الأردن كان له دور بارز في الأحداث السورية الأخيرة… ما الذي أراده جعفر حسان من هذه العبارة؟: زيارة توماس باراك أدت إلى طرح ‘أسئلة حساسة’.. الدروز في السويداء وعشائر درعا يشكلون مفتاح ‘مخاوف الإجابات’

الأردن كان له دور بارز في الأحداث السورية الأخيرة… ما الذي أراده جعفر حسان من هذه العبارة؟: زيارة توماس باراك أدت إلى طرح ‘أسئلة حساسة’.. الدروز في السويداء وعشائر درعا يشكلون مفتاح ‘مخاوف الإجابات’

بيروت – رأي اليوم – خاص
لم يتقدم رئيس الوزراء الاردني الدكتور جعفر حسان بأي شروحات او تفصيلات لها علاقة بتفسير العبارة التي وردت على لسانه ظهر الثلاثاء على هامش زيارة لمدينة جرش عندما قال”الاردن لعب خلال الايام القليلة الماضية دورا اساسيا كما وصفه في الملف السوري”.
 لكن دون ايضاح طبيعة هذا الدور او شروحات لحجمه ومستواه و ما الذي يمكن ان يقود اليه .
وهو الأمر الذي لفت نظر المراقبين عموما بعدما اصبحت الحاجة ملحة اثر زيارة المبعوث الامريكي البارز توماس باراك الى عمان الاسبوع الماضي  لتفسيرات وتوضيحات حيث اثارت هذه الزيارة العديد من الأسئلة و التساؤلات والاستفسارات بعد ما صرح المبعوث الأمريكي باراك ذاته خلالها للتحدث عن شراكة أردنية امريكية منتجة مرتبطة بالملف السوري .
 رئيس الوزراء الاردني جعفر حسان إعتبر بان بلاده معنية بالحفاظ على وحدة أمن وسلامة وإستقرار سوريا ز
لكنها المرة الأولى التي يتحدث فيها رئيس الحكومة بصورة علنية عن إجراءات اتخذت من قبل بلاده لتثبيت الأوضاع في سوريا.
وبدا للمراقبين ان عبارة حسان في السياق حمالة أوجه وتطرح سيناريوهات لها علاقة بدور محتمل اردنيا في تثبيت التهدئة على الاقل في جنوب سوريا حيث كان للأردن دور اساسي في الوساطة التي قادت الى وقف إطلاق النار  ما بين إسرائيل  والنظام السوري علما بان اي بصمة او دور أردني في هذا السياق يعيد انتاج و طرح التساؤلات عن علاقة الاردن حصريا بملف السويداء و بملف الطائفة الدرزية.
 لم يفصح الرئيس حسان عن مقاصده من وراء  الحديث عن دور أساسي لبلاده في الايام الاخيرة .
لكن الإشارة واضحة هنا للدور الذي لعبه الاردن في التهدئة في محافظة السويداء حيث استخدم وسطاء اردنيون على الارجح ثقل بلادهم السياسي وعلاقاتهم القديمة بطائفة الدروز .
وايضا ثقل الاردن في وعلاقته في ملف مسلحي العشائر البدوية والعربية في الجنوب السوري حيث ان شخصيات سورية مقربة جدا من عمان عملت طوال الوقت على تأسيس ما يسمى بجيش العشائر في منطقة درعا .
و يضم المجموعات المسلحة التي كانت قد توجه بعضها الى السويداء بعد ما خطفت ميليشيات درزية المئات من الأطفال والنساء  من ابناء البدو العرب في المنطقة .
وعمليا ما ينبغي الوقوف عنده وتأمله مطولا هو تلك اللغة  الرمزية التي تحدث فيها رئيس الوزراء الاردني عن دور أساسي دون الاشارة الى طبيعة هذا الدور .
لكن الفرضية التي سادت بين اوساط الدبلوماسيين الاردنيين والعرب عموما في عمان هي تلك التي تتحدث عن تمكن الأمريكيين من الإستثمار  في الحضور الاردني في مناطق جنوبي سوريا خصوصا بين حضور الاردن بين مكونين هما أهل درعا والطائفة الدرزية على اساس ان ذلك شكل مدخلا  للوساطة التي انتهت بخفيف حدة المخاوف الاسرائيلية  .
وانقاذ ما يمكن انقاذه من هيبة المؤسسة السورية الجديدة برئاسة الرئيس أحمد الشرع .
ما هو غير مفهوم او مألوف او معروف بعد هو الإجابة على السؤال التالي.. هل الدور الاردني مؤقت في منطقة الجنوب السوري ام ان الخطة الأمريكية المرسومة قد تحتاج  لفتره اطول من وجود الاردن سياسيا  وأمنيا  في ملف الجنوب السوري طويل الامد ؟.