سفينة “حنظلة” تقترب بشكل ملحوظ من غزة مع استعدادات محتملة للاعتراض الإسرائيلي.. وانتظار لاستئناف إسقاط المساعدات جواً داخل القطاع.

سفينة “حنظلة” تقترب بشكل ملحوظ من غزة مع استعدادات محتملة للاعتراض الإسرائيلي.. وانتظار لاستئناف إسقاط المساعدات جواً داخل القطاع.

غزة / الأناضول- (ا ف ب)- قالت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، مساء السبت، إن سفينة “حنظلة” تقترب من قطاع غزة بشكل كبير جدا، لكنها تستعد لاحتمال اعتراضها من البحرية الإسرائيلية.
وكتبت اللجنة في منشور على إكس: “تجاوزنا آخر نقطة وصلت إليه سفينة مادلين بأكثر من 100 كلم، ونقترب من قطاع غزة المحاصر والمجوّع من قبل الاحتلال الصهيوني بشكل كبير جداً”.
وفي منشور آخر، ذكرت أن “السفينة تستعد لاحتمال اعتراضها” من البحرية الإسرائيلية.
وطلبت اللجنة بالضغط للسماح لأسطول الحرية بالوصول إلى غزة حاملاً المساعدات المنقذة للحياة.
وفي 9 يونيو/ حزيران الماضي، استولى الجيش الإسرائيلي على سفينة “مادلين” ضمن “أسطول الحرية” من المياه الدولية، بينما كانت في طريقها إلى قطاع غزة المحاصر لنقل مساعدات إنسانية، واعتقل 12 ناشطا دوليا كانوا على متنها، ولاحقا رحلت إسرائيل الناشطين شرط التعهد بعدم العودة إليها.
وقبل ساعات، أعلنت اللجنة أن سفينة “حنظلة” تواصل طريقها لغزة، وأنها باتت على بعد 70 ميلا فقط من شواطئ القطاع.
وذكرت أن السفينة تجاوزت المسافات التي قطعتها سفن سابقة مثل “مرمرة الزرقاء” التي كانت على بعد 72 ميلاً قبل اعتراضها من قبل إسرائيل عام 2010، وسفينة “مادلين” التي وصلت مسافة 110 أميال، وسفينة “الضمير” التي كانت على بُعد 1050 ميلاً.
وأضافت اللجنة أن السفينة باتت على مسافة زمنية تقدر بـ8 ساعات للوصول المحتمل إلى منطقة الرسو، متوقعة وصولها قرابة الساعة 04:30 فجراً بتوقيت غزة (01:30 ت.غ)، إذا لم يتم اعتراضها.
ويقوم تحالف أسطول الحرية ببث تحركات السفينة على الهواء مباشرة عبر حسابه على تطبيق يوتيوب، مع مشاركة صور للرادار بشكل لحظي.
وفي وقت سابق السبت، أعلن تحالف أسطول الحرية، في بيان، أن طائرات مسيرة شوهدت تحلق فوق سفينة “حنظلة” التي أبحرت من شواطئ إيطاليا في محاولة جديدة لكسر الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.
فيما قالت النائبة الفرنسية غابرييل كاتلا، في منشور على تلغرام، إنهم “مستعدون لأي تدخل محتمل قد يحدث خلال الساعات القادمة أو صباح الغد”.
وأضافت كاتلا: “اتحدنا جميعا، نحن متضامنون ومستعدون، بدأت الطائرات المسيرة تتجه نحونا، في حال انقطاع الإنترنت قد تحدث أشياء غريبة”.
وأردفت: “لا تقلقوا علينا، فكروا بالفلسطينيين، إنهم يتألمون، ما يتعرضون له في ظل الإبادة الفظيعة أسوأ بكثير من المخاطر التي نواجهها على متن هذه السفينة”.
والخميس، أعلن تحالف أسطول الحرية، في منشور على تلغرام، انقطاع الاتصال مع “حنظلة” وأن هناك العديد من المسيرات قرب السفينة، مضيفًا: “هذا يعني أنه ربما تم اعتراضها أو مهاجمتها”.
وفجر الجمعة، أعلن التحالف عودة الاتصال بالسفينة بعد انقطاع لنحو ساعتين، وأنها تواصل مهمتها، وكانت حينها على بعد نحو 349 ميلًا بحريًا من غزة.
وفي 13 يوليو/ تموز الجاري، أبحرت “حنظلة” من ميناء سيراكوزا الإيطالي، قبل أن ترسو في ميناء غاليبولي في 15 من الشهر نفسه، لتجاوز بعض المشكلات التقنية، لتعاود الإبحار مجددا في 20 يوليو باتجاه غزة، وعلى متنها 21 ناشطا.
جدير بالذكر أن سفينة “الضمير” لكسر الحصار عن غزة، تعرضت لهجوم بطائرة مسيرة إسرائيلية في 2 مايو/ أيار الماضي، أثناء محاولتها الإبحار نحو غزة، ما تسبب في ثقب بهيكلها واندلاع حريق في مقدمتها.
ومن المقرر استئناف إسقاط المساعدات جوا في قطاع غزة المحاصر بعد أن أعلنت بريطانيا والإمارات السبت اعتزامهما المضي قدما في هذه العمليات، فيما أكدت إسرائيل أنها ستساهم وتسهل جهود الإغاثة في ظل ضغوط دولية متزايدة عليها للسماح بإيصال المساعدات دون قيود.
من جهته، أعلن الدفاع المدني الفلسطيني السبت استشهاد 40 شخصا في عمليات قصف وإطلاق نار إسرائيلية.
وتحذّر الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية من ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال وخطر مجاعة واسعة النطاق بين سكان القطاع الذين يزيد عددهم على مليوني نسمة.
وأعلنت بريطانيا السبت أنها تستعد لإسقاط المساعدات وإجلاء “الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية طبية”، بالتعاون مع “شركاء مثل الأردن”.
بدورها، أعلنت الإمارات أنها ستستأنف عمليات إنزال المساعدات بالمظلات “على الفور”.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي مساء السبت إن عمليات إسقاط المساعدات جوا في غزة ستستأنف خلال الليل وإنه سيعمل على إنشاء ممرات إنسانية لضمان النقل الآمن لقوافل الأمم المتحدة المحملة بالطعام والأدوية.
وأورد في بيان “الليلة، سيستأنف (الجيش الإسرائيلي) عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات الإنسانية، كجزء من الجهود الجارية للسماح بدخول المساعدات إلى غزة وتسهيل دخولها”، مضيفا أن عمليات الإسقاط الأولى ستشمل سبع حمولات تحتوي على الدقيق والسكر وأغذية معلبة وفرتها منظمات دولية.
وكان مسؤول إسرائيلي قد صرح في اليوم السابق بأن عمليات إسقاط المساعدات الإنسانية سوف تستأنف سريعا “بالتنسيق مع الإمارات العربية المتحدة والأردن”.
وحثّت باريس وبرلين ولندن الجمعة إسرائيل على “رفع القيود المفروضة على تسليم المساعدات فورا”.
كما أكد ملك الأردن عبد الله الثاني في اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت “ضرورة بذل كل الجهود لوقف الحرب على غزة” و”ضمان تدفق المساعدات” لجميع مناطق القطاع، وفق بيان للديوان الملكي.
– “مكلفة وغير فاعلة” –
شاركت الإمارات والأردن وفرنسا ودول أخرى في عمليات إسقاط طرود إغاثة في غزة عام 2024، وقد اعتبرت أحيانا خطيرة كما تتطلب لوجستيات معقدة لكمية محدودة من المساعدات. وأكد العديد من المسؤولين الإنسانيين آنذاك أنها لا يمكن أن تكون بديلا عن إيصال المساعدات برا.
في هذا الصدد، قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني السبت إن استئناف عمليات الإنزال الجوي للمساعدات يمثل استجابة “غير فاعلة” للكارثة الإنسانية المستمرة.
وكتب لازاريني على منصة إكس “لن تنهي عمليات الإسقاط من الجو خطر المجاعة المتفاقم. إنها مكلفة وغير فاعلة ويمكن حتى أن تقتل مدنيين يتضورون جوعا”.
ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ومع الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس/ آذار الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى.
يأتي ذلك في وقت تشن فيه إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.