ارتفاع عدد القتلى في السويداء إلى 300 والجيش السوري يطالب السكان بالبقاء في منازلهم بعد انتهاك الاتفاق.. إسرائيل تعزز حدودها بثلاث سرايا ونتنياهو يجري اجتماعًا أمنيًا.

دمشق- (أ ف ب) – الأناضول– تجاوز عدد القتلى جراء أعمال العنف في محافظة السويداء في جنوب سوريا عتبة 300 قتيل منذ الأحد، وفق حصيلة جديدة أوردها المرصد السوري لحقوق الانسان الأربعاء.
ومنذ اندلاع الاشتباكات الأحد، أحصى المرصد مقتل 69 مقاتلا درزيا، إضافة الى أربعين مدنيا، قُتل 27 منهم “بإعدامات ميدانية برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية”، مقابل 165 قتيلا من القوات الحكومية و18 مسلحا من البدو. كما قتل عشرة عناصر من القوات الحكومية جراء الغارات الإسرائيلية.
وكانت حصيلة سابقة للمرصد أفادت بمقتل 248 شخصا.
وأحصى المرصد منذ اندلاع الاشتباكات الأحد، مقتل 64 مسلحا درزيا إضافة الى 28 مدنيا، 21 منهم قتلوا “بإعدامات ميدانية برصاص عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية”، مقابل 138 قتيلا من عناصر وزارتي الدفاع والأمن العام و18 مسلحا من البدو.
وكانت حصيلة سابقة للمرصد ليل الثلاثاء أحصت مقتل 203 أشخاص من الطرفين.
هذا وطالبت وزارة الدفاع السورية، الأربعاء، أهالي مدينة السويداء بالالتزام بحظر التجول المفروض منذ أمس، بعد تجدد هجوم “مجموعات خارجة عن القانون” على قوات الجيش والأمن الداخلي، في خرق لاتفاق تم التوصل إليه في المدينة لوقف إطلاق النار.
جاء ذلك وفق بيان لإدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع السورية، نقلته وكالة الأنباء الرسمية “سانا”.
وقالت الإدارة: “بعد إبرام اتفاق وقف إطلاق النار مع وجهاء وأعيان مدينة السويداء (الاثنين)، عادت مجموعات خارجة عن القانون إلى مهاجمة قوات الجيش والأمن الداخلي داخل المدينة، وقد أكدنا في تعميماتٍ سابقة أحقية قوات الجيش في الرد على مصادر النيران”.
وأضافت: “تتابع قوات الجيش الرد على مصادر النيران داخل مدينة السويداء، مع مراعاة قواعد الاشتباك لحماية الأهالي ومنع تضررهم، وتحقيق عودة آمنة لمن غادروا المدينة إلى منازلهم”.
إدارة الإعلام والاتصال أوصت “الأهالي داخل المدينة بالتزام منازلهم، والتبليغ عمّن تبقى من المجموعات الخارجة عن القانون”.
والاثنين، أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة اتفاقا تاما لوقف إطلاق النار في السويداء، بينما دخلت قوات الجيش والأمن إلى مركز المدينة لبسط السيطرة، وفرضت السلطات السورية “حظرا للتجوال حتى إشعار آخر حفاظا على الأرواح”.
لكن وزارة الداخلية السورية قالت في بيان مساء الثلاثاء، إن الاشتباكات لا زالت مستمرة في بعض أحياء مدينة السويداء، وسط جهود مكثفة بالتنسيق مع وجهاء وأعيان المدينة لاستعادة السيطرة الكاملة وفرض الأمن”.
والأحد، اندلعت مواجهات بأسلحة متوسطة وثقيلة بين مجموعات مسلحة درزية وأخرى بدوية في السويداء، جراء قيام الطرفين بمصادرة مركبات بشكل متبادل، وفق مصادر محلية للأناضول.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد أواخر عام 2024، بدأت قوات الأمن العام التابعة للحكومة الجديدة دخول محافظات البلاد، لكن رتلا تابعا لها آثر عدم دخول السويداء آنذاك وعاد إلى دمشق حقنا للدماء، بسبب رفض حكمت الهجري، أحد مشايخ العقل بالمحافظة.
وفي ظل ذلك، تولت عناصر من أبناء المحافظة مهمة تأمينها، لكنها لم تتمكن من ذلك ما دفع قوات الجيش ووزارة الداخلية إلى التدخل لإنهاء الانفلات.
هذا وعزز الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، وجوده على الحدود مع سوريا بسريتين إضافيتين ليرتفع العدد إلى 3 سرايا، “خشية اقتحام جماعي عبر الحدود ينفذه دروز إسرائيل كما حدث الثلاثاء”.
والثلاثاء، اقتحم عشرات الدروز الحدود إلى سوريا قبل أن يعيدهم الجيش الإسرائيلي، تزامنا مع دخول القوات السورية إلى مركز مدينة السويداء لضبط الأمن عقب اشتباكات مسلحة دامية بين المكونين البدوي والدرزي.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الأربعاء: “نشر الجيش الإسرائيلي سريتين إضافيتين على الحدود الإسرائيلية السورية، خوفًا من محاولات جماعية لاختراق السياج من قبل الدروز من إسرائيل”.
وأضافت أن السريتين هما سرية من حرس الحدود وسرية من قاعدة تدريب لواء غولاني، بالإضافة إلى سرية من حرس الحدود التي تم نشرها أمس.
وتابعت: “تعزز ثلاث سرايا حاليًا الحدود السورية على الجانب الإسرائيلي، بالإضافة إلى قوات الشرطة العسكرية العاملة في المنطقة”.
ونقلت الإذاعة عن الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل موفق طريف قوله: “يجب أن نجبر النظام السوري على الانسحاب من السويداء”، زاعما أن “هذه حرب وجود”.
وطالب طريف “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس الاختيار بين الشراكة مع الدروز أو داعش”، في اتهام مباشر للحكومة السورية التي تعمل على بسط السيطرة والأمن بمحافظة السويداء.
وتتصاعد الدعوات بين الدروز في إسرائيل لمطالبة حكومة نتنياهو بالتدخل في سوريا بداعي “حماية الدروز في السويداء من القوات السورية”.
ويخدم عدد من الدروز في الجيش الإسرائيلي ويشاركون في الحروب سواء في الإبادة الجماعية بغزة، أو العدوان على لبنان.
** نتنياهو باجتماع طارئ
في السياق، قالت الإذاعة، إن نتنياهو غادر قاعة المحكمة المركزية في تل أبيب حيث يرد على تهم الفساد الموجهة ضده، من أجل إجراء مشاورات.
ويواجه نتنياهو اتهامات بالفساد والرشوة وإساءة الأمانة، بينما بدأت محاكمته في هذه القضايا عام 2020، وما زالت مستمرة، وهو يُنكرها مدعيا أنها “حملة سياسية تهدف إلى الإطاحة به”.
وأوضحت الإذاعة أن السبب لمغادرة نتنياهو المحكمة هو أنه “يجتمع الآن قادة الدروز في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، ورؤساء بلديات وأعضاء كنيست (البرلمان) من أحزاب مختلفة بما في ذلك الليكود، في اجتماع طارئ”.
وأضافت: “يقول لنا مقربون من الشيخ طريف إن علاقات الدروز بدولة إسرائيل تتدهور، والمشاهد في سوريا تصدمنا”.
وتابعت إذاعة الجيش الإسرائيلي: “من أبرز المخاوف التي طُرحت في الاجتماع الطارئ: خرق جماعي للحدود بين إسرائيل وسوريا، وانشقاق جنود دروز من الجيش الإسرائيلي”.
وتزامنت غارات إسرائيل الثلاثاء على محافظتي السويداء ودرعا المتجاورتين مع انتشار للجيش السوري فيهما لاستعادة الأمن وحماية المواطنين وممتلكاتهم، بعد اشتباكات بين جماعات مسلحة من الدروز والبدو، خلفت عشرات القتلى.
وبجانب العمل على ما تقول إنه “نزع السلاح من الجنوب السوري”، تستخدم تل أبيب ما تزعم أنها “حماية الدروز” في سوريا ذريعة لتبرير تدخلاتها وانتهاكاتها المتكررة لسيادة البلد العربي.
وأكد معظم قادة طائفة الدروز بسوريا في مناسبات عديدة رفضهم أي تدخل خارجي بشؤون البلاد، كما تؤكد دمشق حرصها على ضمان حقوق متساوية للطوائف كافة.