غزة تعاني من المجاعة.. 46 شهيداً، بينهم 10 من الجوعى ومنتظري المساعدات جراء قصف وإطلاق نار إسرائيلي في مناطق مختلفة من القطاع.. “حماس”: نهدف إلى التوصل إلى اتفاق مشرف ينهي الصراع

غزة تعاني من المجاعة.. 46 شهيداً، بينهم 10 من الجوعى ومنتظري المساعدات جراء قصف وإطلاق نار إسرائيلي في مناطق مختلفة من القطاع.. “حماس”: نهدف إلى التوصل إلى اتفاق مشرف ينهي الصراع

 

غزة / رمزي محمود / الأناضول- استشهد 46  فلسطينيا بينهم 10 من منتظري المساعدات، في هجمات إسرائيلية استهدفت مختلف مناطق قطاع غزة، منذ فجر الاثنين، ضمن الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 22 شهرا.
ووفق ما أفادت به مصادر طبية وشهود عيان للأناضول، استهدفت هجمات الجيش الإسرائيلي خياما تؤوي نازحين، ومنازل وتجمعات لمدنيين كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات.
وفي أحدث الهجمات، قتل الجيش الإسرائيلي 4 فلسطينيين وأصاب آخرين، بعدما استهدفت طائرات مسيّرة وأسلحة رشاشة طالبي المساعدات قرب محور نتساريم جنوب مدينة غزة.
وفي ساعات النهار والفجر قتل الجيش الإسرائيلي 42 فلسطينيا بأنحاء متفرقة من قطاع غزة.
ففي شمال قطاع غزة، قتلت طائرة مسيّرة إسرائيلية 4 فلسطينيين، بينهم طفلان، إثر استهداف خيمة تؤوي نازحين في منطقة الميناء غربي مدينة غزة.
كما استشهد 3 مدنيين في قصف جوي استهدف تجمعًا قرب مجمع الصحابة الطبي وسط المدينة.
وفي حي الرمال وسط المدينة، أسفر قصف آخر استهدف سطح منزل ومحطة تحلية للمياه عن استشهاد 5 فلسطينيين، بينهم امرأة.
وفي تطور لاحق، أطلقت طائرة مروحية إسرائيلية صاروخًا على شقة سكنية في “عمارة الزايغ” قرب منتزه البلدية، ما أدى إلى استشهاد فلسطيني وإصابة اثنين آخرين بجروح متفاوتة.
وفي شمال قطاع غزة أيضاً، استشهد 5 فلسطينيين إثر استهدافين من مسيرات إسرائيلية على دوار النزلة في جباليا النزلة وفي جباليا البلد.
كما استشهد فلسطيني وأصيب آخرون في قصف جوي استهدف مبنى سكنيًا عند مفترق ستيبس بشارع النصر غربي مدينة غزة.
وفي تطور آخر، أصيب طفل بجروح، إثر غارة إسرائيلية استهدفت روضة أطفال قرب مخيم للنازحين في محيط متنزه البلدية بحي الرمال غرب المدينة.
وفي وسط قطاع غزة، استشهدت سيدة فلسطينية بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على منزلها في دير البلح.
كما استشهد 3 فلسطينيين جراء غارة نفذتها طائرة مسيرة إسرائيلية استهدفت سيارة في شارع البركة بمدينة دير البلح.
وفي حادث منفصل، استشهد مسن برصاص الجيش الإسرائيلي أثناء انتظاره لتسلّم مساعدات قرب نقطة توزيع على شارع صلاح الدين جنوب وادي غزة.
كما استشهد فلسطيني آخر باستهداف مسيرة إسرائيلية لتجمع مدنيين في مخيم النصيرات.
واستشهد 5 فلسطينيين جراء استهداف الجيش الإسرائيلي منتظري مساعدات ليلاً قرب محور نتساريم وسط القطاع.
وسبق أن استشهد فلسطينيان وأصيب آخرون في غارات جوية وقصف مدفعي وإطلاق نار من آليات عسكرية إسرائيلية، استهدفت طوال الليل المناطق الجنوبية الشرقية من مدينة دير البلح.
يأتي ذلك في أعقاب إصدار الجيش الإسرائيلي أمس الأحد أمر إخلاء جديدا لمناطق واسعة من دير البلح، أعقبه حركة نزوح للفلسطينيين تواصلت الليلة الماضية باتجاه مناطق أخرى.
وفي جنوب القطاع، قتلت مسيرة إسرائيلية فلسطينيين اثنين عندما استهدفت خيمة تؤوي نازحين بمنطقة القادسية غربي خان يونس جنوب قطاع غزة
فيما استشهد 5 فلسطينيين، بينهم 4 من أسرة واحدة، وأصيب عدد آخر، إثر قصف إسرائيلي استهدف خيمة نازحين في شارع الإسطبل بمنطقة المواصي غرب خان يونس.
كما أسفر قصف آخر عن استشهاد فلسطينيين، أحدهما طفل، وإصابة آخرين، بعد استهداف خيمة تؤوي نازحين قرب كافتيريا “الأصدقاء” في المواصي.
وفي حادثة أخرى شمال غرب رفح، استشهد الصحفي تامر الزعانين وأُصيب الصحفي إبراهيم أبو عمشة، خلال اختطاف الجيش الإسرائيلي لمدير المستشفيات الميدانية في غزة الطبيب مروان الهمص.
ومنذ 2 مارس/آذار 2025، تغلق إسرائيل جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.
والأحد، قالت وزارة الصحة في غزة، إن سياسة التجويع التي ترتكبها إسرائيل في القطاع أسفرت عن استشهاد 86 فلسطينيا منهم 76 طفلا، جراء سوء التغذية الناتج عن منع دخول المساعدات إلى القطاع منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
هذا وقالت حركة “حماس”، الاثنين، إنها تبذل جهودها على مدار الساعة لإنهاء معاناة الفلسطينيين المتفاقمة في غزة، وشددت على أنها ماضية بـ”مسؤولية وعقلانية وبأقصى سرعة” للوصول إلى “اتفاق مشرف” ينهي العدوان الإسرائيلي ويرفع الحصار.
وأضافت الحركة في بيان نشرته على منصة “تلغرام”: “في الوقت الذي يمعن فيه العدو الصهيوني في حرب الإبادة الجماعية ضدّ شعبنا الأبيّ في قطاع غزة، نبذل كل جهودنا وطاقاتنا على مدار الساعة لإنهاء هذه المعاناة المتفاقمة”.
وشددت على أن ذلك “يشكل أولوية قصوى لقيادة الحركة في تحرّكها المتواصل مع الوسطاء، والدول، وكافة الجهات المعنية، من أجل وقف المجاعة ووقف هذه الحرب الإجرامية”.
وأكدت الحركة إدراكها لـ”محاولات الابتزاز الإسرائيلي” من خلال ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين “لانتزاع مواقف لم يستطع الاحتلال فرضها عبر طاولة المفاوضات”.
وشددت على أنها ماضية “بمسؤولية وعقلانية” وبأقصى سرعة ممكنة في استكمال المشاورات مع الفصائل الفلسطينية للوصول إلى ما وصفته بـ”اتفاق مشرف” يؤدي إلى “وقف العدوان، وإنهاء الإبادة الجماعية، وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الإعمار، ورفع الحصار، وضمان حياة كريمة لأهل غزة”.
ويتزامن ذلك مع مفاوضات غير مباشرة مستمرة في العاصمة القطرية الدوحة بين إسرائيل و”حماس” بوساطة مصرية وقطرية ودعم أمريكي، لمحاولة التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
والسبت، كشف مصدر فلسطيني للأناضول عن تسلم حركة حماس من الوسطاء خرائط جديدة تظهر مناطق السيطرة الإسرائيلية في قطاع غزة، وبدأت بدراستها في إطار مفاوضات وقف النار وتبادل الأسرى.
وعلى مدى أكثر من 21 شهرا، عقدت جولات عدة من مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، لوقف الحرب وتبادل أسرى.
وخلال هذه الفترة، تم التوصل إلى اتفاقين جزئيين، الأول في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، والثاني في يناير/ كانون الثاني 2025.
وتهرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من استكمال الاتفاق الأخير، واستأنف حرب الإبادة على غزة في 18 مارس/ آذار الماضي.
ومرارا، أكدت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.
وتشن إسرائيل، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.