرحلة ما بعد الحرب في غزة وأفق سياسي”.
المؤتمر انتقدته بشدة الولايات المتحدة الإثنين. وندّدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية تامي بروس بمبادرة “غير مثمرة وفي توقيت غير مناسب” ووصفته بأنه “حيلة دعائية” في خضم “جهود دبلوماسية دقيقة” تبذل من أجل وضع حد للنزاع.
بعد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس أنه سيعترف بدولة فلسطين رسميا في أيلول/سبتمبر، يأمل المؤتمر الذي دعت إليه الجمعية العامة للأمم المتحدة وترأسه باريس والرياض، في إحياء هذا المسار.
وخلال المؤتمر ستعبّر “دول غربية” أخرى، لم يسمّها بارو، عن نيّتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
والمملكة المتحدة هي من الدول الكبرى التي تريد فرنسا إقناعها بالاعتراف بدولة فلسطين. إلا أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر جدّد التأكيد الجمعة أن الاعتراف “يجب أن يندرج في إطار خطة أشمل”.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى “نحن جميعا مدعوون أكثر من أي وقت مضى للتحرك”، داعيا إلى نشر قوة دولية لحماية الشعب الفلسطيني.
وبحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس مدعوما بعمليات تثبّت، فإن ما لا يقل عن 142 دولة من الدول الـ193 الأعضاء في الأمم المتحدة باتت تعترف بدولة فلسطين المعلنة ذاتيا عام 1988.
في العام 1947، نصّ قرار صادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة على تقسيم فلسطين التي كانت تحت الانتداب البريطاني إلى دولتين مستقلتين، واحدة يهودية والأخرى عربية. في السنة التالية، أُعلن قيام دولة إسرائيل.
– ابتذال –
منذ عقود عدة، تدعم غالبية الأسرة الدولية مبدأ حلّ الدولتين أي قيام دولة إسرائيلية إلى جانب دولة فلسطينية تعيشان بوئام وأمن.
لكن مع مرور أكثر من 21 شهرا على بدء الحرب في غزة والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة ونية مسؤولين إسرائيليين المعلنة في ضم الضفة الغربية، تزداد الخشية من الاستحالة المادية لقيام دولة فلسطينية.
وقال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان في افتتاح المؤتمر إن “الدولة الفلسطينية المستقلة هي مفتاح السلام الحقيقي في المنطقة”.
وشدّد على أن أي تطبيع مع إسرائيل “لن يحدث بدون إقامة دولة فلسطينية”.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “وصلنا إلى نقطة الانهيار”، وفق ما نقل عنه الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة، لافتا إلى أن هذا الحل بات “أبعد من أي وقت مضى”.
وتابع غوتيريش “إن الضم الزاحف للضفة الغربية المحتلة غير قانوني ويجب أن يتوقف. والتدمير الشامل لغزة لا يُحتمل ويجب أن يتوقف”، منددا بـ”الإجراءات الأحادية التي من شأنها أن تقوض حل الدولتين إلى الأبد”.
وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون الذي قررت بلاده وحليفتها الولايات المتحدة عدم المشاركة في المؤتمر، إن “هذا المؤتمر لا يشجّع على حل، بل على العكس يعزّز وهما”.
بالإضافة إلى الدفع باتجاه الاعتراف بدولة فلسطين، سيركز المؤتمر على ثلاثة محاور هي إصلاح السلطة الفلسطينية ونزع سلاح حركة حماس واستبعادها من السلطة وتطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل.
وأفاد مصدر دبلوماسي فرنسي بعدم توقع أي إعلان لتطبيع العلاقات مع إسرائيل خلال المؤتمر.
وتتكثف الضغوط الدولية على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة التي اندلعت إثر هجوم حركة حماس على جنوب الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وستكون الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع المحاصر والمدمر في صلب خطابات ممثلي أكثر من مئة دولة سيتوالون على الكلام من الاثنين إلى الأربعاء مع أن إسرائيل أعلنت “هدنة إنسانية” يومية لأغراض إنسانية في بعض مناطق قطاع غزة.
في هذا السياق، قال كبير مسؤولي المناصرة في هيومن رايتس ووتش برونو ستانيو إن “مزيدا من الابتذال بشأن حل الدولتين وعملية السلام لن يساعد في تحقيق أهداف المؤتمر ولا في وقف الإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة”، داعيا الحكومات إلى اتّخاذ تدابير “ملموسة” ضد إسرائيل، خصوصا فرض عقوبات محددة الهدف وحظر للأسلحة.