حكومة غزة: خطة إسرائيل لإدخال مساعدات للقطاع غير كافية للحد من المجاعة

إسطنبول/ الأناضول
قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، السبت، إنه رغم تداول أرقام عن نية إسرائيل السماح بإدخال عشرات شاحنات المساعدات إلى القطاع فإن “هذه الخطوة إن نُفذت تبقى محدودة ولا تكفي لكسر جريمة المجاعة” التي تفرضها تل أبيب على غزة.
وفي وقت سابق الأحد، بدأ سريان ما ادعى الجيش الإسرائيلي أنه “تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية” بمناطق محددة في قطاع غزة، للسماح بمرور المساعدات الإنسانية، وذلك في ظل الإبادة الجماعية والتجويع اللذين تمارسهما تل أبيب بحق أكثر من 2.4 مليون فلسطيني بالقطاع المحاصر.
وذكر المكتب في بيان، أن قطاع غزة “يحتاج 600 شاحنة إغاثية يوميا، و250 ألف علبة حليب شهريا لإنقاذ الأطفال الرضع من سياسة الجوع وسوء التغذية التي غزت أجسادهم الضعيفة طيلة المرحلة القاسية الماضية”.
وأضاف أن قطاع غزة “يواجه كارثة إنسانية حقيقية مع استمرار الحصار الخانق وإغلاق المعابر ومنع تدفق المساعدات وحليب الأطفال منذ 148 يوماً بشكل متواصل”.
وفي سياق متصل، ذكرت منظمات المجتمع المدني في قطاع غزة في بيان، أن المجاعة في قطاع غزة “تتطلب إعلانا صريحا من الدول العربية والمجتمع الدولي بكسر الحصار عن غزة وفتح كامل للمعابر دون قيود إسرائيلية تتحكم بالمجاعة”.
وأضافت المنظمات (حقوقية غير حكومية): “المطلوب هو تسيير آلاف الشاحنات المتكدسة على المعابر مع غزة دفعة واحدة وبقرار واضح” مشيرة إلى أن “دخول بضع عشرات فقط وبسياسة التقطير لن يُشعر المواطن بالأمن الغذائي”.
كما طالبت بـ”السماح وبشكل عاجل بإدخال كميات كافية من حليب الأطفال وخاصة لفئة المواليد وهي الفئة الأكثر عرضة للموت والتي سجلت نسبة صادمة وغير مسبوقة من الوفيات خلال الأسبوعين الماضيين”.
وتغلق إسرائيل منذ 2 مارس/آذار 2025، جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
وشدد المكتب على أن “الحل الجذري والعاجل هو كسر الحصار فورا، وفتح المعابر دون شروط، وضمان تدفق حليب الأطفال والمساعدات والوقود بشكل دائم وكامل، بعيداً عن الحلول الترقيعية أو الجزئية المؤقتة”.
والسبت، قال الجيش الإسرائيلي في بيان وصل الأناضول، إنه “سيستأنف الليلة (السبت) عمليات إنزال جوي للمساعدات الغذائية فوق قطاع غزة، بالتعاون مع منظمات دولية وسلاح الجو”، في محاولة منه لنفي ممارسته الهادفة لتجويع الفلسطينيين في القطاع.
ولفت أن “عملية الإسقاط ستشمل 7 حاويات (جوية) من المساعدات تحتوي على دقيق وسكر ومعلبات غذائية مقدمة من منظمات دولية”، فيما تقول الأونروا إن القطاع بحاجة إلى ما بين 500 و600 شاحنة مساعدات يوميا، تُدار بواسطة الأمم المتحدة لتلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الإنسانية.
كما أعلن عن نيته “تحديد ممرات إنسانية” لتأمين حركة قوافل الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية، زاعمًا استعداده لـ”فترات تهدئة إنسانية” في المناطق المكتظة بالفلسطينيين.
ورغم الحصار والتجويع اللذين يفرضهما الجيش على القطاع، اتهم الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بـ”التقصير في توزيع المساعدات”، التي قال إنها تنتظر عند المعابر، قائلا إن “المسؤولية الكاملة عن التوزيع تقع على عاتق تلك المنظمات”، على حد زعمه.
والسبت، اعتبر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” فيليب لازاريني، أن طرح إسقاط المساعدات على قطاع غزة عبر الجو “مجرد تشتيت للانتباه ودخان للتغطية على حقيقة الكارثة الإنسانية” بالقطاع.
وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وخلفت الإبادة الجماعية أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.