مفاوضات الهدنة في غزة تدخل أسبوعها الثاني بلا تقدم مع تفاؤل ترامب بإمكانية تحقيق تقدم، بينما تواصل الغارات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني.

القدس-(أ ف ب) – دخلت المفاوضات الهادفة للتوصل الى إلى وقف إطلاق نار في غزة أسبوعها الثاني من دون تحقيق تقدم، فيما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تفاؤل بتحقيق اختراق مع تواصل الغارات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني.
وتواجه المفاوضات غير المباشرة التي تُجرى في الدوحة حالة جمود منذ أواخر الأسبوع المنصرم، مع تبادل الطرفين الاتهامات بعرقلة التوصل لهدنة مدتها 60 يوما يتخللها الإفراج عن رهائن.
في غضون ذلك، أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل 22 شخصا على الأقل الاثنين في ضربات إسرائيلية.
وأعرب ترامب عن أمله في التوصل إلى “تسوية” خلال الأسبوع الحالي بشأن الحرب المتواصلة منذ أكثر من 21 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس. وقال مساء الأحد “نحن نجري محادثات ونأمل أن نصل إلى تسوية خلال الأسبوع المقبل”.
وقال مسؤول فلسطيني مطلع لفرانس برس الاثنين إن “المفاوضات غير المباشرة بين حماس واسرائيل تتواصل بالدوحة، ووفد حماس المفاوض برئاسة خليل الحية يتواجد هناك”.
وأضاف “مساء أمس (الأحد)، عقد لقاء تشاوري بين قيادتي حماس والجهاد الاسلامي… حول تنسيق الرؤى والمواقف بشأن مفاوضات وقف العدوان وتبادل الأسرى وإغاثة وحماية شعبنا”.
وأشار الى أن “الوسطاء المصريين والقطريين مع الجانب الامريكي يواصلون بذل الجهود من أجل تقديم إسرائيل خريطة معدلة للانسحاب تكون مقبولة”.
وكان مصدر فلسطيني مطلع كشف سابقا أن حماس رفضت مقترحات إسرائيلية تشمل “إعادة انتشار وإعادة تموضع الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة وهذا ليس انسحابا”، كما تشدد على “إبقاء قواتها على أكثر من 40 في المئة من مساحة قطاع غزة وهو ما ترفضه حماس”.
في المقابل، اتهم مسؤول إسرائيلي الحركة برفض “تقديم تنازلات” وبشن “حرب نفسية تهدف إلى تقويض المفاوضات”.
– “ثأر لا يُنسى” –
وتسببت الحرب بأزمة انسانية حادة في القطاع.
والاثنين، أعلن الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل مقتل 22 فلسطينيا على الأقل في غارات إسرائيلية.
وقال بصل لفرانس برس إن مسعفين نقلوا “12 شهيدا وعشرات المصابين جراء عدة غارات جوية (بعد الساعة الثانية فجر اليوم بتوقيت القدس) استهدفت منازل وخياما للنازحين خان يونس في جنوب القطاع خصوصا في منطقة المواصي”.
وأدت إحدى الغارات على خيمة في خان يونس إلى مقتل والديّ طفلٍ وأشقائه الثلاثة. ونجا الطفل لأنه كان خارج الخيمة يجلب الماء، وفقا لما روى عمه لفرانس برس.
وبحسب بصل، نقل القتلى والمصابون إلى مستشفى ناصر في خان يونس.
وأظهرت لقطات مصورة لفرانس برس الطفل يحتضن جثمانا مكفنا موضوعا على أرضية مستشفى ناصر، فيما يحاول بعض من أفراد العائلة التخفيف عنه.
وقال بلال العدلوني “كل قطرة دم هي ثأر لا يُنسى، ثأر لا يموت بالتقادم، ولا يموت بالتهجير، ولا يموت بالموت”.
الى ذلك، أفاد بصل بمقتل 10 فلسطينيين آخرين بينهم امرأة في ثلاث غارات إسرائيلية في مدينة غزة بشمال القطاع. ومن بين هؤلاء خمسة قتلوا في غارة استهدفت مجموعة من السكان في حي الصفطاوي بشمال غرب المدينة.
وعلى الجانب الإسرائيلي من الحدود مع القطاع، شاهد مراسلو فرانس برس أعمدة دخان كثيفة تتصاعد من شمال غزة.
ولم يعلق الجيش بعد على تقارير الدفاع المدني، وأفاد فرانس برس بأنه “يتحقق من الحوادث المذكورة”.
اندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أسفر عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية.
ومن بين 251 رهينة خطفهم مقاتلو حماس في هجوم تشرين الأول/أكتوبر، لا يزال 49 محتجزين في غزة، من بينهم 27 أعلنت إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.
وتردّ إسرائيل منذ ذلك الوقت بقصف عنيف وعمليات عسكرية استشهد فيها أكثر من 58026 فلسطينيا في قطاع غزة غالبيتهم مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
– الضغط يتصاعد –
سياسيا، يشارك وزيرا الخارجية الاسرائيلي والفلسطينية في اجتماع بين الاتحاد الأوروبي والدول المجاورة الواقعة الى جنوبه في بروكسل الاثنين، في أول حضور مشترك في لقاء على هذا المستوى منذ اندلاع الحرب في غزة.
لكن السلطة الفلسطينية نفت أن يكون جدول الأعمال يتضمن لقاء بين الوزيرة الفلسطينية فارسين أغابكيان شاهين، ونظيرها الاسرائيلي جدعون ساعر.
وفي إسرائيل، أكد رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بأنه سيكون مستعدا لمحادثات حول وقف إطلاق نار دائم فقط بعد التوصل إلى هدنة، وعندما تلقي حماس السلاح.
ويواجه رئيس الوزراء ضغوطا متزايدة لإنهاء الحرب في ظل تزايد الخسائر البشرية للجيش والاستياء الشعبي من عدم حل ملف الرهائن على وجه الخصوص.
كما يواجه انتقادات لاذعة بشأن مشروع ما يعرف بـ”المدينة الإنسانية”، والقائم على إقامة منطقة مغلقة في جنوب غزة ونقل سكان من القطاع إليها.
ووصفت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) المنشأة المقترحة بأنها “معسكر اعتقال”، بينما أعرب وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المملكة المتحدة عن “صدمة” من الطرح.
وتشير تقارير صحافية الى وجود تحفظات كبيرة على هذا المشروع حتى من داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المشروع نوقش في اجتماع أمني عقد في مكتب رئيس الوزراء الأحد عشية مثول نتانياهو أمام القضاء في جلسة جديدة من محاكمته الطويلة بتهم الفساد.