وليد سند: دولةٌ تكتشف عمقك الداخلي

وليد سند: دولةٌ تكتشف عمقك الداخلي

 

 

وليد سند

في هذه البلاد،

أنت لستَ مواطنًا..!

أنت صيدٌ مفتوح،

صيدٌ يتنقّل بين أفواه المعاني المسمومة،

تارةً يُنهشُ بصوتٍ عالٍ،

وتارةً يُذبحُ بصمتٍ أبكم.

*

1

الصمت هنا ليس سلامًا،

إنه شكلٌ من أشكال العنف،

عنفٌ يُمارَس عليك من داخلك،

وأنت تبتلع الكلمات لأنك تعبت من دفن الحروف.

*

2

الحزن لا يسألك إن كنتَ مستعدًا…

إنه يدخل،

يخلع معطفه،

ويجلسُ في قلبك كما لو كان بيته منذ البداية.

*

3

الغضب لا ينفجر،

إنه يتخثّر فيك،

يتحول إلى تجاعيد باكرة،

وإلى رعشةٍ في أصابعك كلما رأيت منشورًا يهلّل للجلاد.

*

4

الفرح…

خدعة أنيقة.

يدعوك للرقص ثم يسحب الأرض من تحتك،

يبتسم لك،

ثم

يتركك تضحك وحدك كمجنونٍ نسي موطنه، فردد نشيد الرصيف.

5

عزلتُكَ التي ظننتها ملاذًا،

لم تسلَمْ!

تحولَت إلى سجنٍ بلا قضبان،

كلما هممتَ بكسرها بخطوةٍ خارج الباب،

أعادتكَ البلادُ إليكَ…

مُمزقًا

مُرتبكًا،

تتلَمّس قلبك لتتأكد أنه ما زال هناك،

ولو شظية لم تصبها صنارة البلد التعيس.