د. جمال سالمي: ربيع المدخلي تعاون بشكل إيجابي مع جهاز المخابرات الجزائرية لإقناع المسلحين السلفيين بالتخلي عن الجبال.

بواسطةabdulrahman-mustafaآخر تحديث23 يوليو 2025 - 8:26م

د. جمال سالمي
وحدهم العارفون بخبايا العشرية الدموية في الجزائرية يعرفون فضل هذا الشيخ في حقن دماء الشعب، بفضل انخراطه المباشر في إطفاء نار الفتنة مند عهد زروال، بعد موافقته على طلب سري من الجنرال توفيق (مدير المخابرات) للمساعدة في إقناع المسلحين المتمردين في الجبال بأن ما يقومون به ليس جهادا في سبيل الله، بل خروج غير شرعي عن الحاكم..
المبادرة أثمرت الكثير من الإنجازات، خاصة بعد تطوع رجال السلفية العلمية داخل الجزائر بالصعود للجبال لمحاورة هؤلاء المسلحين..
لعل الكثير من الجزائريين لم يعرف أن بعض المسلحين السلفيين سخر من محاولات أتباع المدخلي إقناعهم بالعدول عن حربهم ضد النظام، لكن الحجة الشرعية كانت قوية جدا، فاستطاع دعاة السلفية العلمية إقناع متمردي السلفية الجهادية وإعادتهم إلى طريق الصواب..
الذين ينكرون على الشيخ ربيع المدخلي تعصبه لا يعرفون أنه قال:
“ومن البلاء الآن في هذه الفتن (حتى عند بعض السلفيين) يتمسكون بقال فلان وقال فلان..
ولو كان من يخالفهم معه الدليل والبرهان..
وهذا من سلوك طرق أهل الضلال..
والمنهج السلفي لا يعترف بهذه الطرق..
مهما بلغ الإنسان من منزلة..
أفتى فتوى أو قال قولاً ليس له دليل..
فلا يجوز قبول كلامه..
نحترمه ونعتذر له..
وما شاكل ذلك..
لكن كلٌّ يؤخذ من قوله ويرد، إلا رسول الله ﷺ، ومن معه الحجة من الله ومن رسوله ﷺ لا يجوز رد قوله”.
“المجموع الرائق”: (ص419)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5 معلومات عن ربيع المدخلي
أولا
هو الشيخ العلامة المحدث ربيع بن هادي بن محمد عمير المدخلي..
من قبيلة المداخلة المشهورة في منطقة جازان بجنوب المملكة العربية السعودية..

ولد بقرية الجرادية (قرية صغيرة غربي مدينة صامطة، بقرابة ثلاثة كيلومترات.. وقد اتصلت بها الآن)..
كان مولده عام 1351هـ في آخره.. وقد توفي والده بعد ولادته بسنة ونصف تقريباً..
فنشأ وترعرع في حجر أمه رحمها الله تعالى..
فأشرفت عليه وقامت بتربيته خير قيام.. وعلمته الأخلاق الحميدة من الصدق والأمانة وحثته على الصلاة وتعاهدته عليها..
مع إشراف عمه عليه..
ثانيا
لما وصل الشيخ إلى سن الثامنة، التحق بحلق التعليم في القرية..
تعلم الخط والقراءة..
ممن تعلم عليه الخط الشيخ شيبان العريشي وكذلك القاضي أحمد بن محمد جابر المدخلي..
وعلى يد شخص ثالث يدعى محمد بن حسين مكي من مدينة صبياء..
قرأ القرآن على الشيخ محمد بن محمد جابر المدخلي..
كما قرأ عليه التوحيد والتجويد..
وقرأ بالمدرسة السلفية بمدينة صامطه بعد ذلك..
وممن قرأ عليهم بها:
الشيخ العالم الفقيه ناصر خلوفة طياش مباركي رحمه الله (عالم مشهور من كبار طلبة الشيخ القرعاوي رحمه الله) ودرس عليه بلوغ المرام ونزهة النظر للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى..
ثم التحق بعد ذلك بالمعهد العلمي بصامطة.. ودرس به على عدد من المشايخ الأجلاء.. من أشهرهم على الإطلاق الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي (العلامة المشهور رحمه الله تعالى)، وعلى أخيه صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن أحمد الحكمي..
كما درس به أيضاً على يد الشيخ العلامة المحدث أحمد بن يحي النجمي..
درس فيه أيضاً على الشيخ العلامة الدكتور محمد أمان بن علي الجامي في العقيدة..
كذلك درس على الشيخ الفقيه محمد صغير خميسي في الفقة “زاد المستقنع”
وغيرهم كثير ممن درس عليهم الشيخ في العربية والأدب والبلاغة والعروض..
ثالثا
تخرج من المعهد العلمي بمدينة صامطة في نهاية عام 1380هـ..
التحق بكلية الشريعة بالرياض في مطلع العام 1381هـ..
استمر بها مدة شهر أو شهر ونصف أو شهرين..
ثم فتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، فانتقل إلى المدينة والتحق بالجامعة الإسلامية بكلية الشريعة ودرس بها مدة أربع سنوات..
تخرج منها عام 1384هـ بتقدير ممتاز..
وممن درس عليهم الشيخ بالجامعة الإسلامية:
سماحة الشيخ العلامة المفتي العام للملكة العربية السعودية عبدالعزيز بن عبدالله بن باز.. وكانت دراسته عليه العقيدة الطحاوية..
صاحب الفضيلة العلامة المحدث الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في الحديث والأسانيد..
صاحب الفضيلة الشيخ العلامة عبد المحسن العباد.. ودرس عليه الفقه ثلاث سنوات في بداية المجتهد..
صاحب الفضيلة الشيخ العلامة الحافظ المفسر المحدث الأصولي النحوي اللغوي الفقيه البارع محمد الأمين الشنقيطي _ صاحب أضواء البيان _ درس عليه في التفسير وأصول الفقه مدة أربع سنوات..
الشيخ صالح العراقي في العقيدة..
الشيخ المحدث عبد الغفار حسن الهندي في علم الحديث والمصطلح..
رابعا
بعد تخرجه، عمل مدرساً بالمعهد بالجامعة الإسلامية مدةً..
ثم التحق بعد ذلك بالدراسات العليا وواصل دراسته وحصل على درجة ” الماجستير ” في الحديث من جامعة الملك عبد العزبز فرع مكة عام 1397هـ برسالته المشهورة “بين الإمامين مسلم والدار قطني”
وفي عام 1400هـ حصل على الدكتوراه من جامعة الملك عبد العزيز أيضاً بتقدير ممتاز بتحقيقه لكتاب “النكت على كتاب ابن الصلاح” للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى..
ثم عاد بعد ذلك للجامعة، يعمل بها مدرساً بكلية الحديث الشريف، يدرِّس الحديث وعلومه بأنواعها وترأس قسم السنة بالدراسات العليا مرارا..
حتى وصل إلى رتبة “أستاذ كرسي.”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
7 مزايا لربيع المدخلي
أولا
يمتاز بالتواضع الجم مع إخوانه وطلابه وقاصديه وزواره..
وهو متواضع في مسكنه وملبسه ومركبه..
لا يحب الترفه في ذلك كله..
ثانيا
دائم البِشر، طلق المحيا..
لا يمل جليسه من حديثه..
مجالسه عامرة بقراءة الحديث والسنة والتحذير من البدع وأهلها كثيراً..
حتى يخيل لمن يراه ولم يعرفه ويخالطه أنه لا شغل له إلا هذا..
ثالثا
يحب طلبة العلم السلفيين ويكرمهم ويحسن إليهم ويسعى في قضاء حوائجهم بقدر ما يستطيع: بنفسه وماله..
رابعا
بيته مفتوح لطلبة العلم دائماً..
حتى إنه لا يكاد في يوم من الأيام يتناول فطوره أو غداءه أو عشاءه بمفرده..
خامسا
يتفقد طلبته ويواسيهم..
سادسا
من الدعاة الغيورين على الكتاب والسنة وعقيدة السلف..
يمتلئ غيرة وحرقة على السنة والعقيدة السلفية..
سابعا
من المدافعين في زماننا هذا عن نهج السلف الصالح ليلاً ونهاراً وسراً وجهاراً..
من غير أن تأخذه في الله لومة لائم..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
30 مؤلفا لربيع المدخلي..