ترامب: أمريكا جاهزة لتوجيه ضربة جديدة للمواقع النووية في إيران ويمهل بوتين 10 إلى 12 يوماً لإنهاء النزاع في أوكرانيا.

ترامب: أمريكا جاهزة لتوجيه ضربة جديدة للمواقع النووية في إيران ويمهل بوتين 10 إلى 12 يوماً لإنهاء النزاع في أوكرانيا.

تورنبري (المملكة المتحدة) ـ (أ ف ب) – أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة مستعدة لشن ضربة جديدة على المنشآت النووية الإيرانية في حال حاولت طهران إعادة تشغيلها.
قال الرئيس الأمريكي عقب اجتماعه مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في اسكتلندا: “لقد دمرنا قدراتهم النووية. يمكنهم البدء من جديد. إذا فعلوا ذلك، فسندمر [المنشآت النووية] بسرعة تفوق سرعة نقر أصابعكم. سنضطر إلى فعل ذلك”.
وشنت إسرائيل ليلة 13 يونيو عملية عسكرية ضد إيران متهمة إياها بتنفيذ برنامج سري للأسلحة النووية. وتركزت الضربات الجوية وغارات المجموعات التخريبية على المنشآت النووية والقيادات العسكرية والعلماء البارزين في المجال النووي والقواعد الجوية.
ونفت إيران هذه الاتهامات وردت بهجمات مضادة. واستمر تبادل الضربات بين الجانبين لمدة 12 يوما، انضمت إليها الولايات المتحدة بتنفيذها هجوما وحيدا ليل 22 يونيو على المنشآت النووية الإيرانية. ردا على ذلك، وجهت طهران مساء 23 يونيو ضربات صاروخية على قاعدة العديد الأمريكية في قطر، مؤكدة أنها لا تنوي التصعيد أكثر من ذلك.
كما صعَّد دونالد ترامب لهجته إزاء روسيا في ظل عدم إحراز تقدم لوقف الحرب في أوكرانيا وهددها بعقوبات إضافية، فيما التقى الإثنين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في أحد منتجعات الغولف التي يملكها الرئيس الأميركي في اسكتلندا.
كما غيّر الرئيس الأميركي لهجته بشأن غزة، معترفاً بوجود دلائل على “مجاعة حقيقية” في القطاع الفلسطيني المدمر الذي تحاصره إسرائيل.
وقال ترامب وهو يجلس بجانب ستارمر في منتجع الغولف الفاخر الذي يملكه في تورنبري جنوب غلاسكو، إنه يشعر “بخيبة أمل كبيرة” من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب مواصلة ضرب أهداف مدنية في أوكرانيا، وإنه ليس مهتما بالحديث معه.
وقال الرئيس الأميركي إنه سيُخفّض مهلة الخمسين يوما التي منحها لبوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وأضاف “أشعر بخيبة أمل تجاه الرئيس بوتين، بل بخيبة أمل كبيرة تجاهه. لذا، سيتعين علينا إعادة النظر، وسأُخفّض مدة الخمسين يوما التي منحتها له إلى عدد أقل”.
ثم أضاف أنه سيمهل بوتين “10 أو 12 يوما اعتبارا من اليوم … لا داعي للانتظار. لا نشهد أي تقدم”.
وقال “شعرتُ حقا أن الأمر سينتهي. لكن في كل مرة أظن فيها أنه سينتهي، يقوم بقتل مزيد من الناس… لم أعد مهتما بالتحدث معه”.
وأشار بشكل خاص إلى أنه يدرس فرض عقوبات “ثانوية” أي تستهدف الدول التي تشتري المنتجات الروسية ولا سيما النفط والغاز بهدف تجفيف إيرادات موسكو.
ورحبت كييف فورا بما وصفته بأنه رسالة “واضحة” تعبر عن موقف “حازم”
جاءت تصريحات ترامب بعد أن بحث مع ستارمر مسألة إنهاء المعاناة في غزة مع تفاقم أزمة الجوع واستئناف المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل.
– دبلوماسية الغولف –
وقالت ترامب إن الولايات المتحدة ستنشئ مراكز لتوزيع الطعام في غزة. وأضاف “سنوفر أطعمة جيدة مغذية. يمكننا إنقاذ الكثير من الناس. أعني، بعض هؤلاء الأطفال – هذه مجاعة حقيقية”.
وقال ستارمر الذي يواجه ضغوطا داخلية ليتبع خطى فرنسا ويعترف بدولة فلسطينية، إن الوضع في غزة “كارثي بكل المقاييس”.
وناقش الجانبان كذك تطبيق اتفاقية التجارة التي وقعت في 8 أيار/مايو بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
واستضاف ترامب ستارمر وزوجته فيكتوريا وسط إجراءات أمنية مشددة في تورنبري، حيث أمضى يومين يلعب الغولف منذ وصوله إلى اسكتلندا ليل الجمعة في زيارة تستغرق خمسة أيام.
عُقد اللقاء بين ترمب وستارمر بعد أن توصلت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق لتجنب حرب تجارية شاملة بشأن الرسوم الجمركية عندما زارت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ترامب في المنتجع الأحد.
ولمح ترامب إلى أنه لن يفرض رسوما جمركية باهظة على الأدوية البريطانية. وقال لستارمر “بالتأكيد نشعر براحة أكبر بالعمل مع بلدكم في مجال توفير الأدوية لأميركا مقارنةً ببعض الدول الأخرى… وبحكم العلاقة التي تجمعنا، لن تستخدموا هذا الأمر كورقة ضغط أو عقبة في وجهنا”.
وُقعت اتفاقية التجارة الحرة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة في 8 أيار/مايو، ونصت على خفض الرسوم الجمركية على بعض الصادرات البريطانية، لكنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد.
في بداية ولايته الثانية، باشر ترامب تحقيق رغبته في إعادة تنظيم العلاقات التجارية بين بلاده والعالم، وتوقعت إدارته أن تؤدي استراتيجيته التصعيدية القائمة على فرض رسوم جمركية مؤلمة قد تُسفر عن “90 صفقة خلال 90 يوما”.
وبعد أشهر من عدم تحقيق الكثير من النتائج، بدأ يحقق بعض النجاح مع إبرام اتفاقيات مع اليابان والفيليبين وإندونيسيا، والأهم من ذلك، الاتحاد الأوروبي.
وقال متحدث باسم البيت الأبيض لوكالة فرانس برس إنه من المتوقع أن تدخل هذه الاتفاقيات حيّز التنفيذ في الأول من آب/أغسطس لتحل محل نظام الرسوم الجمركية الجاري العمل به حاليا.
من المقرر أن يتوجه ترامب وستارمر إلى أبردين في شمال شرق اسكتلندا، حيث سيفتتح الرئيس الأميركي ملعبا جديدا للغولف في منتجعه الثلاثاء.
لعب ترامب الغولف في تورنبري السبت والأحد خلال زيارته التي يجمع فيها بين الاستجمام والدبلوماسية، كما يجمع بين مهامه الرئاسية ومصالحه التجارية.