استشهاد 44 فلسطينيًا، منهم 16 بسبب الجوع، جراء غارات إسرائيلية وإطلاق نار في غزة.. و”الأونروا” تشير إلى أن المجاعة مدبرة ومتعمدة.

استشهاد 44 فلسطينيًا، منهم 16 بسبب الجوع، جراء غارات إسرائيلية وإطلاق نار في غزة.. و”الأونروا” تشير إلى أن المجاعة مدبرة ومتعمدة.

غزة/ الأناضول- استشهد 44 فلسطينيا بينهم 16 من المجوعين، وأُصيب آخرون، جراء الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على مناطق متفرقة من قطاع غزة منذ فجر الجمعة.
يأتي ذلك ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يواصل الجيش الإسرائيلي ارتكابها منذ أكثر من 21 شهرا ضد الفلسطينيين بالقطاع، وفق مصادر طبية وشهود عيان للأناضول.
واستهدفت الهجمات تجمعات لمدنيين وخيام نازحين ومراكز إيواء ومواطنين أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات أمريكية قرب مراكز التوزيع.
وفي أحدث الهجمات، ارتفع عدد شهداء الاستهداف الإسرائيلي لتجمع مدني كان ينتظر شاحنات المساعدات في محيط منطقة “زيكيم” شمالي بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة إلى 15 شهيدا وإصابة نحو 250 آخرين، بعدما تم تسجيل 5 شهداء ونحو 20 مصابا في وقت سابق.
وسبقه بفترة وجيزة، استشهد فلسطينيين اثنين في قصف إسرائيلي استهدف منزلا في محيط مفترق أبو حبيب في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
وقبل ذلك، استشهد 27 فلسطينيا في هجمات إسرائيلية على مناطق متفرقة من القطاع.
**غزة والشمال
في مدينة غزة، استشهد 5 فلسطينيين بينهم طفلة، وأصيب 10 آخرون، بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة “القاهرة” التي تؤوي آلاف النازحين المدنيين.
و استشهد فلسطينيان وأُصيب 3 آخرون في قصف جوي استهدف تجمعا مدنيا في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة.
وفي حي التفاح، أسفر قصف جوي إسرائيلي عن استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة عدد آخر، بعد استهداف تجمع مدني شرقي المدينة.
كما استشهد فلسطيني وأصيب آخرون بقصف طائرة مسيّرة إسرائيلية خيمة على سطح مدرسة الرمال التي تؤوي نازحين في حي الرمال بمدينة غزة.
وشمال المدينة، استشهد فلسطينيان وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية قرب مفترق المزنر في حي النصر.
واستشهد فلسطيني متأثرا بإصابته في قصف إسرائيلي سابق استهدف تجمعا لمواطنين قرب جسر الشيخ رضوان شمال غربي المدينة.
وفي محافظة الشمال، استشهد فلسطيني في قصف إسرائيلي استهدف تجمعا لمدنيين شرقي معسكر جباليا، فيما توفي 3 آخرون متأثرين بإصابتهم في منطقة “زيكيم” غربي بلدة بيت لاهيا.
**جنوب القطاع
وفي جنوبي القطاع، استشهد فلسطيني برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء انتظاره للحصول على مساعدات شمالي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
كما استشهد فلسطينيان وأُصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف خيمة غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع.
وفي خان يونس أيضا، استشهد فلسطينيان متأثران بإصابتهما خلال هجمات إسرائيلية سابقة، فيما انتشلت الطواقم الطبية جثامين 4 فلسطينيين من مناطق مختلفة من شرقي المدينة.
إلى ذلك، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، مساء الجمعة، إن المجاعة الجماعية في قطاع غزة “مُدبرة ومُتعمدة”، حيث يخدم نظام توزيع المساعدات المسمى بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” المدعوم إسرائيليا وأمريكيا أهدافا “عسكرية وسياسية”.
وأضافت الوكالة الأممية، في بيان: “مجاعة جماعية مُدبّرة ومُتعمّدة. مات اليوم المزيد من الأطفال، وأجسادهم منهكة من الجوع”.
وأكدت أن “نظام توزيع المساعدات الخاطئ المسمى بمؤسسة غزة الإنسانية غير مُصمّم لمعالجة الأزمة الإنسانية”.
وشددت الأونروا، على أن هذا النظام “يخدم أهدافا عسكرية وسياسية”، واصفة إياه “بالقاسي لأنه يُزهق أرواحا أكثر مما يُنقذ أرواحا”.
وأوضحت أن إسرائيل وفق هذا النظام، تُسيطر على “جميع جوانب وصول المساعدات الإنسانية، سواءً خارج غزة أو داخلها”.
وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، بدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي تنفيذ خطة توزيع مساعدات عبر ما يُعرف بـ”مؤسسة غزة للإغاثة الإنسانية”، وهي جهة مدعومة إسرائيليًا وأمريكيًا، لكنها مرفوضة من قبل الأمم المتحدة.
وذكرت الأونروا أنها خلال فترة وقف إطلاق النار الذي سرى في وقت سابق من عام 2025 (بدأ في يناير/ كانون الأول الماضي وتهربت إسرائيل منه في مارس/ آذار الماضي)، نجحت في “عكس مسار الجوع المُتفاقم”.
وتابعت: “اليوم، لدى الأونروا وحدها ما يُعادل 6 آلاف شاحنة من المساعدات الغذائية والطبية عالقة في مصر والأردن”.
ومرارا، طالبت الأونروا بإعادة تفعيل نظام توزيع المساعدات الذي تشرف عليه الأمم المتحدة من أجل التخفيف من وطأة المجاعة في القطاع.
ومنذ 2 مارس الماضي، تغلق إسرائيل معابر قطاع غزة أمام شاحنات مساعدات إغاثية وإنسانية وغذائية وطبية مكدسة على الحدود.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت وزارة الصحة بغزة استشهاد 9 فلسطينيين بينهم طفلان خلال 24 ساعة جراء سياسة التجويع الإسرائيلية، ما يرفع عدد الوفيات الناجمة عن التجويع وسوء التغذية إلى 122 منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 بينهم 83 طفلا، وفق تصريح أدلى به مدير العام للوزارة منير البرش، للأناضول.
وتواصل إسرائيل بدعم أمريكي منذ 7 أكتوبر 2023، حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.