بعد اتصال مع الشرع.. ماكرون يؤكد على أهمية عدم تكرار العنف في سوريا ويدعو لمحاسبة المسؤولين عن الأحداث العنيفة الأخيرة في البلاد.

باريس – (أ ف ب) – شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون السبت على “ضرورة تجنّب تكرار العنف” في سوريا، داعيا بعد إجراء محادثة مع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، إلى محاكمة المسؤولين عن أعمال العنف التي شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة.
وقال ماكرون في منشور على منصة إكس إنّ “أعمال العنف الأخيرة في سوريا تعكس الهشاشة الشديدة التي تعانيها العملية الانتقالية. يجب حماية المدنيين”، داعيا إلى “حوار هادئ” محليا من أجل “إتاحة تحقيق هدف توحيد سوريا في كنف احترام حقوق جميع مواطنيها”.
وتشهد سوريا التي تحكمها سلطة انتقالية بقيادة إسلاميين، بعد الإطاحة بحكم بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر، أعمال عنف طائفية متكرّرة.
واندلعت الاشتباكات الأخيرة في محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية في 13 تموز/يوليو بين مسلحين محليين وآخرين من البدو، سرعان ما تطورت الى مواجهات دامية تدخلت فيها القوات الحكومية ومسلحون من العشائر، وشنّت إسرائيل خلالها ضربات على مقار رسمية في دمشق وأهداف عسكرية في السويداء.
والأحد الماضي، دخل اتفاق لوقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، الأمر الذي رحّب به ماكرون مشيرا إلى أنّه “مؤشر إيجابي”.
وقال الرئيس الفرنسي “تحدثت إلى الرئيس السوري بشأن ضرورة إيجاد حل سياسي مع جميع الأطراف المحلية، ضمن إطار وطني من الحوكمة والأمن”.
واتفقت باريس ودمشق وواشنطن الجمعة على عقد جولة جديدة من المحادثات “في أقرب وقت ممكن” بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديموقراطية في العاصمة الفرنسية، بهدف دمج الأكراد في الدولة السورية.
وفي العاشر من آذار/مارس، وقع الشرع وقائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي اتفاقا برعاية أميركية، نصّ أبرز بنوده على “دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية”.
غير أنّ الإدارة الذاتية التي يقودها الأكراد وجّهت لاحقا انتقادات إلى دمشق على خلفية الإعلان الدستوري ثم تشكيل حكومة قالت إنها لا تعكس التنوّع.
وعلى هذا الصعيد، حضّ ماكرون السبت على “ضرورة أن تُحرز المفاوضات بين قوات سوريا الديموقراطية والسلطات السورية تقدّما بحسن نية”.
ووفق قصر الإليزيه، فقد تطرّق الرئيسان أيضا إلى “المحادثات مع إسرائيل”، وأعربا عن “دعمهما لتعاون بشأن استقرار الحدود السورية اللبنانية”.
وكان مصدر دبلوماسي في دمشق أفاد وكالة فرنس برس الخميس بأن اجتماعا غير مسبوق جمع وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني ووزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي رون ديرمر، بينما أعلن المبعوث الأميركي إلى سوريا توم باراك في منشور على إكس أنه التقى بالسوريين والاسرائيليين في باريس.
والسبت، أعلن مصدر دبلوماسي سوري أن اللقاء تطرّق إلى إمكانية تفعيل اتفاقية فضّ الاشتباك و”احتواء التصعيد”، بدون أن يسفر عن “اتفاقات نهائية”، مشيرا إلى لقاءات أخرى ستعقد مستقبلا، وفق ما نقل التلفزيون السوري الرسمي.
منذ وصولها إلى السلطة في كانون الأول/ديسمبر، أقرت السلطات الانتقالية بحصول مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، تقول إن هدفها احتواء التصعيد، بعدما شنّت الدولة العبرية مئات الغارات على الترسانة العسكرية السورية وتوغلت قواتها في جنوب البلاد عقب إطاحة الأسد من الرئاسة.
وتربط دمشق هدف المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل بالعودة إلى تطبيق اتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974، لناحية وقف الأعمال القتالية وإشراف قوة من الأمم المتحدة على المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة بين الطرفين.