انخفاض أسعار النفط نتيجة لزيادة إنتاج “أوبك+” والقلق من الرسوم الأمريكية

انخفاض أسعار النفط نتيجة لزيادة إنتاج “أوبك+” والقلق من الرسوم الأمريكية

لندن-راي اليوم
تراجعت أسعار النفط في تعاملات اليوم الاثنين، متأثرة بقرار مجموعة “أوبك+” زيادة إنتاجها بأكثر من المتوقع اعتبارًا من أغسطس/آب، في وقت يخيّم فيه القلق على الأسواق العالمية بشأن مستقبل النمو الاقتصادي وسط تهديدات أميركية بفرض رسوم جمركية جديدة.
وبحلول الساعة 03:27 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 47 سنتًا، أو ما يعادل 0.69%، ليصل سعر البرميل إلى 67.83 دولار. كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بمقدار 0.95 دولار، أو 1.42%، ليبلغ 66.05 دولار للبرميل.
“أوبك+” تفاجئ السوق بزيادة الإنتاج
أعلنت مجموعة “أوبك+”، التي تضم منظمة الدول المصدرة للبترول وشركاءها من خارج المنظمة، يوم السبت، عن اتفاق على رفع الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يوميًا خلال شهر أغسطس، في خطوة فاقت التوقعات السابقة.
ورأى تيم إيفانز، المحلل في شركة “إيفانز إنرجي”، أن هذه الزيادة تعكس “اتجاهاً أكثر شراسة نحو المنافسة على الحصة السوقية، حتى لو جاء ذلك على حساب انخفاض الأسعار والإيرادات”.
وتُعد هذه الزيادة قفزة مقارنة بالإضافات الشهرية السابقة التي أقرتها المجموعة، والتي بلغت 411 ألف برميل يوميًا لمايو/أيار، و138 ألف برميل يوميًا لأبريل/نيسان.
وفي مذكرة تحليلية، أوضح خبراء “آر بي سي كابيتال”، بقيادة هيليما كروفت، أن قرار “أوبك+” من شأنه أن يُعيد نحو 80% من التخفيضات الطوعية التي كانت قد أقرتها سابقًا مجموعة من المنتجين في المنظمة، والتي بلغت 2.2 مليون برميل يوميًا. ومع ذلك، لفتوا إلى أن الإنتاج الفعلي لا يزال دون المستويات المخططة حتى الآن.
ويتوقع محللو “غولدمان ساكس” أن تعلن المجموعة عن زيادة إضافية بنحو 550 ألف برميل يوميًا لشهر سبتمبر، خلال اجتماعها المقبل المقرر في الثالث من أغسطس.
الرسوم الأميركية… عامل ضغط إضافي
زاد من ضغوط السوق ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الأحد، بأن بلاده “على وشك الانتهاء من عدد من الاتفاقيات التجارية”، مشيرًا إلى أنه سيخطر الدول المعنية بمعدلات الرسوم الجمركية الجديدة بحلول التاسع من يوليو، على أن تدخل حيّز التنفيذ في الأول من أغسطس.
وكان ترامب قد أعلن في أبريل عن خطة لفرض رسوم أساسية بنسبة 10%، إضافة إلى رسوم “مضادة” قد تصل إلى 50% على الدول التي تُصدّر إلى أميركا أكثر مما تستورد منها، وهو ما يثير قلقًا واسعًا بشأن تأثير تلك الإجراءات على النمو العالمي والطلب على النفط.
في هذا السياق، قالت بريانكا ساشديفا، كبيرة محللي السوق في “فيليب نوفا”، إن “المخاوف المتعلقة برسوم ترامب تمثل السمة الغالبة على النصف الثاني من عام 2025، بينما يبقى ضعف الدولار هو العامل الوحيد الداعم لأسعار النفط حالياً”.
المشهد العام: ضبابية وتحديات
تتداخل في المشهد الحالي عوامل عدة تضغط على سوق النفط العالمية، بدءًا من التوسع غير المتوقع في الإنتاج، مرورًا بالتوترات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها، وصولًا إلى حالة عدم اليقين في الاقتصاد العالمي.
وفي ظل هذه التطورات، يبدو أن سوق النفط قد دخلت مرحلة من الترقب، حيث تتجه الأنظار إلى نتائج اجتماع “أوبك+” المقبل، وموقف واشنطن النهائي من الرسوم الجمركية، وتأثير هذه التحولات على معادلة العرض والطلب خلال الأشهر القادمة.