مجد شاهين: الجميع يعاني… لكن قوتك أكبر.

مجد شاهين: الجميع يعاني… لكن قوتك أكبر.

 

 

مجد شاهين
في إحدى خطبه قال السيّد:  “كله بيقطّع… كله بيمرق”
قالها بصوت الواثق.. كمن يعرف تمامًا كيف يُهزم الألم حين يُحمل بالصبر.
 في ظاهرها.. تبدو الجملة مسكّنة لكن في عمقها حكمة شعب بأكمله مرّ من النار ولم يحترق.
نعم، كل شيء يمرّ.
تمرّ الأيام.. وتمرّ المحن..
ويمرّ الحزن كضيف ثقيل يرفض المغادرة ثم يرحل حين لا يتوقعه أحد.
لكن بعض الرياح… لا تمرّ بهدوء. هناك ريح لا تعصف فقط في الخارج……… بل تقتلع ما في الداخل.
ريح الروح… حين تهبّ.. تخلع اليقين من جذوره وتتركك أمام نفسك.. بلا دروع.. بلا صوت.
فتسأل: “هل تمرّ؟”
وقد تكون تعرف الجواب.. لكنك لا تبحث عنه.. بل عمّن يسمعه معك.
الريح تمرّ.. نعم.
لكنها لا تمرّ دون أن تغيّر فينا شيئًا.
قد تأخذ معها جزءًا منا.. أو تترك فينا ندبة..  أو توقظ شيئًا كان نائمًا.
كله بيقطع…
لكن ليس لأننا أقوياء دائمًا.. بل لأننا مضطرون لنكمل.
لأن الحياة لا تمنحنا رفاهية التوقف عند كل عاصفة.
نمرّ.. ولو بزحف الروح.
فحين تسأل:
“يا سماحة السيد.. ريحي أشد… هل تمرّ؟”
نجيبك بصمت العارفين:
تمرّ يا رفيقي .. تمرّ يا صديقي …

لكنّك بعدها لن تكون كما كنت.