صواريخ القسام المباركة عندما تخرج من وسط حطام غزة وتقصف أهدافها بدقة.. ما هي الرسالة للنازية الجديدة؟

شبكة تواصل الإخبارية تقدم لكم خبر
عبد الباري عطوان
ان تطلق كتائب القسام الاحد عشرة صواريخ من قلب دمار قطاع غزة المحاصر المجوّع وتقصف المستوطنات الإسرائيلية في أسدود وعسقلان وسدروت، وتفشل الدفاعات والقبب الحديدية الإسرائيلية في اعتراض معظمها، وتؤدي الى إصابة 12 شخصا، فهذا يعني ان معجزة المقاومة مستمرة رغم المجازر، وحرب الإبادة والتجويع للمدنيين في مختلف أنحاء القطاع التي يسقط ضحيتها اكثر من 150 شهيدا يوميا معظمهم من الأطفال والمسنين.
تزامنت هذه الصواريخ مع الاضراب الشامل الذي إنخرط فيه الاحرار الشرفاء في مختلف انحاء العالم تضامنا مع الصامدين في فلسطين المحتلة يؤكد ان أهل غزة ليسوا وحدهم رغم تخلي المجتمع الدولي عنهم، وكل الجيوش العربية التي كلفت تسليحها الامة مئات المليارات لتسمين جنرالاتها المتكرشين.
الجيش الإسرائيلي أعاد احتلال اكثر من 65 بالمئة من قطاع غزة، ومنع دخول أبناء القطاع اليها بحجة تحويلها الى مناطق عازلة، وهذا يعني تكدس اكثر من مليوني انسان في العراء وفي مساحة لا تزيد عن بضعة كيلومترات فقط استعدادا لإبادتهم، فكل أراضي القطاع لا تزيد عن 150 ميلا مربعا.
***
فشل مشروع التهجير لأبناء القطاع الى مناطق خارجه، وبدعم من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لالتفافها حول مقاومتهم، وتمسكهم بالبقاء في أرضهم، ومواجهة الموت على الرحيل، وعدم تكرار مأساة نكبة عام 1948، دفع قوات الاحتلال الى الاقدام على جرائم التهجير الداخلي، والحاق اكبر قدر ممكن من الأذى والقتل والتشريد من هذا الصمود الأسطوري غير المسبوق في التاريخ الحديث.
قطاع غزة تحول الى مقبرة جماعية، بعد ان كان سجنا مفتوحا طوال فترة الحصار الممتدة لسنوات، ولا نستبعد ان يكون تجميع أبناء القطاع، وفقا للمخططات الإسرائيلية التي بدأت عملية تنفيذها حاليا مقدمة لإعدامهم دفعة واحدة، استنادا الى هذا الصمت العالمي الاجرامي والدعم الأمريكي.
إسرائيل أغلقت جميع المعابر، ومنعت وصول كل أنواع المساعدات الإنسانية من أغذية وأدوية، وقطعت الماء والكهرباء عن أهلنا في القطاع، وهذا يعني الشهادة جوعا وعطشا، والقادة العرب، يقفون في خندق المتفرجين، وكأن هؤلاء الذين يواجهون الموت ليسوا بشرا، وليسوا عربا ومسلمين.
إسرائيل، ونقولها بكل مرارة، باتت تحكم العالم بأسره، وتفرض اجنداتها بحرب الإبادة على الشعب الفلسطيني، وأبرزها تحويل القطاع الى معسكرات عزل، ومحارق نازية، واستبدال أفران الغاز، بالقتل البطيء جوعا وعطشا، جبنا الى جنب بالقتل بالرصاص الحي، والقنابل والصواريخ.
لم نعد نر في القطاع العزيز الكريم الصامد الا جثامين الأطفال ملفوفة بأكفانها البيضاء المرصعة بدمائهم الطاهرة، وصلوات الجنازة من قبل ذويهم وأقاربهم وجيرانهم او من تبقى منهم على قيد الحياة، بملابسهم البسيطة الطاهرة، وقلوبهم العامرة بالإيمان.
انها صورة مأساوية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، ولكننا على ثقة بأن هؤلاء القتلة والمجرمين لن يهربوا من العدالة الإنسانية والربانية معا، لان الشرفاء في الوطنين الفلسطيني والعربي، بل والعالم، سيكونون لهم بالمرصاد، ومثلما تحررت كل شعوب العالم من الاستعمار، وطردوه من ارضهم، سيتحرر الشعب الفلسطيني، ويستعيد حقوقه دون نقصان.
***
ختاما نقول: لن ننسى هذه المجازر، ولن نغفر للقتلة، فهؤلاء الرجال الرجال الذين خططوا ونفذوا “اسطورة طوفان الأقصى”، ونقلوا المعركة الى العمق الصهيوني، وصمدوا عاما ونصف العام في مواجهة عدو لا يعرف الإنسانية ولا يؤمن الا بالقتل والتجويع، هؤلاء لن يركعوا، ولن يتنازلوا عن سلاحهم، مهما تعاظمت الخسائر، فكلما كبرت الشهادة كبر مفعولها.. والأيام بيننا.