بحبح: رد فعل حركة “حماس” على اقتراح وقف إطلاق النار في غزة كان “مبشرًا وصحيحًا”.. وإسرائيل تفكر في الرد.

غزة – القدس ـ “رأي اليوم” – ا ف ب: أشاد رجل الأعمال الفلسطيني الأميركي بشارة بحبح، برد فعل حماس على اقتراح وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، بعد يوم واحد فقط من انتقاده للحركة بسبب سلوكها في المفاوضات.
وكتب بحبح على صفحته على فيسبوك: “قدمت حماس صباح اليوم ردها على المقترح الإسرائيلي بشأن نشر القوات وتبادل الأسرى”.
واضاف” كان رد حماس صادقًا وإيجابيًا. الآن، على إسرائيل الدخول في مفاوضات جادة وسريعة للتوصل إلى وقف إطلاق نار. الجميع ينتظر الفرج. لقد اكتفى سكان غزة من القتل والدمار والجوع.”
ومن جهتها أعلنت إسرائيل الخميس أنها تدرس ردّ حركة حماس على اقتراح الهدنة الذي يُناقش في الدوحة منذ أكثر من أسبوعين، في وقت تتصاعد التحذيرات من جوع مستشرٍ في قطاع غزة المحاصر حيث بات كل السكان معرّضين للمجاعة، وفق الأمم المتحدة.
وكانت حركة حماس أكّدت فجرا في بيان عبر حسابها على منصة “تلغرام”، أنّها سلّمت الوسطاء “ردّها وردّ الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار”.
وجاء في بيان مقتضب صدر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في وقت لاحق “قدّم الوسطاء ردّ حماس إلى فريق التفاوض الإسرائيلي، وهو قيد الدرس حاليا”.
وكان مصدران فلسطينيان مطّلعان على سير المفاوضات قائلا الأربعاء لوكالة فرانس برس إنّ حماس سلّمت ردّا ضمّنته تعديلات تشمل ضمانات لوقف إطلاق نار دائم مع إسرائيل.
وأوضح أحدهما أن ردّ حماس “عالج بشكل رئيسي ملف دخول المساعدات إلى قطاع غزة وخرائط الانسحاب العسكري الإسرائيلي من قطاع غزة وضمانات الوصول إلى وقف الحرب بشكل دائم”.
واعتبر مسؤول فلسطيني مطّلع على المفاوضات أنّ ردّ حماس “إيجابي”، مضيفا أنّ الردّ “يتضمّن أيضا المطالبة بتعديلات على خرائط الانسحاب الإسرائيلي”، مشيرا إلى أنّ الحركة طالبت بأن “تنسحب القوات الإسرائيلية من التجمعات السكنية وطريق صلاح الدين (الواصل بين شمال القطاع وجنوبه)، مع بقاء قوات عسكرية كحد أقصى بعمق 800 متر في كافة المناطق الحدودية الشرقية والشمالية الحدودية للقطاع”.
كما طالبت حماس “بزيادة عدد المفرج عنهم من الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات المؤبدة والعالية مقابل كل جندي إسرائيلي حي”، وفق المسؤول نفسه.
وللأسبوع الثالث على التوالي، يواصل وفدان من حماس وإسرائيل مفاوضات غير مباشرة في الدوحة بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، بهدف الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار بعد 21 شهرا من حرب مدمّرة اندلعت إثر هجوم لحماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وتستند المبادرة إلى اقتراح هدنة مؤقتة لمدة 60 يوما، يتخللها الإفراج بشكل تدريجي عن رهائن محتجزين في قطاع غزة، في مقابل إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين.
ولطالما طالبت حماس بأن يتضمن أي اتفاق ضمانات لإنهاء الحرب بشكل دائم، وهو ما ترفضه إسرائيل التي تربط أي وقف نهائي للعمليات العسكرية بتفكيك البنية العسكرية لحماس.
ومع تصاعد الضغط للتوصل إلى اتفاق، أعلنت واشنطن أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيتوجه هذا الأسبوع إلى أوروبا لإجراء محادثات حول وقف إطلاق النار في غزة وفتح ممر إنساني للمساعدات.
– غزة على شفاالمجاعة –
وحذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الأربعاء من أن جزءا كبيرا من سكان غزة يتضوّرون جوعا”، في وقت تدخل القطاع المحاصر والمدمّر شحنات غذاء “أقلّ بكثير مما هو مطلوب لبقاء السكان على قيد الحياة”.
وقال تيدروس لصحافيين إنّ “جزءا كبيرا من سكان غزة يتضوّرون جوعا. لا أعرف ماذا يمكن تسمية الأمر غير مجاعة جماعية، وهي من صنع الإنسان”.
في منزل متصرّر نتيجة القصف في مخيم الشاطىء غرب مدينة غزة، كانت نعيمة الثلاثاء تحضن طفلها يزن الذي لم يتجاوز عمره السنتين، وتظهر على جسده علامات هزال شديد.
وحذّرت وزارة الخارجية الفرنسية بدورها من “خطر المجاعة” الذي يواجهه المدنيون في غزة.
ورفضت إسرائيل الاتهامات التي تحمّلها مسؤولية تفاقم الأزمة وسوء التغذية في قطاع غزة، متهمة حركة حماس بافتعال أزمة في القطاع.
وقال المتحدث باسم الحكومة ديفيد مينسر الأربعاء “لا توجد في غزة مجاعة تسببت بها إسرائيل” بل “نقص مفتعل من حماس”، متهما عناصر الحركة بمنع توزيع الغذاء ونهب المساعدات أو بيعها بأسعار باهظة.
وتؤكد إسرائيل أنها تسمح بدخول المساعدات إلى القطاع، لكن الوكالات الدولية لا تقوم بتوزيعها.
وبحسب المتحدث باسم الحكومة، فإن المساعدات “تتدفق إلى قطاع غزة”، ملقيا باللوم على الأمم المتحدة وشركائها بسبب “فشلهم في استلام شاحنات الغذاء والمواد الأساسية الأخرى التي تم تفريغها على الجانب الغزاوي من الحدود”.
وأفادت وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية (كوغات) التابعة لوزارة الدفاع، بأن حوالى 4500 شاحنة دخلت غزة مؤخرا، وكانت محمّلة بالدقيق وأغذية الأطفال وأطعمة عالية بالسعرات الحرارية للأطفال.
وأشارت كوغات إلى “تراجع كبير في جمع المساعدات الإنسانية” من جانب المنظمات الدولية خلال الشهر الماضي. وتنتقد بعض المنظمات قيودا مشددة من جانب إسرائيل على دخول المساعدات، وصعوبة توزيعها بسبب خطورة التنقل نتيجة الوضع الأمني، وتدهور وضع الطرق بسبب القصف.
وأسفر هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
ومن بين 251 رهينة خطفوا أثناء الهجوم، لا يزال 49 محتجزين، بينهم 27 أعلنت إسرائيل وفاتهم.
وردّت إسرائيل بشنّ حرب استشهد فيها 59219 فلسطينيا في قطاع غزة، غالبيتهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبر الأمم المتحدة أرقامها موثوقة.
ووفق حصيلة الأربعاء التي نشرتها الوزارة، بلغ عدد الفلسطينيين الذين قتلوا أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات غذائية 1060 منذ أواخر أيّار/مايو.