دهس الطفلة “غيثة” يُثير سخط المغاربة.. حالتها خطيرة وترتيبات لنقلها للخارج لإجراء جراحة حساسة

الرباط ـ “رأي اليوم” ـ نبيل بكاني:
كشفت هيئة الدفاع عن الطفلة المغربية غيثة، ضحية حادث الصدم بسيارة على مستوى شاطئ سيدي رحال بإقليم برشيد ضواحي الدار البيضاء، أن الحالة الصحية للطفلة ما تزال حرجة، وأنها ستخضع لعملية جراحية دقيقة على مستوى الجمجمة بإحدى المصحات في إيطاليا.
وخلال جلسة المحاكمة التي انعقدت اليوم الإثنين بالمحكمة الابتدائية ببرشيد، أوضح دفاع الضحية أن الجروح التي تعرضت لها لم تلتئم بعد، ما يجعل من المبكر تقديم تقرير طبي نهائي وشامل عن وضعها، مشيرًا إلى أن احتمال خضوعها لعمليات إضافية لا يزال قائما.
ووفقًا لما أوردته هسبريس، فقد أكد الدفاع، بعد تقديم وثائق وتقارير طبية، أن حالة غيثة “متدهورة”، وأن ترحيلها للعلاج بالخارج يأتي في ظل تعقيد إصاباتها، مشددًا على أن التقرير الطبي المطلوب من المحكمة سيُقدّم بعد العملية المرتقبة في إيطاليا.
وفي جلسة تميّزت بحضور والدة الطفلة لأول مرة، طالبت هيئة دفاع الطرف المدني بإعادة تكييف القضية، فيما تمسّك دفاع المتهم، المعتقل احتياطيًا، بكونها مجرد “حادثة سير عرضية”.
وقد قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى الأسبوع المقبل، مع رفض ملتمس السراح المؤقت الذي تقدم به دفاع المتهم، كما أمرت باستدعاء مؤمني السيارة والدراجة المائية (جيت سكي) التابعتين للمتابع في الملف، إلى جانب مطالبة دفاع الضحية بتقديم تقرير طبي حال توفره بعد العملية.
يُذكر أن هذه القضية استأثرت باهتمام واسع من الرأي العام، بعدما قامت سيارة بصدم الطفلة على الشاطئ، ليعمد السائق لاحقًا إلى نقلها إلى إحدى المصحات بمدينة الدار البيضاء لتلقي العلاجات الضرورية.
وأثارت واقعة دهس الطفلة غيثة، البالغة من العمر أربع سنوات، في أحد الشواطئ المغربية ضواحي الدار البيضاء، موجة واسعة من الغضب والتعاطف على منصات التواصل الاجتماعي، وسط مطالب شعبية بإحقاق العدالة ومعاقبة المتسبب في الحادث.
القضية سرعان ما تحولت إلى قضية رأي عام، حيث أطلق مواطنون ونشطاء مغاربة حملة تضامنية عبر الوسم #العدالة_لغيثة، دعوا من خلالها إلى فتح تحقيق فوري وتحريك المتابعة القضائية في حق الجهة المسؤولة عن هذا الفعل الخطير، الذي خلّف إصابات بليغة في جسد الطفلة الصغير.
وتعود تفاصيل الحادث، بحسب رواية عائلتها، إلى يوم 15 يونيو 2025، حين كانت الطفلة تلهو على الشاطئ بالقرب من حفرة صغيرة حفرها والدها قرب خط الأمواج، قبل أن تباغتها سيارة رباعية الدفع كانت تجر خلفها دراجة مائية من نوع “جيت سكي”، فصدمتها بعنف، حيث دهست رأسها ومرت عجلات الدراجة على جسدها.
والد غيثة وصف المشهد بأنه كان أشبه بكابوس، قائلاً: “الدماء كانت تملأ المكان… رأيت رأس ابنتي مفتوحًا وفكّها السفلي قد انزاح من مكانه. لم أصدق أن ما أراه حقيقي.”
وعقب الحادث مباشرة، سارع الأب إلى نقل ابنته إلى المستشفى، حيث كشفت الفحوصات الطبية عن كسر في الجمجمة ونزيف داخلي وتلف بالغ في الأغشية الدماغية، ما تطلب إدخالها غرفة العمليات بشكل مستعجل في محاولة لإنقاذ حياتها، وفق ما أكدته العائلة.