نواف الزرو: وكأن العرب يعيشون مأساة إغريقية: حول تدمير وتفتيت سورية – جابوتنسكي تنبأ بذلك منذ 1915؟!

نواف الزرو
الذي جرى ويجري في سورية في هذه الايام حلم صهيوني كامن منذ مطلع القرن الماضي، فمن جابوتنسكي الى بن غوريون، الى بيغن، الى مائير، الى دايان فرابين، فشامير فباراك ثم نتنياهو، وعلى امتداد المؤسسة الامنية السياسية الصهيونية، كلهم اجمعوا ويجمعون على خريطة تفكيك وتدمير سورية كي تبقى”اسرائيل” لاطول فترة من الزمن…!
فكان الزعيم الروحي لليمين الصهيوني المتشدد زئيف جابوتنسكي قال في ذلك منذ عام 1915:”إن المشهد الوحيد الذي يحمل أملاً لنا هو تفتيت سورية…إن واجبنا التحضير لهذا المشهد، وكل ما عدا ذلك هو تضييع عبثي للوقت”، وكذلك مؤسس الدولة الصهيونية بن غوريون الذي عززه قائلا:”علينا تجهيز انفسنا للهجوم، إن هدفنا هو تحطيم لبنان وسورية-عن مقال استراتيجيات -العرب اليوم-07/06/2012 للدكتورة حياة عطية- –
فهل يختلف اثنان على ان ما جرى ويجري في سورية اليوم، انما هو في الجوهر والمآل-وفق المخطط- تحطيم وتفتيت وتدمير وتقسيم….؟!
وربما يكون القادم على العرب اعظم واخطر ان لم يتدارك العرب انفسهم…؟!
فالمشهد العربي اليوم لا يسر سوى العدو المتربص…!
فنحن امام مشهد من التفكك والاقليمية والطائفية البغيضة والاستلاب المطلق عن كل ما هو قومي عروبي…!
وامام “فك ارتباط عربي” عن كل ما هو عروبي…!
والاحوال العربية يتسيدها الخراب والفساد والاستبداد..!
بل ان الامة والدول والانظمة العربية كأنها في عطلة قومية مفتوحة…!
وكأن العرب كلهم في مأساة اغريقية..!.
فهذا العنوان قد يكثف لنا احوال العرب اليوم، على مدى العقود الماضية، وعلى نحو اخطر منذ ان اختطفت الثورات العربية الحقيقية ، ومنذ ان اخذت تتكالب كل القوى المشبوهة من اجل دمار وخراب سورية .
فنحن ايضا امام مشهد مزدحم بمعاني التفكك والتشرذم والمهانة العربية، والقطريات الكارثية، مشهد يحمل لنا المزيد من خيبات الأمل والاحباطات والأحلام المحطمة على صخرة الاحتلالات والمحارق والسياسات الرسمية العربية تجاه كل ما يجري.
وفي ظل مشهد عربي كهذا يصل اسوأ حالاته تتزاحم الاسئلة على الأجندات السياسية العربية، حول احوال العرب في القريب، بل وفي السنوات المقبلة، في الوقت الذي تتوجه انظار الشعوب العربية نحو الافضل..!.
يذكر لعميد البيت العربي السابق السيد عمرو موسى، انه كان فتح واحدا من اهم واخطر الملفات وهو ذلك الملف المتعلق ب”الاحوال العربية” وب”الايادي الشريرة الخفية التي تعبث بالامن العربي”، وب”تفكيك العراق وضياع هويتة العربية”، حينما اعلن في لقاء اجرته معه فضائية “دريم”المصرية يوم 2006/3/8 :”ان مشروع الشرق الاوسط سطو مسلح على دولنا وحضارتنا وتراثنا “، و”ان اسرائيل لم تكن لتتوغل في سياستها وجرائمها لو لم تكن تتمتع بحصانة دولية وحماية غربية”، ونضيف اليه:”لو كانت الاحوال العربية على غير ما هي عليه من تفكك وضعف ومهانة وتواطؤ…”.
ولذلك نعتقد بقناعة راسخة في ضوء هذه الحقيقة الساطعة التي اكدها عميد البيت العربي بنظرية المؤامرة الاستعمارية على الوطن والأمة، وان كل الأحداث في عالمنا العربي تسير وفق أجندة ومخططات ووثائق”مشروع اعادة تشكيل الشرق الاوسط –ولكن لصالح اسرائيل في هذه المرحلة”.
فهكذا كانت الأحوال في فلسطين والمنطقة منذ مطلع القرن الماضي – مرورا بالنكبة واقامة الدولة الصهوينية – وكذلك بالعدوان الثلاثي عام 56 – وعدوان حزيران عام 67 ، وصولا الى التطورات النكبوية في فلسطين والعراق ولبنان والسودان والصومال بكافة عناوينها الحربية والسياسية التفكيكية، وصولا الى الراهن السوري…؟!
كان المفكر العربي محمد حسنين هيكل قد حذر العرب مبكرا جدا من”ان الاحداث في المنطقة تسير كلها – منذ – كامب ديفيد – لصالح اسرائيل”.
فلماذا يفعل العرب كل ذلك بانفسهم؟!.
فلسطين تستباح من اقصاها الى اقصاها، إبادة شاملة وفسادا وتخريبا واستيطانا وتهويدا وجدرانا عنصرية .. وكذلك قتلا مكثفا وتدميرا شاملا وتطهيرا عرقيا بالبث الحي وعلى مرأى من العرب والعالم..؟!
والعراق كما فلسطين مر تحت الاستباحة الشاملة..؟!
الى كل ذلك ما جرى ويجري في ليبيا والسودان واليمن والصومال وغيرها.
الى ما جري في سورية من غزو مكشوف سافر اشتركت فيه جيوش من المرتزقة المدعومة المسلحة من قبل تحالف الدول المتواطئة على تخريب وتدمير سورية، وكلها عملت تحت عنوان:الجيش السوري الحر”…؟!، او بمسميات اخرى مثل”داعش” و”جبهة النصرة” و”هيئة تحرير الشام”وغيرها.
الا يدعو كل ذلك الى مراجعة حقيقية ومسؤولة من قبل كل اولئك المضللين الذين أيدوا وناصروا الغزو الخارجي الذي استهدف تدمير سورية دولة وحضارة وقوة عربية…؟!
[email protected]