روسيا تعبر عن “استيائها” من مدينة فرنسية بسبب تغيير اسم شارع ستالينغراد.

باريس,- (أ ف ب) – أعربت السفارة الروسية في فرنسا عن “استيائها” من “قرار مشين” اتخذته بلدة درا الفرنسية الواقعة في إحدى ضواحي مدينة نيس (جنوب شرق) بتغيير اسم شارع ستالينغراد، وهي بلدة شهدت انتصارا سوفياتيا حاسما على ألمانيا النازية عام 1943.
وقالت السفارة في رسالة نُشرت على تلغرام “إن خبث إحدى الحجج المطروحة لتبرير هذا القرار لافتة للنظر بشكل خاص”، منددة بـ”محاولة مقلقة لإعادة كتابة التاريخ” من قِبل الفريق البلدي في البلدة التي تضم خمسة آلاف نسمة وتقع على بُعد حوالى عشرة كيلومترات من نيس.
وبررت نائبة رئيس البلدية ألكسندرا روسو في مقال نُشر في صحيفة “نيس-ماتان” اليومية القرار الذي اتخذه المجلس البلدي في 4 تموز/يوليو بقولها إن “معركة ستالينغراد ليست مصدر فخر تاريخي”.
وأضافت “يجب ألا نسلط الضوء بعد الآن على هذه المعارك العظيمة التي تعود للماضي، فهي ليست لحظات عظيمة لفرنسا”.
ووصفت السفارة الروسية هذه الكلمات بـ “تحريف صارخ للحقائق التاريخية”.
وقالت “نود تذكير المُحرِّضين على هذه المبادرة، وكذلك من أيدوها بصمت، بأنه في ستالينغراد ألحقت القوات السوفياتية هزيمة ساحقة بالقوات المسلحة الموحدة لألمانيا (فيرماخت). وعجّل هذا النصر إلى حد كبير في انهيار ألمانيا النازية وساهم في تحرير أوروبا من نير النازية”.
يعتبر مؤرخون انتصار السوفيات في ستالينغراد في شباط/فبراير 1943 إحدى نقاط التحول في الحرب العالمية الثانية، إذ مثّل بداية نهاية النظام النازي، إلى جانب انتصار الحلفاء في العلمين في مصر في تشرين الثاني/نوفمبر 1942.
وأقرّ رئيس بلدية درا روبير نارديلي في مقال في صحيفة “نيس-ماتان” بأن نائبته “استرسلت قليلا في تصريحاتها”، لكنه أكد أنه يدعم القرار الذي أثار معارضة مسؤولين شيوعيين منتخبين في المنطقة.
وتساءلت مجموعة “ألتيرناتيف كومونيست 06” الشيوعية المحلية في بيان “هل يجب أن نفهم أن بلدية درا تأسف رسميا لهذه اللحظة التاريخية، وكانت تُفضّل انتصارا نازيا؟”.
وسيصبح اسم شارع ستالينغراد شارع ريف دو بايون (ضفاف بايون)، وهو نهر يجتاز البلدة.
يكرر مؤرخون اتهام حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإعادة صوغ التاريخ الروسي لأغراض سياسية، لا سيما لتبرير غزو أوكرانيا الواسع النطاق منذ العام 2022 واتهام موسكو لها بأنها نظام نازي.