ماذا يعني تخفيض بعثة سورية بالأمم المتحدة من G1 إلى G3؟ ولماذا لا تزال دولة الشرع تُسمّى بـ”السلطات التابعة لهيئة تحرير الشام”؟.. سورية “عُضوة” ولكن أي منهما غير الشرعي سُلطة الأسد أم الشرع؟.. مخاوف قائمة والأذهان إلى وضع طالبان!

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
تصدّر إلى الواجهة نبأ تغيير واشنطن للوضع القانوني لبعثة سورية في الأمم المتحدة، وهي الخطوة التي أثارت تساؤلات فيما إذا كانت تعني عدم الاعتراف بحكومة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع بعد سُقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
وفي التفاصيل، قالت تقارير صحفية، إنه جرى إلغاء التأشيرات الممنوحة لأعضاء البعثة من فئة G1 المخصصة للديبلوماسيين المعتمدين لدى الأمم المتحدة والمُعترف بحكوماتهم في البلد المُضيف.
وجرى منح الموظفين تأشيرة فئة G3 التي تُمنح للمواطنين الأجانب المؤهّلين أممياً للحصول على سمة، ولكن من دون أن تعترف الولايات المتحدة بحكوماتهم.
وأبلغت واشنطن البعثة السورية في نيويورك مذكّرة تمّ تسليمها من خلال الأمم المتحدة تنصّ على تغيير وضعها القانوني من بعثة دائمة لدولة عضو لدى الأمم المتحدة إلى بعثة لحكومة غير مُعترف بها من قبل الولايات المتحدة.
وفي الفقرة الأخيرة من نص المذكرة، أشار الوفد إلى أن المذكرة تتضمّن “إعلانًا صريحًا ومُباشرًا بعدم اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالحكومة الانتقالية السورية الحالية.
هذه الخطوة، تضع حكومة الشرع في تصنيفات غير مُفضّلة للشارع السوري الذي يأمل رفع العقوبات عن بلاده، حيث خضعت بعثات حكومات فنزويلا تحت حكم نيكولاس مادورو، وطالبان قبل العام 2021.
تتشابه حكومة طالبان، وحكومة سورية الجديدة بتوجّهات سلفية إسلامية متطرفة، كانت السبب الرئيسي في عُزلة حكومة طالبان دوليًّا.
المخاوف القائمة، حول ما إذا كانت تلك الخطوة مقدمة لخطوات قادمة تتبعها دول أخرى، بعدم الاعتراف بالحكومة الانتقالية السورية الجديدة، ما يضعها في عزلة عدم الاعتراف الدولي، وليس فقط في سياق عُزلة العقوبات التي كانت قائمة على سورية في عهد نظام الأسد المُعترف به دوليًّا حتى سُقوطه بطبيعة الحال.
ورغم سيطرة حكومة الشرع (هيئة تحرير الشام) على مؤسسات الدولة السورية، فإنها بحسب الخطوة، تبقى حكومة غير شرعية، ولكن هذا لا يعني إلغاء سورية كعضوة في الأمم المتحدة.
أمام هذا، يعني أن كل خطوات الشرع في الشكل والمضمون، وما يجري تسميته بالشرعية الثورية، لا يعني شيئًا بالنسبة للتعامل الرسمي الدولي مع حكومته، وسط انتقادات تطال دستوره، وحكومته، وفصائله، وتمثيلها وحمايتها لكل المكونات السورية.
ومع جدل عدم الاعتراف الأمريكي بحكومة الشرع الانتقالية، صدّر الإعلام العربي الأقرب لسياسات النظام الجديد، وجهة نظر تقول إن هذا الإجراء هو للاعتراف الرسمي بانتهاء وسقوط نظام الأسد، حيث البعثة السورية لا تزال ذاتها مُنذ عهده.
في المُراسلات الداخلية لا تزال الحكومة الأمريكية تسمي دولة الشرع، بـ”السلطات التابعة لهيئة تحرير الشام”، فيما لم يجري الاعتراف رسميًّا بأي حكومة بعد سقوط نظام الأسد.
مسؤول السياسات في المجلس السوري الأمريكي، محمد علاء غانم، أكد من جهته أن الولايات المتحدة بدأت بالفعل في تطبيق قرار تغيير نوع التأشيرات الممنوحة للدبلوماسيين السوريين في بعثة نيويورك.