محمود كامل الكومي: رجال ثورة يوليو.. أبرياء من ثروات القصور الملكية التي جمعتها أسرة محمد علي من كدح الشعب.

محمود كامل الكومي
فلتخرس كل الألسنة التي ما فتئت تدّعي زورًا وبهتانًا وتفتري على ضباط ثورة يوليو، أولئك الذين خرجوا من صفوف الشعب، ليعيدوا لهذا الوطن كرامته وينتزعوا سلطته من بين براثن الملكية الفاسدة. فها هي الحقائق، لا الشائعات، تشرق بنورها مجددًا في محكمة من محاكم مصر الشامخة.
قضت محكمة جنايات القاهرة من سنوات بالسجن خمس وغرامة مليون جنيه على مالك شقة الزمالك وزوجته، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ”كنوز شقة الزمالك”، بعد أن أثبتت النيابة العامة تورطهما في إخفاء 119 قطعة من ممتلكات أسرة محمد علي، وهي القطع التي سبق وصدر قرار بمصادرتها بمرسوم من مجلس قيادة الثورة في 8 نوفمبر 1953.
وللمفارقة التاريخية التي لا تخلو من دلالة، فإن مالك الشقة ليس سوى نجل عبد الفتاح باشا حسن، وزير الداخلية ووزير الشؤون الاجتماعية في حكومة الوفد سنة 1951، أي في عهد الملك فاروق نفسه. وبشهادة الجيران، وحارس العقار، وأعضاء لجنة الآثار، تكشفت خيوط الحقيقة التي حاول البعض دفنها عقودًا تحت ستار من الأكاذيب.
لقد تآكلت صورة الأسرة العلوية منذ زمن بعيد، حين بدأت في تكديس الذهب والمجوهرات من دم هذا الشعب، لا من حق مشروع. فها هي الملكة نازلي، طليقة فؤاد وأم فاروق، تهرب إلى أمريكا (بعد ان تم فضحها بأرتكاب الزنا مع رئيس الديوان) مصطحبةمعها ابنتها فتحية، ومجوهرات لا تقدر بثمن، لتمنحها لعشيقها رياض غالي،(والذى تزوج ابنتها فتحية بعد ان استنصرت هى وأمها) الذي ضارب بها في البورصات وصالات القمار حتى تبخرت كلها هباءً.
وما خفي أعظم، فقد جمعت بريطانيا بعد الحرب العالمية الأولى ما يناهز 35 مليون جنيه من ذهب مصر، بحجة دعم ثورات الجزيرة العربية وتمكين آل سعود والأسرة الهاشمية.
أما فاروق، فأسرف في تقديم الماسات لعشيقاته، وفي إهدار ثروات البلاد على موائد القمار، في قصور أوروبا وصالات ملاهيها.
فهل بعد كل هذا يُلام رجال الثورة لأنهم نزعوا هذه الثروة الملعونة من أيدي الطغاة؟
إن حديث الرئيس عن استخدام ذهب مصر في تمويل حرب اليمن وتبرير نقص الاحتياطي ، يُعد مخالفًا للحقائق، . فالثروة التي صادرها مجلس قيادة الثورة من بقايا الأسرة المالكة لم تُستخدم في مغامرات، بل أعيد بها شيء من العدالة إلى شعب كان مسحوقًا تحت أقدام الأُبهة الملكية.
إن ما كشفته “شقة الزمالك” يعيد الاعتبار للتاريخ، ويكشف أن الذهب والمجوهرات كانت مختلسة، مُهربة، موروثة من عهود الاستبداد، ولم تكن يومًا في خزائن الثورة.
ولذلك، فإن التاريخ ينصف الآن رجال يوليو، الذين لم يورّثوا لأبنائهم كنوزًا، بل تركوا لهم الوطن حرًا، والكرامة مصانة.
ويبقى ان زعيم ثورة يوليو جمال عبد الناصر
لايسأل عن اسرته بعد وفاته1970
وقبل ذلك كانوا مثلهم مثل أقل فرد من عامة الشعب.
كاتب ومحامي مصري