تصبغات داكنة حول الفم: الأسباب الخفية، الأخطاء التجميلية والعلاجات الآمنة لتوحيد لون البشرة.

لندن-راي اليوم
رغم التقدم الكبير في تقنيات العناية بالبشرة والتجميل، لا تزال بعض النساء يعانين من تصبغات داكنة مزعجة تحيط بمنطقة الفم، تؤثر على إشراقة الوجه وتجانس لونه. المدهش أن هذه المشكلة لا ترتبط فقط بعوامل بيولوجية أو هرمونية، بل كثيرًا ما تكون نتيجة مباشرة لممارسات تجميلية يومية أو علاجات تُستخدم بطريقة غير صحيحة.
في هذا المقال، نسلّط الضوء على أبرز أسباب التصبغات حول الفم، الأخطاء التجميلية الشائعة، وبعض التقنيات التي قد تضرّ أكثر مما تنفع، مع نصائح ذكية لحماية هذه المنطقة الحساسة واستعادة لونها الطبيعي.
الأسباب الشائعة للتصبغات حول الفم
1. فرط التصبغ بعد الالتهاب (PIH)
غالبًا ما تؤدي التهابات بسيطة ناتجة عن إزالة الشعر أو استخدام مستحضرات قوية إلى تحفيز الخلايا الصبغية على إفراز الميلانين، مما يسبب بقعًا داكنة حول الفم.
2. الكلف والتغيرات الهرمونية
الحمل، حبوب منع الحمل، أو اضطرابات هرمونية قد تساهم في ظهور الكلف، وهو تصبغ متناظر غالبًا ما يظهر حول الفم والخدين.
3. نقص الفيتامينات
الانخفاض في مستويات الحديد، فيتامين B12، أو حمض الفوليك يمكن أن يؤدي إلى شحوب أو تصبغ الجلد، خاصة في المناطق الحساسة مثل محيط الفم.
4. التعرض المستمر للشمس
إهمال تطبيق واقي الشمس حول الشفاه يُعرّض البشرة للحروق الشمسية وتراكم الميلانين، مما يؤدي إلى تصبغات مزمنة.
أخطاء تجميلية تساهم في زيادة التصبغات
– إهمال واقي الشمس في محيط الشفاه
رغم استخدام واقٍ شمسي للوجه، غالبًا ما تُنسى منطقة حول الفم، ما يجعلها عرضة للتلف الضوئي.
– إزالة الشعر بالشمع أو الخيط دون تهدئة البشرة
التهيج الناتج عن هذه الوسائل، خاصة بدون تبريد أو ترطيب بعدها، يؤدي إلى التهابات دقيقة تحفز التصبغ.
– كريمات تفتيح دون إشراف طبي
كريمات تحتوي على الريتينول أو الهيدروكينون قد تسبب تحسسًا واسمرارًا بدلًا من التفتيح، إذا لم تُستخدم بالشكل الصحيح.
– التقشير المفرط
استخدام مقشرات قوية أو متكررة على هذه المنطقة الرقيقة يُضعف حاجز الجلد، ويجعله أكثر عرضة للتلف والتصبغ.
تقنيات تجميلية قد تفاقم المشكلة
1. الليزر بدون تحضير كافٍ
إزالة الشعر بالليزر قد تؤدي إلى تصبغات، خاصة إذا لم تُحمَ البشرة جيدًا أو تم استخدام نوع ليزر غير مناسب للبشرة الداكنة.
2. التقشير الكيميائي القوي
أحماض مثل TCA أو الريتينويك قد تهيّج الجلد الرقيق حول الفم وتسبب تصبغات يصعب علاجها لاحقًا.
3. المايكروديرمابراشن
هذا التقشير الميكانيكي قد يؤدي إلى التهاب وتصبغات لاحقة، خاصة للبشرة الحساسة أو الداكنة.
4. الحقن التجميلية العشوائية
الحقن غير الدقيقة حول الفم قد تُحدث تهيجًا خفيفًا تحت الجلد، يترجم لاحقًا إلى تصبغات وعدم تجانس لوني.
5. استخدام كريمات تقشير عالية التركيز
أحماض AHA وBHA بتركيز عالٍ قد تؤدي إلى إضعاف الحاجز الجلدي، وزيادة الحساسية للتعرض الخارجي، مما يحفز التصبغات.
عادات يومية تساهم في اسمرار محيط الفم
لعق الشفاه باستمرار: يؤدي إلى الجفاف والتهيّج وبالتالي التصبغات.
استخدام مستحضرات تجميل رديئة: خاصة أحمر الشفاه غير الموثوق.
فرك الوجه بقوة أثناء التنظيف: قد يسبب تهيجًا في هذه المنطقة الرقيقة.
خطوات فعالة للوقاية والعلاج
استخدمي مرطبات مهدئة تحتوي على مضادات أكسدة مثل النياسيناميد أو فيتامين C.
لا تهملي واقي الشمس اليومي وركزي على تغطية محيط الفم.
استشيري طبيب جلدية قبل تجربة أي كريم تفتيح أو علاج تقشيري.
تجنّبي النوم بالمكياج واختاري مستحضرات ذات جودة عالية ومناسبة لنوع بشرتك.
دلّكي محيط الفم بزيوت طبيعية مثل زيت اللوز الحلو قبل النوم لتغذية الجلد وتحفيز تجدد الخلايا.
متى تحتاجين لتدخل طبي؟
إذا لم تتحسن الحالة رغم اتباع روتين مناسب، يمكنك التفكير بعلاجات احترافية تحت إشراف طبي، مثل:
التقشير الكيميائي الخفيف بحمض الكوجيك أو اللاكتيك.
المايكرونيدلينغ مع سيرومات تفتيح.
الليزر منخفض الطاقة لاستهداف التصبغات بدقة دون التسبب بضرر للبشرة.
التصبغات حول الفم ليست حتمية، بل يمكن الوقاية منها ومعالجتها باتباع خطوات بسيطة والابتعاد عن الأخطاء الشائعة. التجميل ليس فقط في الشكل، بل في العناية الصحيحة التي تمنحك بشرة صحية ومتناغمة وآمنة من الأضرار الدائمة.