عودة إلى سيناريو “إسقاط المساعدات من الجو”: الأردن يسعى لتخفيف التعنت الإسرائيلي، ومسؤول يؤكد لـ”رأي اليوم” رغبتنا في استغلال الضغوط الدولية، مع إدخال المزيد من الشاحنات قدر المستطاع بعد توقف المفاوضات.

عمان – خاص بـ”رأي اليوم”:
أكملت القوات المسلحة الأردنية إعتبارا من مساء الخميس كل الترتيبات اللازمة للخطة إستئناف إسقاط المساعدات الغذائية جوا على قطاع غزة بعد القبول في تفتيشيها بالأردن.
ونقلت وكالات أنباء الجمعة عن مصادر إسرائيلية القول بان تل أبيب وافقت على إسقاط المزيد من المساعدات جوار مجددا إعتبارا من الجمعة فيما تشير مصادر أردنية لإكمال الإستعدادات لذلك بموجب ضغط جوهري من الأردن على الولايات المتحدة ساهمت فيه بعض الدول الأوروربية.
وترى أوساط إغاثية دولية ان “إسقاط المساعدات جوا يحقق شروط إسرائيل الأمنية لكنه مكلف جدا ولا يحقق الغرض المطلوب لإنقاذ الأرواح في قطاع غزة”.
رغم ذلك ترى الحكومة الأردنية ان ما حصل إنجاز ولا بد من إستثماره.
عمليا تمكن الأردن من إيصال كميات كبيرة من الطحين تحديدا إلى شمالي القطاع عبر 3 دفعات من الشاحنات البرية.
وتعلن هيئة الإغاثة الهاشمية إستعدادها لتسيير قالة تضم نحو 1000 شاحنة برا على الأقل.
وتحمل الشاحنة الواحدة نفس وزن الإسقاط البري فيما تكلفة الإسقاط الجوي المالية تعتبر مرتفعة جدا.
وبدأت عملية تجهيز مقاييس التفتيش على البضائع التي سترسل بما لا ينتج مجالا للتشكيك الإسرائيلي حيث معركة دبلوماسية شرسة جدا تتفاعل الآن خلف الستائر بعنوان وقف التجويع وإنقاذ من يمكن إنقاذهم.
وإقتنعت الحكومة الإسرائيلية بأن السماح بإدخال بعض المساعدات برا وجوا يمكنه ان يساعدها في إحتواء الجدل والضغط العنيف بعنوان “ألمجاعة” لكن مسؤول لوجسيتي أردني ابلغ “رأي اليوم” بان “عمان طرف أساسي في الضغط وتريد إستغلال الهامش الذي سمحت به الحكومة الإسرائيلية”.
وفي الأثناء قال الأمين العام للهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، حسين الشبلي، الخميس، إن المجهود الإغاثي الأردني الموجه إلى قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الجهد العام الذي تبذله الدولة الأردنية، مؤكداً أن ما قدمته المملكة من مساعدات إنما هو ترجمة حقيقية للقيم الأردنية تجاه الأشقاء في القطاع.
وأضاف الشبلي، في تصريحات تلفزيونية، أن تفاقم الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة بعد إغلاق المعابر دفع الأردن إلى تسخير كل إمكانياته، بما في ذلك التنسيق الأمني والعسكري والجهود الدبلوماسية مع الدول المؤثرة في القرار السياسي، من أجل فتح المعابر، إلا أنه كان هناك تعنتا في إغلاق المعابر.
وتنشط الحكومة الأردنية في محاولة “تليين” ذلك التعنت الإسرائيلي ما دامت مفاوضات وقف إطلاق النار قد تعثرت مرحليا.