تحالف يقوده الدعم السريع في السودان يختار رئيساً لحكومة بديلة

بورت سودان-(أ ف ب) – عيّن تحالف تقوده قوات الدعم السريع السودانية السبت عضوا سابقا في مجلس السيادة المنحل رئيسا للوزراء، بعد نحو خمسة أشهر من إعلانه عن خطط لتشكيل حكومة منافسة في المناطق الخاضعة لسيطرته.
ويمثل الإعلان الذي يأتي بعد أكثر من عامين من الحرب الدامية في البلاد، أحدث خطوة تقوم بها قوات الدعم السريع لإقامة حكم مواز، في تحد للإدارة التي يقودها الجيش.
انقسم السودان مع سيطرة الجيش على الشمال والشرق والوسط بعد أن استعاد العاصمة الخرطوم مؤخرا، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم إقليم دارفور وأجزاء من كردفان، حيث أدت هجمات مؤخرا إلى مقتل المئات، وفق جهات حقوقية محلية.
وتظل الحكومة المعترف بها دوليا والمتحالفة مع الجيش والتي تشكلت في أيار/مايو برئاسة المسؤول السابق في الأمم المتحدة كامل إدريس، غير مكتملة مع بقاء ثلاثة مناصب وزارية شاغرة.
وحذّر محللون من أن تشكيل قوات الدعم السريع حكومة موازية قد يؤدي إلى تعميق الانقسام في السودان وتعقيد الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع الذي تفجّر في نيسان/أبريل 2023.
وأعلن المتحدث باسم التحالف علاء الدين نقد السبت تعيين محمد حسن التعايشي الذي شغل عضوية مجلس السيادة الانتقالي من عام 2019 حتى الانقلاب العسكري عام 2021، رئيسا لما تسميه قوات الدعم السريع “حكومة السلام والوحدة”.
وقال مسؤول في قوات الدعم السريع لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته إن التعايشي سيشكل الحكومة الجديدة.
كما كشف التحالف الذي تقوده قوات الدعم السريع عن تشكيل مجلس رئاسي مكون من 15 عضوا، يرأسه قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، وينوبه رئيس الحركة الحركة الشعبية-شمال عبد العزيز الحلو الذي يسيطر على أجزاء من جنوب البلاد.
ويضم المجلس أيضا شخصيات سياسية ومسؤولين سابقين وحكاما محليين تم تعيينهم.
ومن بين المعيّنين الهادي إدريس الذي تم تكليفه بمنصب حاكم إقليم دارفور. بذلك صار للإقليم حاكمان متنافسان، إدريس ومني أركو مناوي المتحالف مع الجيش.
ويأتي تعيين رئيس للوزراء في أعقاب توقيع ميثاق سياسي في شباط/فبراير بين قوات الدعم السريع وجماعات مسلحة ومدنية متحالفة معها خلال محادثات في نيروبي.
ولم يصدر أي تعليق فوري من الجيش بشأن خطوة الدعم السريع وحلفائها.
بدأت الحرب بعد صراع على السلطة بين رئيس الجيش عبد الفتاح البرهان ودقلو اللذين كانا حليفين أطاحا بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019، ثم أزاحا معا من السلطة شركاء الانتقال المدنيين عام 2021.
وقالت الأمم المتحدة مرارا إن السودان يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.
وبالإضافة إلى عشرات الآلاف من القتلى، فر الملايين من منازلهم وانهارت الخدمات الأساسية، من الرعاية الصحية إلى المياه، في مختلف أنحاء السودان.