طبرقة التونسية: الجوهرة المتلألئة في البحر الأبيض المتوسط ووجهة سياحية ساحرة على مدار السنة.

طبرقة التونسية: الجوهرة المتلألئة في البحر الأبيض المتوسط ووجهة سياحية ساحرة على مدار السنة.

لندن-راي اليوم
تُعد مدينة طبرقة الواقعة شمال غرب تونس والتابعة لمحافظة جندوبة، إحدى أبرز الوجهات السياحية في البلاد، إذ تمتاز بجمالها الطبيعي الآسر الذي يجمع بين زرقة البحر وخضرة الغابات والجبال الشامخة، مما أكسبها لقب “لؤلؤة المتوسط”.
طبيعة استثنائية وهواء نقي
تقع طبرقة على بُعد 160 كيلومتراً من العاصمة تونس، وتتميز بطابعها المعماري الفريد الذي يعكس طابع مدن البحر الأبيض المتوسط، بمبانيها ذات الأسقف المثلثة والقرميد الأحمر. كما تمثل ملاذاً مثالياً للهاربين من صخب الحياة والضوضاء، بفضل هوائها النقي وطبيعتها التي تُعزز الاسترخاء والراحة النفسية، وهو ما جعلها وجهة مفضلة لمحبي السياحة العلاجية والاستجمام.
سياحة بحرية ومغامرات تحت الماء
تشتهر المدينة بأنشطة الغوص، حيث يمكن للزوار اكتشاف الشعب المرجانية الملونة وصيد جراد البحر وسمك الوقار. كما تُستخدم الشعاب المرجانية في صناعة المجوهرات التقليدية، إلى جانب صناعات حرفية أخرى كـالغيلون.
مهرجانات عالمية وإرث فني
عرفت طبرقة منذ ستينيات القرن الماضي بمهرجان الجاز الشهير الذي يُنظم سنوياً في شهر يوليو/تموز داخل أحضان “البازيليك” العريقة، مستقطباً أهم فناني الجاز العالميين. كما تنظم المدينة مهرجانات أخرى مثل الموسيقى اللاتينية ومهرجان حصن جنوة، ما يمنحها طابعاً ثقافياً غنياً يُضاف إلى سحرها الطبيعي.
وجهة رياضية واعدة
بحسب تصريح عيسى المرواني، المسؤول المحلي للسياحة، فقد سجلت طبرقة نمواً ملحوظاً في المؤشرات السياحية خلال النصف الأول من عام 2025، مع ارتفاع عدد الوافدين بنسبة 7.1% وعدد الليالي المقضاة بنسبة 9.5% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024.
وأشار المرواني إلى أن طبرقة والمناطق المجاورة لها مثل عين دراهم وحمام بورقيبة أصبحت محط أنظار الفرق الرياضية الوطنية والدولية لإجراء المعسكرات التدريبية بفضل ما توفره من مرافق وبيئة مثالية.
استثمار وسياحة مستدامة
تضم محافظة جندوبة 27 مؤسسة إيواء سياحي بطاقة إجمالية تُقدّر بـ4436 سريراً، منها 17 وحدة في طبرقة وحدها. وأكد المرواني أن المدينة تشهد تحسناً في نوايا الاستثمار السياحي، ما يبشّر بتحولها إلى قطب سياحي متكامل خلال السنوات المقبلة.
وجهة على مدار الفصول
من جانبه، اعتبر فرحات الطرخاني، الناشط في المجتمع المدني، أن طبرقة وجهة سياحية متكاملة طوال العام، فهي تزدهر في الشتاء حين تتزين بالثلوج، وفي الربيع حين تغطيها الغابات الخضراء، وفي الصيف بشواطئها الساحرة، وفي الخريف عبر مهرجاناتها الثقافية.
وأكد أن طبرقة تجمع بين الجمال الطبيعي، والهدوء، والمرافق الصحية، ما يجعلها من أجمل مدن تونس وأكثرها استقطاباً للسياح، داعياً إلى مزيد من العناية بهذه الجوهرة الطبيعية.