جنبلاط يطالب بحل سياسي في السويداء ويحذر من “الاستدراج الإسرائيلي” ويُثني على إعلان وقف إطلاق النار.. ومقتل 19 مدنياً من الطائفة الدرزية بنيران قوات الأمن السورية

جنبلاط يطالب بحل سياسي في السويداء ويحذر من “الاستدراج الإسرائيلي” ويُثني على إعلان وقف إطلاق النار.. ومقتل 19 مدنياً من الطائفة الدرزية بنيران قوات الأمن السورية

بيروت/ وسيم سيف الدين/ الأناضول – أ ف ب – دعا الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط، الثلاثاء، إلى حل سياسي في محافظة السويداء جنوبي سوريا برعاية الدولة، محذّرا من “الفخ الإسرائيلي”.
جاء ذلك في مقابلة لجنبلاط الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان مع التلفزيون العربي، تابعها مراسل الأناضول، بينما دخلت قوات من الجيش السوري والأمن إلى السويداء على إثر فض نزاع مسلح أوقع عشرات القتلى والجرحى.
وقال جنبلاط: “يجب الدخول في مصالحات مع البدو، لأن هناك مشاكل تحصل بينهم وبين الدروز”.
وأشار إلى أنه يراقب “التصريحات المتنوعة للبعض من الرئاسة الروحية، لأن في جبل العرب 3 رؤساء ووجهاء (حكمت الهجري وحمود الحناوي ويوسف الجربوع)”.
ولفت إلى أنه “لا بد من الخروج من هذا التردد والدخول في الحوار الصريح بدل التحريض المستمر أحيانا”.
كما أوضح أن “مصلحة السويداء تكمن في الوصول لحل سلمي سياسي برعاية الدولة، كي تعود الحياة إلى أمورها الطبيعية ونطوي هذه الصفحة الدامية”.
وأشار إلى أن “اسرائيل لا تحمي أحداً وتريد تأجيج المزيد من القتال في السويداء، ونشر الفوضى في سوريا، وتشويه التاريخ العربي”.
جنبلاط حذر من “الوقوع في الفخ الإسرائيلي”، مشيرا إلى أنه “على تواصل مع الحكومة السورية”.
ودعا إلى “أن يتجاوب أهل السويداء مع كل الوجهاء، وأنصح المثقفين والنخب والعناصر المسلحة الانخراط في الأمن العام أو الجيش السوري”.
ووصف إعلان وقف إطلاق النار بالسويداء بأنه “أمر ممتاز، وحان الوقت لمقاربة الأمور بالهدوء والحوار، تفاديا لمزيد من القتال”.
والاثنين، قال جنبلاط في بيان، إن السويداء يجب أن تبقى بحماية الدولة السورية مثل حمص وحماة (وسط) وبقية المحافظات.
تصريحات جنبلاط تأتي على خلفية اشتباكات اندلعت الأحد في السويداء بين مسلحين دروز وبدو، خلفت أكثر من 30 قتيلا و100 جريح، وفق أحدث إحصائية نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، مساء الاثنين.
لكن حكمت الهجري، قال في بيان، الاثنين، إنهم لن يسمحوا بدخول قوات الجيش والأمن السوريين إلى السويداء، مطالبا بـ”حماية دولية”.
بدورها، قالت وزارة الداخلية السورية في بيان الثلاثاء، إن قوات الأمن والجيش دخلت مركز المدينة، وحذرت من أي تجاوزات، بينما أعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة وقف إطلاق النار بالمحافظة.
وتزامنا مع دخول الجيش السوري، شنت إسرائيل غارات جوية على مدينة السويداء، وفق وكالة “سانا” التي لم تورد تفاصيل بشأن نتائج تلك الغارات.
وكثيرا ما تستخدم إسرائيل “حماية الدروز” ذريعة لتبرير تدخلاتها وانتهاكاتها المتكررة للسيادة السورية، لكن غالبية زعماء ووجهاء الطائفة الدرزية في سوريا أكدوا، عبر بيان مشترك في وقت سابق، تمسكهم بسوريا الموحدة، ورفضهم التقسيم أو الانفصال.
وفي 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق، منهية 61 عاما من حزب البعث الدموي و53 سنة من سيطرة أسرة الأسد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الانسان الثلاثاء عن مقتل 19 مدنيا درزيا في عمليات “إعدام ميدانية” نفذتها قوات الأمن السورية في السويداء، بينهم 12 في مضافة لإحدى العائلات.
ودخلت قوات السلطات الانتقالية السورية المدينة الواقعة في جنوب البلاد صباح الثلاثاء، وأعلنت وقف إطلاق النار فيها، وذلك بعد مقتل أكثر من مئة شخص في اشتباكات عنيفة بين مسلحين من الدروز وآخرين من البدو اندلعت في المحافظة الأحد.
وقال المرصد “أقدم عناصر من وزارتي الدفاع والداخلية على تنفيذ إعدامات ميدانية طالت 12 مدنيا دزريا، عقب اقتحام مضافة آل رضوان في مدينة السويداء”.
وأظهر مقطع مصوّر انتشر على منصات التواصل الاجتماعي عشرة أشخاص على الأقل يرتدون ملابس مدنية مضرجين بالدماء داخل المضافة، طرح بعضهم أرضا وآخرون على أرائك، وبجانبهم صور لمشايخ دروز ملقاة على الأرض وأثاث مخرّب ومبعثر.
وأفاد المرصد كذلك عن إعدام مجموعة مسلحة قال إنها تابعة للقوات الحكومية لـ”4 مدنيين دروز بينهم امرأة في مضافة آل مظلومة بقرية الثعلة” في ريف السويداء.
وبحسب المرصد كذلك، أطلقت “مجموعة مسلّحة تابعة لدوريات الأمن العام، النار بشكل مباشر على ثلاثة أشقاء بالقرب من دوّار الباشا شمال مدينة السويداء، أثناء وجودهم برفقة والدتهم، التي شاهدت لحظة إعدامهم ميدانيا”.
ولم يصدر تعليق من السلطات بعد على هذه الاتهامات.