منذر أبو حلتم: كأنك الآية البيضاء إذا كُتبت.

شعر : منذر ابو حلتم
( مهداة للمناضل الأممي جورج عبدالله )
أيا ابنَ لبنانَ يا نسرًا بلا قفصٍ
تُضاهي الرعدَ إنْ غنّى وإنْ زأروا
أربعةُ العقدِ، يا سجنٌ أما تعبتْ؟
ففي حناياهُ شمسٌ ما لها عمرُ
أبيتَ إلّا الطريقَ الحرَّ مُلتزمًا
فلا تهادنُ، لا تمحو، ولا تذرُ
هتفْتَ للقدسِ، للأحرارِ في جَلَدٍ
وصوتُك اليومَ في الميدانِ ينفجرُ
جورجُ يا نغمةَ التحريرِ في فمِنا
تردّدُ الحلمَ إنْ ضاقَتْ بنا الصورُ
أمميٌّ، كأنفاسِ الجياعِ إذا
تنفّستْ فيك نارُ الرفضِ تنفجرُ
قضيتَ دهركَ في جوعٍ وفي عطشٍ
ولم تُبدّلْ، ولم تنتابك الفِكرُ
كأنّكَ الآيةَ البيضاءَ إن كُتبتْ
بدمِ الأحرار، ما حادَتْ لينكسروا
وهاكَ حرّيتك الحمراء مقبلةً
كأنها الشمسُ بعد الليلِ تُعتصرُ
وصرتَ أغنيةً في الحلمِ نعزفُها
إذا تنكّرَ هذا الدهرُ أو غدروا
وفي جراحِكَ مرآةٌ نُحدّقُ فيـ
ها، كلّما سقطَ التّاريخُ واعتذروا
تركتَ للشمسِ أبوابًا مفتّحةً
فلا يضيعُ الذي للنورِ ينتظرُ
ورحتَ تمشي على الآهاتِ منتصبًا
كأنّ فوقَ جبينِ الحزنِ تزدهرُ
وها همُ الآنَ من سجنوك قد شهدوا
بأنّ حتفَ القيودِ الصبرُ والظفرُ