الأمم المتحدة: إخلاء إسرائيل في وسط غزة يمثل “نقطة تحول” في الجهود الإنسانية

الأمم المتحدة: إخلاء إسرائيل في وسط غزة يمثل “نقطة تحول” في الجهود الإنسانية

الامم المتحدة-(أ ف ب) – اعتبر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” الأحد أن الأمر العسكري الذي أصدرته اسرائيل لسكان ونازحين في منطقة دير البلح بوسط غزة بالتوجه جنوبا وجّه “ضربة قاصمة أخرى” للجهود الإنسانية في القطاع المنكوب بسبب الحرب.
وحذر المكتب في بيان من أن “أمر النزوح الجماعي الذي أصدره الجيش الإسرائيلي اليوم وجه ضربة قاصمة أخرى لشريان الحياة الهش أصلا الذي يبقي الناس على قيد الحياة في جميع أنحاء قطاع غزة”.
وصباح الأحد، أمر الجيش الاسرائيلي سكان منطقة دير البلح في وسط غزة بالمغادرة فورا بسبب عمليات وشيكة، حيث شوهدت عائلات بأكملها تجر أمتعتها القليلة وتتوجه جنوبا.
وقال المتحدث باسم الجيش للإعلام العربي أفيخاي أدرعي إن الجيش “يوسع أنشطته” في المنطقة الجنوبية الغربية من دير البلح وهي “منطقة لم يعمل فيها من قبل”.
أضاف “من أجل سلامتكم أخلوا المكان فورا وانتقلوا جنوبا نحو المواصي”.
وأكدت “أوتشا” أن موظفي الأمم المتحدة “باقون” في المنطقة، حيث تمت مشاركة احداثيات مواقعهم مع “الأطراف المعنية”.
أضافت “هذه المواقع (…) كما هو الحال مع جميع المواقع المدنية (…) يجب حمايتها، بغض النظر عن أوامر النزوح”، محذرة من أن أي ضرر يلحق بالعيادات الصحية والبنية التحتية للمياه ومستودعات المساعدات في المنطقة “ستكون له عواقب مهددة للحياة”.
وبلغ عدد الأشخاص الموجودين في المنطقة عند صدور أمر الإخلاء بين 50 و80 ألف شخص، وفقا للتقديرات الأولية لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
ومنذ بداية الحرب، تعرض جميع سكان غزة تقريبا للتهجير مرة واحدة على الأقل بسبب أوامر الإخلاء الإسرائيلية المتكررة، كما أنهم يواجهون نقصا حادا في الغذاء.
وبحسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن الأمر الأخير يعني أن 87,8% من مساحة غزة أصبحت الآن تحت أوامر الإخلاء أو ضمن المناطق العسكرية الإسرائيلية.
وأشارت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى أن ذلك يترك “2,1 مليون مدني محصورين في منطقة مجزأة تبلغ مساحتها 12% من القطاع، حيث انهارت الخدمات الأساسية”.
وأضافت أن الأمر “سيحد من قدرة الأمم المتحدة وقدرة شركائنا على التحرك بشكل آمن وفعال داخل غزة، ما يصعب وصول المساعدات الإنسانية عندما تكون هناك حاجة ماسة إليها”.
وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أنه أمر الأحد بعدم تمديد تأشيرة مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” جوناثان ويتال.
وأدت الحرب الاسرائيلية في غزة إلى استشهاد 58,895 فلسطينيا غالبيتهم مدنيون، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس، وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
واندلعت الحرب في غزة بعد هجوم مباغت شنته حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
ومن بين 251 رهينة خطفوا أثناء الهجوم، لا يزال 49 محتجزين، بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.