وزيرة مغربية سابقة تنتقد ابن كيران وتصف تصريحاته بالإهانة: “المرأة ليست مجرد قشر، والمغرب لا يُبنى بإبعاد نصفه”

وزيرة مغربية سابقة تنتقد ابن كيران وتصف تصريحاته بالإهانة: “المرأة ليست مجرد قشر، والمغرب لا يُبنى بإبعاد نصفه”

الرباط ـ “رأي اليوم” ـ نبيل بكاني:

في رد فعل قوي على التصريحات الأخيرة للأمين العام لحزب “العدالة والتنمية” عبد الإله ابن كيران، أثارت الوزيرة السابقة ياسمينة بادو جدلاً واسعًا بعد انتقادها الشديد لما اعتبرته “إهانة صريحة” لكرامة النساء المغربيات.
فقد أعربت، عبر تدوينة على صفحتها الرسمية، عن صدمتها من تشبيه ابن كيران للفتيات غير المتزوجات بـ”اللقلق” واعتبارهن “كائنات غير ذات نفع بعد سن معينة”، على حد ما فهم من تصريحه في مؤتمر جهوي بأكادير.
وأكدت بادو، التي تولت سابقًا حقيبة الأسرة والطفولة والأشخاص في وضعية إعاقة، أن هذا الخطاب يمثل انتكاسة خطيرة في مسار المساواة بين الجنسين، ويكرّس نظرة دونية للمرأة تتنافى مع روح الدستور والقيم الإسلامية السمحة، ومع طموحات المغرب الحديث.
وأضافت القيادية السابقة في حزب الاستقلال أن “المرأة المغربية ليست لقلاقًا ولا بهيمة”، بل هي فاعل رئيسي في بناء الوطن، مشددة على أن “نهضة المغرب تبدأ من تمكين المرأة لا من تحجيم دورها”.
كما دعت إلى تحرك عاجل لمواجهة الخطابات التي تكرّس التمييز وتُقصي النساء من المشاركة الفعالة في التنمية.
وفي لهجة حاسمة، خاطبت ابن كيران قائلة: “أنتم مسؤولون سياسياً وأخلاقياً عمّا تتفوهون به، لأن كلماتكم تغذي ثقافة التمييز وتعيدنا إلى عصور الإقصاء والتهميش”، مضيفة أن المغرب لا يمكن أن يحقق التقدم بإقصاء نصف مجتمعه.
واختتمت بادو موقفها بالتشديد على أن “المرأة المغربية أثبتت كفاءتها في مختلف المجالات، من الطب إلى التعليم، ومن القضاء إلى السياسة، ولم يعد مقبولاً النظر إليها من زاوية حالتها الاجتماعية فقط، بل يجب الاعتراف بأدوارها المتعددة في بناء وطن متوازن وحديث”.