اسكندنافيا: حيث تبقى الشمس مشرقة أحيانًا، وتضيء السماء بألوان الشفق الراقصة.

لندن-راي اليوم
هل سبق أن تخيّلتِ عالمًا لا تغيب فيه الشمس لأيام متتالية؟ أو مكانًا يحل فيه الليل طويلاً لأسابيع دون بزوغ حقيقي للفجر؟ في الدول الإسكندنافية، هذه ليست مجرد خيالات، بل واقع موسمي يتكرر كل عام. بين الشفق القطبي الساحر، وشمس منتصف الليل التي تضيء السماء بلا انقطاع، والمهرجانات الغريبة التي تعكس تنوع الثقافات، تفتح دول مثل السويد، النرويج، الدنمارك، فنلندا وآيسلندا أبوابها لعشّاق الطبيعة والتجارب الاستثنائية.
لكن السؤال المهم: متى يكون الوقت المثالي لزيارة هذه البلدان الفاتنة؟ هل تختارين حرارة الصيف ومهرجاناته الصاخبة؟ أم جمال الشتاء الصامت وغموضه المضيء؟
الصيف في الشمال: شمس لا تغيب ومهرجانات لا تُنسى
من يونيو إلى أغسطس، تعيش الدول الإسكندنافية فصلًا ذهبيًا من النشاط والحيوية. تتراوح درجات الحرارة بين 18 و21 مئوية، وتشرق الشمس لساعات طويلة قد تمتد حتى منتصف الليل. إنها الفترة الأنسب للتنقل، التجوّل بالدراجة في شوارع الدنمارك، أو الجلوس على ضفاف البحيرات السويدية الهادئة.
لا تفوّتي احتفال منتصف الصيف بين 19 و26 يونيو، حين تحتفل المدن والقرى في جميع أنحاء الشمال بالضوء والموسيقى ونيران المخيمات. في يوليو، يجذب مهرجان Roskilde في كوبنهاغن عشاق الموسيقى من أنحاء العالم، بينما تحتضن مدينة “أولو” الفنلندية أغرب الفعاليات مثل بطولة العالم للغيتار الهوائي. ورغم ارتفاع الأسعار، توفر النرويج عروضًا جيدة إذا حجزتِ مسبقًا.
الخريف والشتاء المبكر: لمسات من الهدوء وسحر التغيير
يبدأ أواخر الصيف – أو ما يعرف بـ sensommer في النرويج والدنمارك – مع سبتمبر، وتكون الأجواء مثالية للهدوء والاستكشاف البطيء. احتسي قهوتكِ على شرفة مقهى أنيق، أو اكتشفي القرى الصغيرة التي تفيض بسحر الريف.
بين سبتمبر ونوفمبر، تُسيطر مشاعر hygge في الدنمارك – دفء داخلي، إضاءة خافتة، وحميمية تعكس بساطة الحياة. ومع حلول فبراير، تبدأ شمس الشمال بالخروج من عزلتها، وتتحول المناطق الجبلية إلى وجهات مثالية للتزلج والمشي على الجليد، خاصة في فنلندا والنرويج.
شتاء الشفق القطبي: بردٌ ساحر وتجارب لا تُنسى
رغم قصر النهار وبرودة الطقس في ديسمبر، يناير وفبراير، فإن الشتاء الإسكندنافي يحمل في طياته تجربة لا تضاهى. توجّهي إلى لابلاند الفنلندية لمشاهدة الشفق القطبي بين أكتوبر ومارس، حين ترقص الأضواء الخضراء والبنفسجية في السماء كلوحة حية.
زوري كوبنهاغن في موسم الأعياد، حيث تتحول المدينة إلى مشهد ساحر من الزينة والأكشاك الدافئة، أو شاركي في سباقات الرنة في فنلندا خلال مارس، واستمتعي بأجواء الشتاء المليئة بالنشاط والدفء العائلي.
نصائح هامة قبل زيارتكِ للشمال الأوروبي
الربيع (أبريل – مايو) مثالي لعشّاق الهدوء والطبيعة المتفتحة، بعيدًا عن الزحام.
تحققي من مواعيد الشروق والغروب حسب توقيت وجهتكِ، فالفروقات الزمنية هنا تختلف جذريًا.
تيار الخليج الدافئ يجعل السواحل الإسكندنافية معتدلة نسبيًا رغم قربها من القطب.
الحجز المبكر ضروري في موسم الصيف، خاصة لحضور المهرجانات أو الرحلات البحرية.
خذي معكِ قناع نوم في الصيف (لضوء الشمس المستمر)، وملابس حرارية في الشتاء.
رحلة إلى اسكندنافيا: عالم من الضوء والهدوء
سواء كنتِ تبحثين عن مغامرة تحت ضوء شمس لا تغيب، أو عن لحظات صامتة أمام السماء المضيئة بالشفق القطبي، فإن زيارة الدول الإسكندنافية ليست مجرد رحلة، بل تجربة حسيّة وروحية تفتح لكِ أبوابًا لعالم مختلف تمامًا بإيقاعه، طقسه، وثقافته. فاختاري توقيتك، وابدئي رحلتكِ نحو الشمال الساحر.